من يزور مدينة دبي الإماراتية، يرى ديناصورات تجوب الشوارع، وتحيط المارة بأصوات زمجرة مخيفة، وتنزل برأسها نحوهم في محاولة لإثارة الرعب في نفوسهم.
عشرات الديناصورات تستقبل زوار وسكان المدينة، وتشعرهم أن عصر هذا الحيوان المنقرض من ملايين السنين، قد عاد من جديد، لكن الحقيقة أن دبي التي تتفنن في ابتكار وسائل الجذب السياحي، أقامت عدة حدائق دائمة في شوارعها تحوي ديناصورات بأحجام ضخمة تعادل الأحجام الحقيقية لهذا الكائن العملاق.
ولم تكتف بذلك بل أضافت له أصوات زمجرة تثير الرعب في من يقترب منها، وزودتها بلهب صناعي أو مضخات مياه، تقذف بها من أفواهها المرتفعة للسماء، ليشعر من يشاهدها أنه عاد للزمن السحيق.
ويوميا يتوافد مئات السائحين من دول الخليج والدول والأوربية والأسيوية، إلى دبي ويجاورهم سكان الأمارات من أبناء عشرات الجنسيات، لرؤية تلك الكائنات العملاقة، ويخوضوا تجربة التجول بين معالم العصر الحجري، ولهب الديناصورات.
ويقبل الزوار على حديقة “دينو لايف” وهي أكبر حديقة للديناصورات في العالم، والوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط واسيا وأفريقيا، وأقيمت على مساحة 3 آلاف متر مربع بمنطقة جميرا السياحية بدبي، المطلة على شاطئ بحر الخليج.
وفي هذه الحديقة تتحرك مجسمات ضخمة لأكثر من 30 نوعا من الديناصورات العملاقة، لتروي للسائحين تاريخ هذا الكائن قبل 65 مليون عاما مضت، حين كانت الديناصورات تسيطر على الكرة الأرضية.
والمجسمات المعروضة مكسوة بجلد أشبه بالطبيعي، وتقدر أوزانها بالأطنان، ويصل حجم بعضها إلى بناية مكونة من خمسة طوابق، أو طائرة عملاقة.
وبسبب صوتها المخيف وحمم النيران المنبعثة منها، تسبب في إصابة كثير من الزائرات بحالة من الخوف، وفي حالات قليلة يمكن ان يصل الأمر للإغماء.
وتفتح الحديقة أبوابها للزوار من الصباح الباكر، وتغلقها عند منتصف الليل، بأسعار تذاكر لا تزيد عن 20 دولارا.
وفور دخولك للحديقة، تستقبلك حفريات وهياكل عظمية وجماجم حقيقية جمعها علماء للديناصورات من مختلف أنحاء العالم، والى جانبها شرحا يوضح كيفية العثور على تلك القطع العظمية، وكيف ساعدت العلماء وعرفتهم بهذه المخلوقات التي عاشت في العصور السحيقة.
وعلى بعد خطوات، يستقبلك ديناصور عملاق، يحطك بحمم نارية، وصوت زمجرة مرعب، يجعل كثير من الزوار يعودون للخلف في الحال، من شدة المفاجأة، وسرعان ما يحوم حولك ديناصور طائر، يشعرك أنه سينقض عليك بمخالبه البارزة، وأجنحته الجلدية، وما يضفي مزيد من الإثارة هو الأحجار الجبلية والرسوم المحيطة بتلك الديناصورات وإضاءة الليزر التي تنقلك إلى الماضي السحيق.
وبعد دقائق من الجولة، يستوقفك ديناصور برقبة طويلة تزيد عن عشرة أمتار، وآخر عملاق بأسنان حادة، ينزل بفمه نحوك كأنه سيبتلعك، وبعض الديناصورات شديدة الضخامة، حتى أن الزائر لا يعادل جزءا من احد أقدامها حين يقف إلى جوارها.
ومع أصوات تصدرها الديناصورات، ونيران وحمم تصدر من أفواهها، تكتمل متعة التجول في المعرض، وتجعل زيارته تجربة لا تنسى.
وتؤكد إدارة الحديقة ان مجسمات الديناصورات الموجودة في دبي هي من أكبر النماذج على مستوى العالم، ويصل عرض بعضها إلى 20 متراً وارتفاعها إلى 7 أمتار.منها أنواع البليكوصور ديميترودون، والبتروصور المجنح، والإكثيوصور المائي، والبليسيوصور، والموساصور.
وتتزين الحديقة بمعالم أشبه بالحقيقية، مستوحاة من العصر الجوراسي، وتتضمن العديد من الأنشطة المخصصة للأطفال والكبار، من بينها عروض سينمائية ثلاثية الأبعاد تشرح تاريخ هذه الكائنات وكيفية انقراضها.
ويتولى مرشدون دارسون لحياة الديناصورات مصاحبة الزوار بجولات تعريفية في أنحاء المعرض.
وتعرض شاشة إل سي دي بقياس 42 بوصة موجودة إلى جوار كل نموذج شرحاً حول كل ديناصور والعصر الذي عاش فيه، والقارة والدول التي كان يعيش فيها.
وخارج الحديقة، تقف بعض من تلك الديناصورات في شارع ممشى الجميرا في دبي، وتصدر عنها مؤثرات صوتية، وضوئية، في تجربة تدفع كثير من المارة والسيارات في شوارع دبي للوقوف والتمعن في هذه الكائنات والتقاط الصور التذكارية إلى جوارها.
وفي منطقة “دبي فيستفال سيتي” السياحية، تقام حديقة أخرى للديناصورات تستمر لعدة أشهر كل عام، بالتزامن مع مهرجان دبي للتسوق.
وتقف هذه الديناصورات لتحيط بالسائحين المتجولين على شاطيء خور دبي.
ويمكن لزوار هذه الحديقة الاستفادة من العديد من الأنشطة التعليمية والترفيهية في الوقت ذاته مثل عروض السينما ثلاثية الأبعاد التي تعرض أفلاما وثائقية وعلمية حول هذه المخلوقات.
ويؤكد مسئولو الشركة المنظمة لحديقة “ديناصورات فيستيفال سيتي” ان هذا الحدث الترفيهي التثقيفي، صار واحدا من أهم الوجهات السياحية في العالم، وتستقبل يوميا مئات السائحين والزوار العرب والقادمين من أوروبا وأميركا وأسيا.
وتقول المصرية ندى حسين، وهي من المقيمين في دبي، أنها أصيبت بحالة من الفزع فور دخولها حديقة الديناصورات، فالأصوات التي تصدر عن تلك المجسمات، وحركاتها المفاجئة، تشعر من يقف الى جوارها انها ستلتهمه.
ووصف الفلسطيني مصباح غسان، وهو مقيم في إمارة أم القيوين، حدائق الديناصورات بأنها “تعيد الديناصورات للحياة”.
ويضيف “كثيرا ما رأيت الديناصورات على شاشات التلفزيون والسينما، لكن ما تخيلت يوما أني سأراها على ارض الواقع، مثلما رأيته في دبي”.