نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




تفصيل دقيق في صفة العجب

 



بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

اما بعد

قراءة : { بل عجبتُ ويسخرون ) بالضم ، قراءة صحيحة متواترة ، وهي قراءة حمزة، والكسائي ، ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء .
الدليل من الكتاب:
قولـه تعالى: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [الصافات: 12].
قال ابن جرير في (التفسير): قولـه: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ؛ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة: بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ بضم التاء من عَجِبْتَ؛ بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة عَجِبْتَ؛ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ؛ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيباً القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟ ! قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما؛ فكل واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسخر منه أهل الشرك بالله، وقد عجِب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسَخِر المشركونَ مما قالوه اهـ.
وقال أبو زرعـة عبدالرحمن بن زنجلــة في كتابـه (حجة القراءات): قرأ حمزة والكسائي: بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ بضم التاء، وقرأ الباقون بفتح التاء، ثم قال: قال أبو عبيد: قولـه: بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ؛ بالنصب: بل عجِبت يا محمد من جهلهم وتكذيبهم وهم يسخرون منك، ومن قرأ: عَجِبْتُ؛ فهو إخبار عن الله عَزَّ وجلَّ اهـ .
وقد صحت القراءة بالضم عن ابن مسعود رضي الله عنه كما سيأتي.
وقولـه تعالى: وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَءذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ [الرعد: 5].
نقل ابن جرير في (تفسير) هذه الآيــة بإسناده إلى قتادة قولـه: قولـه: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ: إن عجِبت يا محمد؛ فعََجَبٌ قَوْلُهُمْ أَءذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ: عجِب الرحمن تبارك وتعالى من تكذيبهم بالبعث بعد الموت.
قال ابن زنجـلة في (حجــة القراءات) بعد ذكــر قراءة بَلْ عَجِبْتُ بالضم: قال أبو عبيد: والشاهد لها مع هذه الأخبار قولـه تعالى: وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ، فأخبر جل جلاله أنه عجيب .
الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((لقد عَجِبَ الله عَزَّ وجلَّ (أو: ضحك) من فلان وفلانة)) .
حـديث أبي هريرة رضي الله عنـه: ((عَجِبَ الله من قوم يدخلون الجنــة في السلاسل)) .
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


روى الحاكم في (المستدرك)، ومن طريقه البيهقي في (الأسماء والصفات)؛ بسند صحيح عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال: قرأ عبد الله (يعني: ابن مسعود) رضي الله عنه: بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ قال شريح: إنَّ الله لا يعجب من شيء، إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم، فقال: إنَّ شريحاً كان يعجبه رأيه، إنَّ عبدالله كان أعلم من شريح، وكان عبد الله يقرأها: بَلْ عَجِبْتُ قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال أبو يعلى الفراء في (إبطال التأويلات) بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث في إثبات صفة العَجَب: اعلم أنَّ الكلام في هذا الحديث (يعني: الثالث) كالكلام في الذي قبله، وأنه لا يمتنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره؛ إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت عَجَبَاً هو تعظيم لأمر دَهَمَه استعظمه لم يكن عالماً به؛ لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته .
وقال قوَّام السُّنَّة الأصبهاني: وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يَعْجَبُ؛ لأن العَجَب ممَّن يعلم ما لم يكن يعلم، واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة: بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ على أنه إخبار من الله عَزَّ وجلَّ عن نفسه .
وقــال ابن أبي عـاصم في (السـنة): باب: في تَعَجُّبِ ربنا من بعض ما يصنع عباده مما يتقرب به إليه، ثم سرد جملة من الأحاديث التي تثبت هذه الصفة لله عَزَّ وجلَّ .



قال شيخنا العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله : " الصفة الحادية عشرة العجب ، وقوله: ( يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة ) .
هذا حديث فيه إثبات صفة "العَجب" كما يليق بجلال الله وعظمته من الصفات الفعلية أيضًا، ليس كعجب المخلوق.

"يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة"، يعني: الشاب الملتزم بطاعة الله وليس له صبوة، أي: انحراف؛ لأن الغالب أن الشباب له نزوة، فإذا التزم الشاب بطاعة الله فهذا يعجب الله منه، كما في الحديث الآخر: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله … وذكر فيهم: شاب نشأ في عبادة الله .

فالعجب ثابت، وفي قراءة في سورة "الصافات": بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ وفي قراءة قرئت الآية: ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون ) على هذه القراءة "بل عجبتُ" فيه إثبات العجب لله، في القرآن وفي السّنة على قراءة "بل عجبتُ ويسخرون"، وقراءة حفص المعروفة، قراءتنا: بَلْ عَجِبْتَ الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ لكن القراءة الأخرى: ( بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون ) الضمير يعود إلى الله، فيكون فيه إثبات "العَجب" في القرآن وفي السُّنة.

الصفة الحادية عشرة: العجب:

"العجب" من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف قال الله -تعالى-: (بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُون) على قراءة ضم "التاء"، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يَعجبُ ربُّك من الشاب ليست له صَبْوَة رواه أحمد وهو في المسند عن عقبة بن عامر مرفوعًا وفيه ابن لهيعة

وأجمع السلف على ثبوت العجب لله، فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو عجب حقيقي يليق بالله.

وفسّره أهل التعطيل بالمجازاة، ونردُّ عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.

والعَجَبُ نوعان:

إحداهما أن يكون صادرًا عن خفاء الأسباب على المتعجِّب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله؛ -هذا عجب المخلوق، هذا خاص بالمخلوق، نعم- لأن الله لا يخفى عليه شيء.

لأن الله -تعالى- يعلم كل شيء لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ولا يمكن أن يوصف الله بهذا، هذا من وصف المخلوق الجاهل، المخلوق مهما بلغ عنده نقص، عنده جهل، تخفى عليه بعض الأسباب، فإذا خفيت عليه بعض الأسباب ثم بُلِّغ بشيء تعجب واندهش، نعم.

الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله -تعالى-.

مجازاة الإنسان، مجازاة يعنى: يجازي.. الجزاء يكون بالثواب أو بالعقاب، يجازي على صنيعه، "يعجب ربك"، يعني: يجازيهم ويثيبهم.

المجازاة هي الجزاء، الله -تعالى- يجازي العباد يوم القيامة بالثواب وبالعقاب، فالثواب مجازاة، والعقاب مجازاة، نعم...." . انتهى







المقال "تفصيل دقيق في صفة العجب" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
تفصيل اول يوم بعد مهلة التصحيح فى السعوديه
تفصيل عجيب في قصة المسيح الدجال

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية