بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التسامح
أحاول في هذا الموضوع أن أجد تفسيراً لكلمة التسامح ..
إن التسامح و العفو له عدة مفاهيم خاطئة بين الناس قد يغفل البعض عن حقيقتها
قد يفهم البعض مسامحة و عفو الآخرين أنها سذاجة أو ضعف أو خيانة أو غباء!!
و قد يفهمها البعض أنها تهرّب وإبتعاد !!
في النهاية يفهم الكثير منا هذه الكلمة فهم خاطيء!!
قد يتسامح البعض و يغض الطرف عن كثير من الامور والقضايا
لا من باب الضعف والتنازل عن حقوقه ، كلا ، بل من باب المُداراة و اللطف
وترك زمام الأمور بيد صاحب الشأن ،ليفكر قليلاً بما أبداه الطرف الآخر ..
أو فك نزاع قد يحصل و يتفاقم وينتهي بنتيجة لا يُحمد عقباها ..
فكرة الموضوع :
يجب أن تتسامح و أنت في موقع القوة , لا من موقع الضعف.
ينبغي على العاقل أن يتسامح عندما يكون في موقع قوة لا في موقع الضعف
حتى لا يكون تسامحه و عفوه غباء أو خوف و ماشابه ..
التسامح صفة من صفات المسلم جاءت على رأس مكارم الأخلاق
أمر بها الله تعالى و رسوله الكريم في تعاملنا مع الآخرين ..
قال الله تعالى :
"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ". الاعراف (آية199).
قال الإمام القرطبي - رحمه الله :
هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات:
فقوله: "خذ العفو" دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين،
والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين.
ودخل في قوله: "وأمر بالعرف" صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال
والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفي قوله: "وأعرض عن الجاهلين" الحض على التعلق بالعلم، والإعراض
عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة بالأغبياء،
وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.
من مواقف الرسول - صلى الله عليه و سلم في التسامح:
* قصة رجل كان يرمي بالقمامة في طريق الرسول الكريم ، فخرج عليه الصلاة
والسلام يوماً ولم يجد القمامة ، فسأل عن الرجل فأخبروه بأنه مريض
فذهب عليه الصلاة والسلام لزيارته ..
* وفي فتح مكة حين قال صلى الله عليه وسلم لقريش
((ما تظنون أني فاعل بكم)) قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم ،
قال(( اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
* ولما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
من يمنعك مني يا محمد؟ قال: الله ، ثم سقط السيف من يده، ثم أخده
النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك مني؟)
فذهب الرجل إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، فتعهد أن لا يحارب النبي،
ولا يكون مع قوم يحاربونه، فالتسامح أحرجه وأخذ منه كل قلبه.
... والكثير من المواقف في حياته ما يدل على تسامحه عليه الصلاة والسلام.
لاحظ أخي القاريء ..
هل كان الرسول الكريم متسامحاً لأنه في موقف ضعيف ؟؟
هل كان الرسول خائف ؟؟
بالتأكيد لا
لقد كان عليه الصلاة والسلام في مواقع القوة عند التسامح و العفو عن الآخرين
وللتسامح عدة أشكال .. منها
التسامح في المعاملات بين الأفراد : فيه اللطف في التعامل
و التغاضي عن أمور صغيرة قد تتفاقم لسوء الفهم وغيرها ..
وفيه الحلم وهي من الصفات المميزة في ديننا الحنيف ..
وفي التسامح بين الأفراد آثار عديدة على الفرد نفسه وعلى من حوله ..
التسامح في الدين : فيه عدم التعصب ، الإبتعاد عن العنصرية
و اللطف في التعامل مع من يعتنق دين آخر حتى يتعلم أن الإسلام أفضل من ديانته ..
وفي التسامح الديني عدة حدود أيضاً لمنع التجاوزات ...
التسامح الفكري : فيه الحق بإبداء الآراء و الإبداع في الفكر و الإجتهاد فيه
وفيه عدم كبت الأفكار التي تؤدي للتطوير و النهضة بالأمة ..
وغيرها ...
