يفضل البعض ان يطلق اسم "حكومة طرة " على سجن مرزعة طرة نظرا لاستقباله عدد كبير من الوزراء السابقين والمسئولين ورجال الأعمال المتهمين في قضايا فساد ، وكان آخرهم رئيس الوزراء السابق احمد نظيف الذي امرت النيابة مساء الأحد بحبسه 15 يوما لاتهامه في قضية اللوحات المعدينة .
وتم ترحيل احمد نظيف إلي سجن طرة في سيارة ربع نقل توسطت سيارة تابعة للقوات المسلحة وأخري للأمن المركزي, و5 موتوسيكلات تابعة لمرور حلوان تتقدمهم سيارة مدير أمن حلوان الذي أشرف علي عملية الترحيل.
وفور نزول نظيف من سيارة الترحيلات أمر مأمور السجن بفك القيود الحديدية من يديه, وتم إدراج اسمه في كشوف استقبال السجن, وقام مأمور السجن بمراجعة أمر الحجز الصادر من نيابة الأموال العامة.
وطلب المأمور من نظيف تسليم حقيبة جلدية كانت معه لحظة وصوله والهاتف المحمول والأموال والبدلة التي كان يرتديها وجلس نظيف في غرفة مأمور السجن لحين الانتهاء من تنظيف وإعداد الزنزانة التي سيودع بها . وجلس رئيس الوزراء السابق في صمت مطاطئ الرأس وحمل في يده كيسا مملوءا بالدواء .
وبعد دخوله أعطته إدارة السجن بدلة بيضاء لكي يرتديها طبقا لقانون السجن، تبين أنها أصغر من مقاس نظيف . بحثت إدارة السجن عن مقاس نظيف لطول قامته وبعد ساعة كاملة من البحث تم العثور علي أكبر بدلة لكنها لم تكن مناسبة حيث تبين أنها تصلح لشخص بدين . وفي النهاية اكتفي "نظيف" بارتداء البدلة ورفض تناول أي أطعمة.
وجرى تسكينه في عنبر الأموال العامة بعيدا عن باقي نزلاء السجن, حيث سكن بجوار كل من زكريا عزمي, وحبيب العادلي, وأحمد عز, وهشام طلعت مصطفي, ومساعدي وزير الداخلية الأسبق الأربعة, وكذلك الوزراء المغربي, وجرانة, وإبراهيم سليمان.
وفوجئ المساجين بخروج المتهم أحمد نظيف من زنزانته لأداء صلاة الفجر في المسجد وهو المكان الوحيد الذي يتقابل فيه المساجين في كل صلاة.
من جانبه صرح مصدر أمني رفيع المستوي بأن التعليمات التي تجري علي نزلاء السجن واحدة لا فرق فيها بين غني وفقير, أو وزير وغفير, ويتجرد المسجون منذ لحظة دخوله السجن من جميع المناصب التي تقلدها قبل ذلك, وتعد هذه أول مرة بعد ثورة 52 يدخل فيها رئيس وزراء مصر إلي السجن في هذا المكان.