url=http://www.hostingpics.net/viewer.php?id=836316157516041588160716101583242011 .jpg][/url]
بعد نحو 63 يوما على استشهاده في جمعة الغضب (28 يناير) وانتظاره لأسرته كي تشيعه إلى مثواه الأخير، جري الأحد 2-4-2011 تشييع جنازة الشهيد المجهول ذي الوجه المبتسم، ولكن بدون أسرته، في جنازة شعبية تنطلق من مشرحة زينهم حيث يرقد إلى مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة لصلاة الجنازة عليه، ثم يوارى الثرى في مقبرة أسرة تطوعت لدفنه فيها؛ تكريما لما قدمه من تضحية بروحه لوطنه في أحداث ثورة 25 يناير.
وكانت صحيفة "الأهرام" الحكومية نشرت صورة الشهيد المبتسم قبل أسابيع؛ علَّ أسرته أو أحد من معارفه يتعرف عليه ويتسلمه لدفنه، وظل الشهيد حائرا يتنقل ما بين ثلاجة مستشفي الهلال ومشرحة زينهم بالقاهرة، لا يملك إلا أن يبتسم.. ولا يشكو آلامه إلا لله بعد أن تأخر دفنه.
وكانت إحدى الأسر من محافظة الشرقية أتت إلى مستشفى الهلال، وتعرف عليه في مشهد إنساني مؤلم رجل وامرأة قالا إنهما أمه وأباه، غير أنه بتحويل الجثمان إلى مشرحة زينهم لإجراء تحاليل DNA لم تثبت علاقة عضوية بينهم، ومع إصرار الرجل على أن الشهيد ابنه، خاصة بعد تعرفه على بعض العلامات الموجودة على جسده مثل جرح في الوجه والقدم وآثار عملية قديمة لاستئصال الزائدة الدودية، استجابت إدارة المشرحة لإعادة التحليل، إلا أنها لم تأتي بغير نتيجة التحليل الأول.
"شرف دفنه بمقابرنا"
ومع عودة الأسرة مرغمة بدون الشهيد إلى قريتها بالشرقية بعد أن طالبت بمعرفة مكان دفنه لزيارته والترحم عليه؛ يقينا منها بأنه ابنها، ظل الشهيد يعاني برودة المشرحة أياما طوال انتهت باتصال عدد من القراء بصحيفة "الأهرام" يطلبون نيل شرف دفنه في مقابرهم، واستجابت المشرحة لطلب تقدمت به إحدى القارئات بالفعل لها لاستلام جثمانه ودفنه إلى جوار والدها في مقابر الأسرة، وتم لها ذلك بعد موافقة قانونية رسمية من المحامي العام لمنطقة وسط القاهرة ونيابة قصر النيل، على أن تتم عملية الدفن بمحضر رسمي وبإشراف الطب الشرعي.
وكانت مصلحة الطب الشرعي أعلنت عن وجود مئات الجثث في ثلاجات المستشفيات التي لم يتم التعرف عليها بعد، وذلك في الوقت الذي تقدمت به عشرات الأسر ببلاغات عن أبناءها المفقودين في أحداث الثورة، بينهم شباب وشابات وشيوخ وأطفال.
ووصل عدد الشهداء الذين قتلوا برصاص وأسلحة قوات الشرطة والبلطجية وتم التعرف عليهم حتى الآن إلى أكثر من 660 شهيدا، في حين تجاوز المصابين الـ5 آلاف مصاب، عدد كبير منهم إصابتهم خطيرة، أو تسببت في حدوث عاهات مستديمة في السمع والبصر والحركة وبتر بعض الأعضاء.