كثير من الفنانيين إرتبطوا بعائلة الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك فكان لهم نصيب لا بأس به من الإهتمام ربما ليس بشكل مباشر، لكن مجرد ظهورهم فى قصر الرئاسة كان يمثل لهم إحساساَ بالتميز.
يأتى على رأس الفنانين الذين حظوا بإعجاب الرئيس الفنان المنتصر بالله، والذى إلتقاه الرئيس عام 1994 عقب انتهاء احدى الاحتفاليات الوطنية وصافحه وابدى اعجابه الشديد بفنه، واشار وقتها مبارك لأحد حراسه بأن يدون رقم هاتف المنتصر بالله.
وفى هذه الأثناء كان أحمد بدير يشق صفوف الحضور ليلحق بالرئيس، وبالفعل وقف بجوار زميله المنتصر بالله فأبدى مبارك إعجابه به أيضاَ ودون حارس مبارك رقم هاتفه ودعاهم لزيارته بقصر العروبة فى أى وقت.
ظن المنتصر وبدير أن ماحدث من الرئيس لا يعدو مجاملة وقتية ولكن بعد عدة اسابيع جاءت مكالمة هاتفية للمنتصر بالله وكان الطرف الاخر على الخط أحد العاملين بقصر الرئاسة برتبة عميد، وأبلغ المنتصر برغبة الرئيس مبارك فى لقاؤه وتم تحديد موعد وذهب بالفعل المنتصر بالله لقصر الرئاسة وفوجىء بأحمد بدير موجود هناك بناء على طلب الرئيس.
إنتظر الإثنان فى بهو القصر وحضر مبارك وصافحهم وأشار إلى علبة السجائر التى كان يظهر طرفها من قميص المنتصر بالله وقاله له "بلاش السجاير يا منتصر"، فرد المنتصر بالله "أنا مش هادخن ياريس مادام التدخين ممنوع هنا"، فابتسم الرئيس وقال له "لا أقصد ان التدخين ممنوع هنا ولكن اقصد أنك لازم تمنعها عشان خاطر صحتك".
وجلس مبارك عدة ساعات مع المنتصر بالله وأحمد بدير يتبادلون الحكايات الطريفة وكانت نكات المنتصر بالله والتى كان مبارك يطلبها منه تطغى على هذه الجلسات التى توالت بعد ذلك بكثرة لدرجة أن مبارك كان يدعو هذا الثنائى إلى مشاهدته وهو يلعب الإسكواش بالملعب الملحق بقصر الرئاسة، وقد إنقطعت زيارة بدير والمنتصر لمنزل الرئيس نهاية عام 2000.
أما الفنان محمد صبحى فقد عرض عدد من مسرحياته داخل قصر الرئاسة بالعروبة بناء على طلب الرئيس وعائلته، وقد بدأت هذه العروض بمسرحية "تخاريف" والتى كانت تطرح فى بعض فصولها الحكم الديكتاتورى فى الدول العربية.
ويأتى الفنان عادل إمام كأشهر الممثلين الذين تربطهم علاقات وثيقة بالقصر ورجاله حيث كان يعرض أيضا مسرحياته فى قصر الرئاسة ولكن لم يحظى إمام بصداقة مبارك الأب بشكل كبير ولكن الصداقة الحديدية كانت مع علاء مبارك تحديداَ ثم يليه جمال، وقد وضحت قوة الصداقة بين الزعيم وعلاء مبارك حينما أصيب الفنان سعيد صالح بمشكلة فى القلب أستلزمت نقله لمعهد ناصر الذى رفض استقبال صالح، فما كان من ابنته الا ان اتصلت بعادل امام لينقذها من هذه الورطة وحدث ذلك بالفعل، وعلى أثر ذلك اجرى الزعيم مكالمة هاتفية بعلاء مبارك إنتهت بقرار علاج سعيد صالح على نفقة الدولة وفى مستشفى دار الفؤاد.
أشرف زكى نقيب الممثلين كان له حظ جيد من الجوار لأهل قصر الرئاسة ففى عام 1996 كان هناك وفد لإحدى الدول فى ضيافة الرئيس مبارك وأسرته بشرم الشيخ، وأن هناك احتفالية لهذا الوفد أسند إخراجها لأشرف زكى، فتم ذلك وقدم لأول مرة المطربة أمال ماهر كموهبة غنائية ونالت إعجاب الحضور بشدة واصبحت من المطربين المفضلين لمبارك.
وكانت تلك الواقعة السبب فى وجود صداقة قوية بين أشرف زكى و علاء مبارك الذى كان دائم الإتصال بزكى الذى كان يرد عليه دائما بـ"معاليك" ولكن فى إحدى المرات أبدى علاء ضيقه وقال "يا أشرف بلاش معاليك دى أنا اسمى علاء".
وكان زكى وجهاَ مالوفاَ لمبارك نفسه فحينما زاره وفد نقابة الممثلين للاتفاق على عيد الفن ربت مبارك على بطن أشرف زكى وقال له "كرشك كبر يا أشرف لازم تلعب رياضة" والمزاح غالبا لا يخرج من مبارك إلا بصعوبة.
أما منى زكى فلها نصيب ايضا من صداقة عائلة الرئيس وكذلك احمد السقا، حيث جمعتهم الظروف فى منزل الرئيس أثناء تكريم كل منهم عن دوره فى فيلم "أيام السادات" مع الراحل العملاق أحمد زكى، وقد حافظ أحمد السقا على علاقته بعلاء مبارك خاصة وأنهم مشتركين فى هواية واحدة وهى لعب كرة القدم.
وفى نفس السياق يأتى طلعت زكريا ضمن الفنانين الذين حظوا بزيارة مبارك حيث أصبح من النجوم المفضلين له فى السنوات الخمس الاخيرة وهو ما دفع مبارك لدعوة زكريا لزيارته فى قصر الرئاسة فى جلسة إستمرت ثلاث ساعات تحدثا خلالها فى أمور عدة وهو أيضا ما جعل طلعت زكريا يعلن عن حبه لمبارك برغم كل ما حدث متذكراَ له افضالاَ عليه فى فترة مرضه.