عاد الثنائي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وابنه الثاني المهندس سيف الإسلام للظهور بشكل مقتضب في العاصمة الليبية طرابلس، بعد طول احتجاب دام أكثر من أسبوعين.وعلى الرغم من أن القذافي
لم يظهر بشكل واضح للعيان، فإن التلفزيون الرسمي الليبي قال الليلة قبل الماضية، وهو يعرض لقطات لثلاث سيارات خارج المقر الحصين للقذافي في ثكنة باب العزيزية في طرابلس الغرب: إن «الأخ القائد بين مؤيديه».
واكتفى القذافي، الذي يواجه تحديات داخلية وخارجية غير مسبوقة منذ اعتلائه سدة الحكم، عقب الإطاحة بنظام العاهل الليبي الراحل الملك إدريس السنوسي عام 1969، بظهوره العابر ولم يوجه أي كلمة لمؤيديه.
ولوح القذافي، الذي لم تظهر ملامحه في اللقطات المقتضبة التي عرضها التلفزيون الليبي على أنها لقطات حية ومباشرة، قليلا لأنصاره من خلال سقف السيارة الجيب التي كانت تقله، بينما كان حراسه يجاهدون لمنع المحتشدين من الالتفاف والتجمع حول السيارة لتحية القذافي.
وجاء ظهور القذافي المفاجئ، كعادته في توقيت ليلي يتماشى مع ما درج عليه مؤخرا في الظهور في أوقات متفاوتة من المساء لتحية أنصاره، ولرفع معنويات عناصر القوات العسكرية والكتائب الأمنية الموالية له التي تخوض منذ 17 فبراير (شباط) الماضي حرب مدن حقيقية في مختلف المدن الليبية ضد الثوار الذين يسعون للإطاحة بالقذافي.
وأثار ظهور القذافي، على هذا النحو، تكهنات كثيرة في أوساط الليبيين في الداخل والخارج، وبينما يرى الثوار المعارضون له أن عدم إلقائه أي كلمة يعني أنه يعاني أوضاعا صعبة للغاية على المستويين الشخصي والمعنوي.
لكن البعض، حتى في داخل الدائرة المحيطة بالقذافي، يرى في المقابل أن ظهوره المثير للجدل بين مواطنيه إنما يؤكد على أن الرجل ما زال يتولى زمام الأمور، حتى وإن كان ذلك عبر توجيه رسالة غير معلنة تؤكد لأنصاره ومؤيديه في الجيش الموالي له أنه ما زال في البلاد.