أثار اللقاء الذي جري بين الشيخ المصري السلفي الشهير (محمد حسان) – وهو من رموز الدعوة السلفية في مصر - والقذافي أثناء زيارة قام بها الشيخ لليبيا خلال شهر رمضان الكريم موجة من الإحتجاجات لدى الكثير من الأوساط السلفية في مصر والعالم العربي ….. وأنا شخصيا ً إستمعت إلى كثير من محاضرات الشيخ منذ فترة طويلة عبر الأشرطة وأعجبتني كثيرا ً طريقة عرضه للإسلام والعقيدة ولمنهاج السنة والجماعة ولذلك أنا مـتأكد أن الشيخ - حفظه الله ورعاه - عندما إستجاب لدعوة جمعية إبنة القذافي الخيرية (وأعتصموا) لحضور مسابقة القرآن الكريم إنما قبل الدعوة من أجل الدعوة إلى الخير ولم يدر بخلده أبدا ً أن القوم يخططون لجره إلى خيمة القذافي وإستثمار زيارته لليبيا من أجل محاولة تلميع وجه نظام القذافي !!! .. ولكن الذي حدث يا إخواننا الكرام - وكعادة النظام في محاولته المستمرة لإستثمار زيارات الشخصيات العامة والمهمة شعبيا ً من أجل تلميع شخص العقيد معمر القذافي وتلميع وتسويق نظامه - هو أنه وبعد الدروس التي ألقاها الشيخ تلقى دعوة مفاجئة لمقابلة العقيد القذافي في الخيمة ولا ندري ماذا جرى هناك على وجه التحديد !!؟ ولكن نشرة الأخبار الرسمية - كما تابعت بنفسي- إستغلت هذا الحدث ونقلت زيارة الشيخ لخيمة القذافي كخبر أول في نشرات أخبارها ذلك اليوم وإدعت أن الشيخ أبدا شكره وإعجابه الكبير لجهود القذافي في نشر الإسلام في إفريقيا وأن الشيخ أبدا إعجابه الشديد على ما تحقق في ليبيا بفضل ثورة الفاتح من إنجازات !!!؟؟؟ وأن الشيخ قال أنه رأي في ليبيا قرآنا ً عجبا ً!!! .. وأنه قال وأنه قال ….. إلخ … وهكذا صدر تعليقا ً طويلا ً من المعلق الرسمي للنظام ضمنه الخبر يدعي ويؤكد فيه إعجاب الشيخ (حسان) بالقذافي وجهوده وشكره له وثناءه عليه …. إلخ … والواقع أن هذه هي المشكلة التي يجب أن ننبه إليها مشايخنا الأفاضل وقادة الشارع العربي وهي أنهم حينما يزورون ليبيا بدعوة من القذافي أو أولاده فإن (النظام / القذافي) سيحاول إستغلال زيارتهم إعلاميا ً لتلميع صورته والإيحاء للشعب الليبي أن مشايخ الإسلام معجبون بالقذافي أشد الإعجاب ويشيدون بدوره التاريخي في نصرة الإسلام و …. إلخ إلخ !! .. وقد يكون السبب في وقوع بعض المشايخ في مثل هذه الفخاخ والمصائد التي تعود على القذافي بالنفع وعليهم وعلى سمعتهم بالضرر أن الكثير من المسلمين وخصوصا ً أصحاب الإتجاه السلفي لا يعلمون أن معمر القذافي حارب السنة بشكل صريح وحكم على أن كل الأحاديث الشريفه موضوعة وشكك في صحيح البخاري ومسلم ورفض الفقه الإسلامي جملة وتفصيلا ! .. وأنه بات اليوم يدعو إلى إقامة (الدولة الفاطمية الثانية !؟) في شمال إفريقيا ويدافع عن عقائد الطوائف الضالة كالإسماعلية والبهرة والنصيرية بل ويدعمهم بالمال ويطلق على التيار الإسلامي بشكل عام وصف (الزنادقة) وأنه لطالما سخر من الصحابة وقلل من قدرهم ومن الخلافة الإسلامية وقال إنها (خطأ تاريخي !) ما كان للمسلمين أن يقعوا فيه !!! .. وأنه ألغى التاريخ بالهجرة الشريفة التي أجمع المسلمون من عهد الصحابة – رضي الله عنهم – على أنه هو التاريخ الإسلامي ! .. وأن القذافي سبق أن وعد الشيخ القرضاوي بالعودة بليبيا وأهلها للتاريخ بالهجرة ولكنه أخلف وعده !! .. وأنه ما رفع شعار ( القرآن شريعة المجتمع ) إلا بقصد إستبعاد السنة المطهرة كمصدر ثانٍ وأساسي في التشريع الإسلامي .. فهي كلمة حق يـُراد بها باطل !! …… لابد - إذن – والحال هذه - من خوض حملة مراسلات عامة من أجل تنبيه العلماء والمشايخ وقادة الشارع العربي والإسلامي حتى لا يكونوا (ألعوبة) في يد نظام القذافي وجهاز أبواق دعايته حتى لا يقعوا في الفخ الذي وقع فيه الشيخ حسان وقبله الشيخ القرضاوي حفظهما الله ورعاهما وسدد خطاهما .. وهذا حقهم علينا نحن أبناء ليبيا من المسلمين .. فنحن الليبيين أدرى الناس بمخططات والاعيب وجرائم النظام أكثر من غيرنا من المسلمين ! ..