جانب من مظاهرة ميدان التحرير
اقتحمت قوات من الأمن المركزي المصرية فجر السبت ميدان التحرير بوسط القاهرة في محاولة لفض الاعتصام فيه، في الوقت الذي قامت فيه وحدة من القوات المسلحة باعتقال الضباط المعتصمين بالميدان.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الأمنية أطلقت النار في الهواء من أسلحة أوتوماتيكية لتفريق المتظاهرين الذين كانوا ما يزالون موجودين في ميدان التحرير غداة تظاهرة كبيرة.
وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية في بيان أنه نظرا لوجود عناصر ممن وصفهم بالخارجين على القانون بميدان التحرير بعد تظاهرة الجمعة ومن بينهم بعض المدّعين بانتمائهم للقوات المسلحة قامت بأعمال شغب وترويع للمواطنين ولم تلتزم بتوقيت حظر التجوال، فقد قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض من وصفتهم بالمواطنين الشرفاء بالتصدي لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أي خسائر.
وأكدت القوات المسلحة أنها لن ولم تسمح بأي عمل أو إجراء قد يضر بأمن ومصلحة الوطن والمواطنين، كما أكدت أنها سوف تقوم مستقبلا بفرض وتطبيق القانون بكل قوة وحزم إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك.
وفي الأيام السابقة، ظهرت أشرطة فيديو على موقع يوتيوب في شبكة الانترنت، وبدا فيها أشخاص قالوا إنهم ضباط قدامى واتهموا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سلمه مبارك السلطة لدى استقالته بخيانة أفكار الثورة الشعبية.
وكان قد تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين الجمعة للضغط على المجلس العسكري الحاكم لتلبية مطالب من بينها محاكمة مبارك.
وقال شهود عيان إن حوالي 300 من عناصر الأمن والشرطة العسكرية تدعمهم العربات المصفحة أحاطوا بالميدان في حوالي الساعة الثالثة فجرا وأطلقوا النار في الهواء واستخدموا الهراوات والعصي وألقوا القبض على عدد من المتظاهرين من أجل تفريق الحشد.
واستخدم الجيش الغاز المسيل للدموع في محاولة لمنع المتظاهرين من العودة إلى الميدان في الساعة السادسة من فجر السبت، وقد ارتفعت أعمدة الدخان في سماء العاصمة المصرية جراء إحراق ثلاث آليات.
من جهتها، أكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة الجمعة أن كافة القوى السياسية التي تنضوي تحت لوائها، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام في ميدان التحرير عقب انتهاء فعاليات "جمعة التطهير والمحاكمة".
في الوقت نفسه، قال الدكتور عصام العريان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الإخوان يلتزمون بموقف اللجنة التنسيقية باعتبارهم أحد أعضائها الذين وقعوا على بيان الدعوة لتنظيم "جمعة التطهير والمحاكمة"، وهو البيان الذي وصفه بأنه كان واضحا في عدم الدعوة للاعتصام والمبيت في ميدان التحرير.