حوار مع سماحة الشيخ العلامة: أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله
على هامش المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
في الفترة من:8 -11 من ربيع الأول سنة 1424هـ ، الموافق 28 ابريل -1 مايو 2004م
ونشر بجريدة الأهرام يوم السبت 1 من جمادى الأولى 1424هـ ، 19 يونيو 2004م
وكان موضوع المؤتمر ( التسامح في الحضارة الإسلامية ) :
حقيقة الأمر التسامح يجب أن يكون مع من يتسامح ، والمسلمون دائما هم
متسامحون لأنهم وسعوا الآخرين بصدورهم , وحسن معاملتهم , ورغم ذلك
فإن الآخرين قتلوا هذا التسامح بالتنكر, وواجهوا هذه المعاملة اللطيفة بالتشدد .
ولا ريب أن المسلمين إنما يؤمرون بأن يعدوا لكل أمر عدته.
إلا أن الأمة يجب أن تتسامح من منطلق القوة , لا من منطلق الضعف ,
بحيث تكون في مركز القوة , لأنها إن ظلت تتسامح وهي ضعيفة هزيلة ,
فلا ريب أن ذلك يؤدي بها إلى أن يحتقرها الأعداء, بحيث يعدون هذا التسامح
ضعفا منها لا يحسبونه لطفا في المعاملة , وحبا للخير وإنما يعدونه ضعفا ,
ويزدادون في التنمر ضد هذه الأمة , لذلك يجب مع ما تؤمر به الأمة أن تتسامح ,
أن تكون قوية يهابها عدوها حتى لا يجترئ عليها.
إذن ..
علينا أن نقف وقفة للتفكير في أفعالنا و معاملاتنا مع الآخرين ..
هل نتسامح غباءً منا ؟؟
أو هو تنازل عن الحقوق؟
أو ضعف و خوف ؟
هل تسامحنا مع الآخرين بدافع اللطف و الرفق و حب الخير ؟
أم تسامحنا هو سمة و ميزة من مكارم الأخلاق التي أمرنا الله تعالى بها ؟
للتسامح معاني كثيرة في الحياة ..
و لكن الأهم أن المعنى الصحيح للتسامح هو عندما يكون في موقع
قوي وليس ضعيفاً أو تنازل عن الحقوق
سواء كان بين فرد و آخر ..
أم بين دولتين ..
أو بين ديانة و أخرى ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التسامح
أحاول في هذا الموضوع أن أجد تفسيراً لكلمة التسامح ..
إن التسامح و العفو له عدة مفاهيم خاطئة بين الناس قد يغفل البعض عن حقيقتها
قد يفهم البعض مسامحة و عفو الآخرين أنها سذاجة أو ضعف أو خيانة أو غباء!!
و قد يفهمها البعض أنها تهرّب وإبتعاد !!
في النهاية يفهم الكثير منا هذه الكلمة فهم خاطيء!!
قد يتسامح البعض و يغض الطرف عن كثير من الامور والقضايا
لا من باب الضعف والتنازل عن حقوقه ، كلا ، بل من باب المُداراة و اللطف
وترك زمام الأمور بيد صاحب الشأن ،ليفكر قليلاً بما أبداه الطرف الآخر ..
أو فك نزاع قد يحصل و يتفاقم وينتهي بنتيجة لا يُحمد عقباها ..
فكرة الموضوع :
يجب أن تتسامح و أنت في موقع القوة , لا من موقع الضعف.
ينبغي على العاقل أن يتسامح عندما يكون في موقع قوة لا في موقع الضعف
حتى لا يكون تسامحه و عفوه غباء أو خوف و ماشابه ..
التسامح صفة من صفات المسلم جاءت على رأس مكارم الأخلاق
أمر بها الله تعالى و رسوله الكريم في تعاملنا مع الآخرين ..
قال الله تعالى :
"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ". الاعراف (آية199).
قال الإمام القرطبي - رحمه الله :
هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات:
فقوله: "خذ العفو" دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين،
والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين.
ودخل في قوله: "وأمر بالعرف" صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال
والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفي قوله: "وأعرض عن الجاهلين" الحض على التعلق بالعلم، والإعراض
عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة بالأغبياء،
وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة.
من مواقف الرسول - صلى الله عليه و سلم في التسامح:
* قصة رجل كان يرمي بالقمامة في طريق الرسول الكريم ، فخرج عليه الصلاة
والسلام يوماً ولم يجد القمامة ، فسأل عن الرجل فأخبروه بأنه مريض
فذهب عليه الصلاة والسلام لزيارته ..
