هي حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب. وُلدت قبل البعثة بخمسة أعوام. وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلَّم بعد ثلاث سنوات من الهجرة، بعد عائشة، وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم, وعن أبيها، وروى عنها أخوها عبد الله بن عمر أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ولما كان أهل بيت النبي جزءا من الدعوة، كان لابد من أن يختار الله للنبي زوجاته، فالنبي مشرعٌ في أقواله، وفي أفعاله، وفي إقراره، فأخطر إنسانٍ في حياته, هو الذي يروي عنه، لأن الذي يُروى عنه شرع نتعبد الله به إلى يوم القيامة. وكل هذا يبين عن طيب معدنها، وعلو مكانتها وخلقها.
أما عن وفاتها فقد توفيت عند بيعة معاوية بن أبي سفيان للخلافة.
من هو زوجها السابق, وكيف كانت وفاته, وما هي الغزوات التي شهدها هذا الصحابي, وكم كان عمر السيدة حفصة حينما توفي زوجها الأول؟
كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوجها بعد انقضاء عدتها، من زوجها المهاجر خُنيس بن حذافة السهمي، الذي توفي من آثار جراحةٍ, أصابته يوم أُحد، وكان رضي الله عنه من السابقين في الإسلام، هاجر إلى أرض الحبشة, فراراً بدينه، وعاد إلى المدينة، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تأييداً له ونصراً. شهد بدراً، وهؤلاء الذين شهدوا بدراً, قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: "اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"؛ ذلك لأنهم نصروا هذا الدين، والإنسان أحياناً إما أن يستفيد من الدين، وإما أن يُفيد الدين، إما أن يكون محمولاً، وإما أن يكون حاملاً، إما أن يكون إيجابياً، وإما أن يكون سلبياً، إما أن يأخذ، وإما أن يعطي، هؤلاء الذين يعطون؛ من وقتهم، وجهدهم، ومالهم، وأرواحهم، هؤلاء لهم حسابٌ آخر، هؤلاء الذين يحملون، هؤلاء الذي يفتحون، هؤلاء الذين يُعطون كل ما آتاهم الله عز وجل في سبيل نصر هذا الدين، هؤلاء ليسوا سواءً مع المنتفعين، فهذا الصحابي الجليل شهد بدراً, قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}، كانوا ضعافا، ليس عندهم سلاح، ولا مال، ولا تجمُّعات، لأنهم افتقروا إلى الله عز وجل نصرهم، ثم شهد أحداً، فأصابته جراحةٌ, توفي على أثرها، وترك من ورائه زوجةً, هي حفصة بنت عمر, شابةٌ في ريعان الشباب، فترمَّلت ولها عشرون عاماً.
أما حفصة فقد كانت زوجةٌ صالحةً للصحابي الجليل، وأن تكون الزوجة صالحة يكفيها هذا لدخول الجنة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام, قال: "انصرفي أيتها المرأة, وأَعلِمي من وراءك من النساء, أن حُسْنَ تبعُّل إحداكن لزوجها, وطلبها مرضاته, واتباعها موافقته, يعدل ذلك كله"، ولما كان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، فالمرأة التي تتعهد أمر زوجها وأولادها, هي امرأةٌ تستحق دخول الجنة، ودين المرأة يسير, إذا صلَّت خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، وحفظت نفسها، دخلت جنة ربِّها. ولكم أن تتخيلوا بعد ذلك كله أن تترمل امرأة في العشرين من عمرها، وهنا نقف لنتساءل:
كيف كانت حالة سيدنا عمر حينما توفي زوج ابنته, وماذا فعل حينما تطاولت الأيام على ابنته ولم يأتها خاطب, وما هي البشرى التي زفت لسيدنا عمر ولابنته؟
لقد تألَّم عمر أشد الألم، فهو أب صالح، كله رحمة، كله حرص، كله عطف، كله اهتمام بأولاده، فلا عجب أن تجده لما تُوفِّي زوج ابنته تألم أشد الألم، لأن ابنته في ريعان الشباب ترمَّلت, ولها عشرون عاماً, وأوجعه أن يرى ملامح الترمُّل تغتال شبابها.
وهكذا حال الآباء، إذا سألتهم ما الذي يسعدهم؟ لن تجد إجابة غير أن يروا أولادهم بخير، لو أعطيته مِلء الدنيا ذهباً لا يساوي أن يكون ابنه قرة عينٍ له.
