تعرضت جامعة حلوان، خلال الأيام الماضية، لسلسلة من الاعتداءات وأعمال البلطجة، بصورة أصبحت تهدد العملية التعليمية. البعض اعتبرها دليلا للفوضى يعم عدد من الجامعات المصرية. لكن هناك من رأى فى ما حدث بجامعة حلوان رسالة قوية لإجبارنا على الترحم على أيام الحرس الجامعى. وبصرف النظر عن الهدف والرسالة، فالنتيجة أن ما يجرى فى جامعة حلوان يمثل صورة مصغرة لما يجرى فى كثير من المؤسسات والهيئات والجامعات المصرية بشكل عام.
الدكتورة أيمان فرج، أستاذ مساعد بالمركز القومي للبحوث ووالدة إحدى الطالبات بجامعة حلوان، أعربت عن أسفها للوضع الأمني السيء بالجامعة بعد تكرار وقائع تعدي عدد من البلطجية على الطالبات والطلبة بالمدينة الجامعية.
وتقول: أنهم في حالة خوف دائم على ابنتي والتي تدرس بالفرقة الثالثة بكلية التجارة بعد تعدي البلطجية على الطلبة، وإصابة أعداد كثيرة منهم، وذلك بسبب الغياب الأمني بالجامعة.
وتشير الطالبة مهناز، إلى أن عددا من الطلبة قاموا بلقاء رئيس الجامعة، وذلك لتوفير حراسة أمنية، غير أنه رفض معللا ذلك بأنه الحراسة تتطلب أكثر من 20 ألف جنيه، وأن الجامعة ليس لديها القدرة على توفير ذلك المبلغ، وأن الحراسة الموجودة تقوم بحماية المبنى الإداري فقط.
وتضيف يفترض أننا نذهب إلى الجامعة للتعلم وليس للتعدي علينا، وعلينا كطلبة أن نحس بالأمان، داخل الجامعة، تمام كما يحدث في الجامع أو الكنيسة، مشيرة إلى أنها شعرت بالرعب عندما شاهدت زملاءها يرفعون الشوم والعصي لحمايتهم وحراسة المدينة.
وتطالب بتوفير الحراسة الأمنية للجامعة مثل جامعة القاهرة وعين شمس، لافته إلى أنه يمكن توفير ذلك من خلال مصاريف التي تدفع بشعبة bis" نظم المعلومات".
وتقول الدكتورة نائلة عمارة، وكيل كلية الأداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن ما يحدث في الجامعة مجرد مشاجرات بين طلبة المدينة الجامعية وعدد من طلاب الكليات، واصفة القرار الأخير بسحب الحرس من الجامعات بأنه غير مدروس وتسبب في ما يحدث الآن من انفلات أمني، وخاصة بعد ثورة 25 يناير.
وتطالب الدكتورة نائلة، وزير التعليم العالي بزيارة الجامعات، ووضع حلول عملية لهذه القضية، حتي ولو تطلب الأمر اتخاذ قرار بتأجيل الدراسة لفترة مشيرة إلى أن مكان الجامعة المتطرف ومساحتها الشاسعة يتطلبان زيادة الأعداد الأمنية بالجامعة.
ويضيف حجاج شعبان، طالب بكلية الحقوق وأحد الطلاب الذين يقوموا بحراسة المدينة الجامعية، أنهم يقوموا الآن بحماية المدينة من البلطجية خوفا موضحا أن المشاجرات التي كانت تقع بين طلاب المدينة الجامعية وطلاب الكليات الأخري تطورت بدخول البلطجية من عزبة الوالدة وأسفرت عن إصابة ثلاثة طلاب.
"بوابة الأهرام" قامت من جانبها بالإتصال بالدكتور محمود الطيب ناصر، رئيس جامعة حلوان الذي نفي من جانبه دخول بلطجية إلى الجامعة، مشيرا إلى أن ما يحدث هو مجرد مشاجرات بين الطلاب .
وقال لا يوجد الآن جهاز أمني إداري بعد انسحاب حرس الجامعة قبل بداية الترم الثاني، وقد عرضنا على العاملين الدخول في جهاز الأمن الجديد، وتعاقدنا مع شركة خاصة لحماية المدينة الجامعية وخاصة مدينة الطالبات.
كما قمنا بعمل بوابات حديدية لكل مساكن الطالبات، مشيرا إلى أن الجامعة أعلنت عن تشكيل إدارة كاملة للأمن، وتقدم 3 ألاف فرد، وجاري إجراء الاختبارات الشخصية وخلال أيام سوف يتم تعيين من يقع عليهم الاختيار وإنهاء هذه المشكلة تماما.