* وفي فتح مكة حين قال صلى الله عليه وسلم لقريش
((ما تظنون أني فاعل بكم)) قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم ،
قال(( اذهبوا فأنتم الطلقاء)).
* ولما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
من يمنعك مني يا محمد؟ قال: الله ، ثم سقط السيف من يده، ثم أخده
النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك مني؟)
فذهب الرجل إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، فتعهد أن لا يحارب النبي،
ولا يكون مع قوم يحاربونه، فالتسامح أحرجه وأخذ منه كل قلبه.
... والكثير من المواقف في حياته ما يدل على تسامحه عليه الصلاة والسلام.
لاحظ أخي القاريء ..
هل كان الرسول الكريم متسامحاً لأنه في موقف ضعيف ؟؟
هل كان الرسول خائف ؟؟
بالتأكيد لا
لقد كان عليه الصلاة والسلام في مواقع القوة عند التسامح و العفو عن الآخرين
وللتسامح عدة أشكال .. منها
التسامح في المعاملات بين الأفراد : فيه اللطف في التعامل
و التغاضي عن أمور صغيرة قد تتفاقم لسوء الفهم وغيرها ..
وفيه الحلم وهي من الصفات المميزة في ديننا الحنيف ..
وفي التسامح بين الأفراد آثار عديدة على الفرد نفسه وعلى من حوله ..
التسامح في الدين : فيه عدم التعصب ، الإبتعاد عن العنصرية
و اللطف في التعامل مع من يعتنق دين آخر حتى يتعلم أن الإسلام أفضل من ديانته ..
وفي التسامح الديني عدة حدود أيضاً لمنع التجاوزات ...
التسامح الفكري : فيه الحق بإبداء الآراء و الإبداع في الفكر و الإجتهاد فيه
وفيه عدم كبت الأفكار التي تؤدي للتطوير و النهضة بالأمة ..
وغيرها ...
حوار مع سماحة الشيخ العلامة: أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله
على هامش المؤتمر العام السادس عشر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
في الفترة من:8 -11 من ربيع الأول سنة 1424هـ ، الموافق 28 ابريل -1 مايو 2004م
ونشر بجريدة الأهرام يوم السبت 1 من جمادى الأولى 1424هـ ، 19 يونيو 2004م
وكان موضوع المؤتمر ( التسامح في الحضارة الإسلامية ) :
حقيقة الأمر التسامح يجب أن يكون مع من يتسامح ، والمسلمون دائما هم
متسامحون لأنهم وسعوا الآخرين بصدورهم , وحسن معاملتهم , ورغم ذلك
فإن الآخرين قتلوا هذا التسامح بالتنكر, وواجهوا هذه المعاملة اللطيفة بالتشدد .
ولا ريب أن المسلمين إنما يؤمرون بأن يعدوا لكل أمر عدته.
إلا أن الأمة يجب أن تتسامح من منطلق القوة , لا من منطلق الضعف ,
بحيث تكون في مركز القوة , لأنها إن ظلت تتسامح وهي ضعيفة هزيلة ,
فلا ريب أن ذلك يؤدي بها إلى أن يحتقرها الأعداء, بحيث يعدون هذا التسامح
ضعفا منها لا يحسبونه لطفا في المعاملة , وحبا للخير وإنما يعدونه ضعفا ,
ويزدادون في التنمر ضد هذه الأمة , لذلك يجب مع ما تؤمر به الأمة أن تتسامح ,
أن تكون قوية يهابها عدوها حتى لا يجترئ عليها.
إذن ..
علينا أن نقف وقفة للتفكير في أفعالنا و معاملاتنا مع الآخرين ..
هل نتسامح غباءً منا ؟؟
أو هو تنازل عن الحقوق؟
أو ضعف و خوف ؟
هل تسامحنا مع الآخرين بدافع اللطف و الرفق و حب الخير ؟
أم تسامحنا هو سمة و ميزة من مكارم الأخلاق التي أمرنا الله تعالى بها ؟
للتسامح معاني كثيرة في الحياة ..
و لكن الأهم أن المعنى الصحيح للتسامح هو عندما يكون في موقع
قوي وليس ضعيفاً أو تنازل عن الحقوق
سواء كان بين فرد و آخر ..
أم بين دولتين ..
أو بين ديانة و أخرى ..