من هنا أخذ يفكِّر سيدنا عمر بعد انقضاء عدتها في أمرها؛ من سيكون زوجاً لابنته؟
ولما تطاولت عليه الأيام، وعلى ابنته الشابة المترملة, عرضها على أبي بكر، فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان, فقال: "بدا لي اليوم ألا أتزوج"، فوجد عليهما, أي حمل عليهما بنفسه، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله, عرضت ابنتي على أبي بكر فرفض، وعلى عثمان فرفض، فقال النبي الكريم: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خيرٌ من حفصة"، وهو لا يدري ما يعنيه قول النبي, ثم خطبها النبي عليه الصلاة والسلام، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة، ونال شرف مصاهرة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان يرى أنه قد قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر، فأبو بكر زوَّجَه ابنته، وعمر زوَّجَه ابنته، وهذا شرف لا يدانيه شرف، أن يكون الإنسان صهرًا للنبي، أو يكون النبي صهره.
وتحققت فرحة عمر وابنته حفصة، وبارك الصحابة يد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم, وهي تمتد لتكرِّم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام، ومسحت حفصة آلام الترمُّل، وجبر الله كسرها.
وهنا نقف لحظة لنسأل:
كم كان عدد زوجات النبي حينما دخلت حفصة على بيته المبارك؟
حظيت هذه الزوجة الطيبة الطاهرة بالشرف الرفيع الذي حظيت بها سابقتِها عائشة بنت أبي بكر الصديق، وتبوَّأت المنزلة الكريمة بين أمهات المؤمنين، وأي شرفٍ أعظم من هذا الشرف, أن تكون زوجة سيد الخلق، دخلت حفصة بيت النبي ثالثة الزوجات في بيوته عليه الصلاة والسلام، فقد جاءت بعد سودة، وعائشة، الثالثة من الأحياء الآن، أما الرابعة بمجموع الزوجات؛ السيدة خديجة، سودة، عائشة، حفصة.
فما هو موقف السيدة سودة والسيدة عائشة من هذا الزواج؟
السيدة سودة رحبت بها راضية، لا تنافسها، وسبق أن تكلمنا عن السيدة سودة في مقال سابق.
أما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابَّة؟ هذه منافسة, والإنسان لا يتألَّم من شخص لا ينافسه، المشكلة مع من ينافسه، فالسيدة عائشة بنت أبي بكر شابة، والسيدة حفصة بنت عمر شابة، وهذه الغيرة أودعها الله في النساء لصالح الأزواج.
وهنا نقف أما مشكلة كبيرة؛ فهناك زوجتان شابتان، إحداهما بنت أبي بكر, والثانية بنت عمر، يتنافسان على حب النبي عليه الصلاة والسلام, وعلى امتلاك قلبه.
ولما كان أهل بيت النبي جزءا من الدعوة، كان لابد من أن يختار الله للنبي زوجاته، فالنبي مشرعٌ في أقواله، وفي أفعاله، وفي إقراره، فأخطر إنسانٍ في حياته, هو الذي يروي عنه، لأن الذي يُروى عنه شرع نتعبد الله به إلى يوم القيامة. وكل هذا يبين عن طيب معدنها، وعلو مكانتها وخلقها.
أما عن وفاتها فقد توفيت عند بيعة معاوية بن أبي سفيان للخلافة.
من هو زوجها السابق, وكيف كانت وفاته, وما هي الغزوات التي شهدها هذا الصحابي, وكم كان عمر السيدة حفصة حينما توفي زوجها الأول؟
كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوجها بعد انقضاء عدتها، من زوجها المهاجر خُنيس بن حذافة السهمي، الذي توفي من آثار جراحةٍ, أصابته يوم أُحد، وكان رضي الله عنه من السابقين في الإسلام، هاجر إلى أرض الحبشة, فراراً بدينه، وعاد إلى المدينة، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تأييداً له ونصراً. شهد بدراً، وهؤلاء الذين شهدوا بدراً, قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام: "اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"؛ ذلك لأنهم نصروا هذا الدين، والإنسان أحياناً إما أن يستفيد من الدين، وإما أن يُفيد الدين، إما أن يكون محمولاً، وإما أن يكون حاملاً، إما أن يكون إيجابياً، وإما أن يكون سلبياً، إما أن يأخذ، وإما أن يعطي، هؤلاء الذين يعطون؛ من وقتهم، وجهدهم، ومالهم، وأرواحهم، هؤلاء لهم حسابٌ آخر، هؤلاء الذين يحملون، هؤلاء الذي يفتحون، هؤلاء الذين يُعطون كل ما آتاهم الله عز وجل في سبيل نصر هذا الدين، هؤلاء ليسوا سواءً مع المنتفعين، فهذا الصحابي الجليل شهد بدراً, قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ}، كانوا ضعافا، ليس عندهم سلاح، ولا مال، ولا تجمُّعات، لأنهم افتقروا إلى الله عز وجل نصرهم، ثم شهد أحداً، فأصابته جراحةٌ, توفي على أثرها، وترك من ورائه زوجةً, هي حفصة بنت عمر, شابةٌ في ريعان الشباب، فترمَّلت ولها عشرون عاماً.
