تحتفل الشركة المنتجة لجبن «البقرة الضاحكة» بمرور 90 عاما على ظهور هذه العلامة التي رأت النور في إقليم «جورا» شرق فرنسا وتحولت إلى عنوان لفطور الصباح في 120 دولة موزعة في القارات الخمس. وحسب إحصاءات الشركة فإن 2300 قطعة منها يجري التهامها كل 20 ثانية.
بهذه المناسبة، أعلن الموقع الإلكتروني للشركة عن مسابقة يحصل الفائز فيها، مع أفراد أسرته، على رحلة سياحية بقيمة 10 آلاف يورو مقابل أن يروي في بضعة أسطر أجمل ذكرياته في صحبة «البقرة الضاحكة». فقد ولدت الشركة، التي تنتج هذه العلامة التجارية، في وسط عائلي، يوم قرر المزارع جول بيل أن يفتح، عام 1865، مصنعا صغيرا لتعقيم وتطرية جبن «كونتيه» الذي تشتهر به مناطق وسط شرقي البلاد، مع خلطه بنوع من الجبن الإنجليزي. وقد حقق المعمل نجاحا شجع صاحبه على نقله إلى مكان أوسع وسلم إدارته لولديه هنري وليون.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد ليون من خدمته العسكرية وهو يفكر بتجربة نوع عصري من الجبن باستخدام طريقة مبتكرة في التذويب. وفي 16 أبريل (نيسان) عام 1921 سجل بيل علامة «البقرة الضاحكة» في السجل التجاري لتبدأ مغامرة تجارية مثيرة وتعلن ولادة واحد من أوائل أنواع الجبن المصنع. وهو يتكون، اليوم، من خليط من الحليب منزوع الدسم والزبد والأجبان وبروتينات الألبان والملح الذائب وفوسفات الصوديوم ومواد أخرى، لكن ميزته التي ساعدت على تصديره بشكل واسع هي أنه لا يحتاج للحفظ في مكان بارد.
وقع الاختيار على هذا الاسم (البقرة الضاحكة)؛ لأن الجنود الفرنسيين العائدين من الحرب كانوا يستخدمونه للسخرية من شعار ألماني تم تحويره، كما ظهر أول رسم لرأس البقرة بعد مسابقة فنية فاز فيها التصميم الذي قدمه رسام يدعى بنجامن رابييه. وقضت شروط المسابقة بتقديم بقرة تضحك من دون أن تفقد ملامحها كبقرة. وأضاف ليون بيل تعديلين على الرسم الفائز، الأول هو تحويله إلى اللون الأحمر، والثاني تعليق قرطين دائريين في أذني البقرة، كل منهما على شكل علبة من علب الجبن. وهكذا ولدت صورة أحد المنتجات الفرنسية الأكثر شهرة في العالم؛ حيث ترجم الاسم إلى معظم اللغات.