أما حفصة فقد كانت زوجةٌ صالحةً للصحابي الجليل، وأن تكون الزوجة صالحة يكفيها هذا لدخول الجنة، لأن النبي عليه الصلاة والسلام, قال: "انصرفي أيتها المرأة, وأَعلِمي من وراءك من النساء, أن حُسْنَ تبعُّل إحداكن لزوجها, وطلبها مرضاته, واتباعها موافقته, يعدل ذلك كله"، ولما كان الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، فالمرأة التي تتعهد أمر زوجها وأولادها, هي امرأةٌ تستحق دخول الجنة، ودين المرأة يسير, إذا صلَّت خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، وحفظت نفسها، دخلت جنة ربِّها. ولكم أن تتخيلوا بعد ذلك كله أن تترمل امرأة في العشرين من عمرها، وهنا نقف لنتساءل:
كيف كانت حالة سيدنا عمر حينما توفي زوج ابنته, وماذا فعل حينما تطاولت الأيام على ابنته ولم يأتها خاطب, وما هي البشرى التي زفت لسيدنا عمر ولابنته؟
لقد تألَّم عمر أشد الألم، فهو أب صالح، كله رحمة، كله حرص، كله عطف، كله اهتمام بأولاده، فلا عجب أن تجده لما تُوفِّي زوج ابنته تألم أشد الألم، لأن ابنته في ريعان الشباب ترمَّلت, ولها عشرون عاماً, وأوجعه أن يرى ملامح الترمُّل تغتال شبابها.
وهكذا حال الآباء، إذا سألتهم ما الذي يسعدهم؟ لن تجد إجابة غير أن يروا أولادهم بخير، لو أعطيته مِلء الدنيا ذهباً لا يساوي أن يكون ابنه قرة عينٍ له.
من هنا أخذ يفكِّر سيدنا عمر بعد انقضاء عدتها في أمرها؛ من سيكون زوجاً لابنته؟
ولما تطاولت عليه الأيام، وعلى ابنته الشابة المترملة, عرضها على أبي بكر، فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان, فقال: "بدا لي اليوم ألا أتزوج"، فوجد عليهما, أي حمل عليهما بنفسه، وشكا حاله إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله, عرضت ابنتي على أبي بكر فرفض، وعلى عثمان فرفض، فقال النبي الكريم: "يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هو خيرٌ من حفصة"، وهو لا يدري ما يعنيه قول النبي, ثم خطبها النبي عليه الصلاة والسلام، فزوجه عمر رضي الله عنه ابنته حفصة، ونال شرف مصاهرة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان يرى أنه قد قارب المنزلة التي بلغها أبو بكر، فأبو بكر زوَّجَه ابنته، وعمر زوَّجَه ابنته، وهذا شرف لا يدانيه شرف، أن يكون الإنسان صهرًا للنبي، أو يكون النبي صهره.
وتحققت فرحة عمر وابنته حفصة، وبارك الصحابة يد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم, وهي تمتد لتكرِّم عمر بن الخطاب بشرف المصاهرة منه عليه الصلاة والسلام، ومسحت حفصة آلام الترمُّل، وجبر الله كسرها.
وهنا نقف لحظة لنسأل:
كم كان عدد زوجات النبي حينما دخلت حفصة على بيته المبارك؟
حظيت هذه الزوجة الطيبة الطاهرة بالشرف الرفيع الذي حظيت بها سابقتِها عائشة بنت أبي بكر الصديق، وتبوَّأت المنزلة الكريمة بين أمهات المؤمنين، وأي شرفٍ أعظم من هذا الشرف, أن تكون زوجة سيد الخلق، دخلت حفصة بيت النبي ثالثة الزوجات في بيوته عليه الصلاة والسلام، فقد جاءت بعد سودة، وعائشة، الثالثة من الأحياء الآن، أما الرابعة بمجموع الزوجات؛ السيدة خديجة، سودة، عائشة، حفصة.
فما هو موقف السيدة سودة والسيدة عائشة من هذا الزواج؟
السيدة سودة رحبت بها راضية، لا تنافسها، وسبق أن تكلمنا عن السيدة سودة في مقال سابق.
أما عائشة فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابَّة؟ هذه منافسة, والإنسان لا يتألَّم من شخص لا ينافسه، المشكلة مع من ينافسه، فالسيدة عائشة بنت أبي بكر شابة، والسيدة حفصة بنت عمر شابة، وهذه الغيرة أودعها الله في النساء لصالح الأزواج.
وهنا نقف أما مشكلة كبيرة؛ فهناك زوجتان شابتان، إحداهما بنت أبي بكر, والثانية بنت عمر، يتنافسان على حب النبي عليه الصلاة والسلام, وعلى امتلاك قلبه.