خيانة «الكترونية؟ نعم انها موجودة وأن استغرب البعض من العبارة للوهلة الاولى.
على السؤال أجاب كثيرون، غالبيتهم من دون ذكر أسماء، وبعضهم بالأسماء الاولى، وقلة بالأسماء الحقيقية عن ظاهرة قد تستحق البحث والخوض فيها. بداية عن أسبابها ونهاية بنتائجها على الفرد والمجتمع.
ليس من السهل ان يكتشف زوج «خيانة» زوجته عبر وسائل الاتصال الحديثة. قد يبحث في خفايا النفس عن السبب. قد يكون مقصرا في حياته الزوجية وقد لا يكون، لكنه بالطبع لا بد أن يصدم امام الواقع المريع، اذا ضبط زوجته على «الفيسبوك» مثلا وهي تغازل شخصا آخر، حبيبا سابقا، على ما قال أحدهم.
لكن ماذا عن الزوجة التي تعلم أن زوجها يذهب فور خلودها الى النوم ليجلس امام «الآلة السحرية» ولساعات يحاكي امرأة أخرى، كلاما معسولا يحتوي على كل ادوات الغرام، فيما المسكينة تقبع في فراشها وليست ببعيدة عنه سوى بضع خطوات.
وماذا عن زوجة ثانية قضت ربيع العمر في كنف الزوج، الذي وقع في غرام امرأة تقطن في ما وراء البحار، ليحجز في يوم من الأيام تذكرة سفر بلا عودة قاصدا اياها في بلاد العام سام، ليعقد القران، دون ان ينسى قبل الرحيل ان يقطع تذكرة الطلاق لرفيقة الدرب.
أما السؤال فهو هل الخيانة الالكترونية عن بعد تصنف في حسابات الخيانة؟ كثيرون قالوا بنعم، لأن الخيانة ليست مقتصرة على الجسد. النظرة خيانة، والسماع خيانة، والحديث أحيانا خيانة.
ماذا عن الخيانة «الالكترونية» في من السطور:
قالت سيدة لم ترد الإفصاح عن اسمها أنه «كل ليلة، وأنا نائمة، يذهب زوجي للقاء فتاة على موقع ألكتروني بكبسة زر واحدة يستطيع رؤيتها والتحدث معها عبر الفيديو. لقد ضبطه بالجرم المشهود، وكشفت تبادلات حميمة وتفاصيل (...) لم أتصورها يوماً. باختصار إنه يغازل مجهولة قد لا يراها يوماً، واعتبرت هذا الشيء خيانة بكل تأكيد وانفصلت عنه».
و أوضحت أن «الخيانة الزوجية ليست مقتصرة فقط على الخيانة الجسدية كما هو معروف، فثمة خيانة بصرية بواسطة المشاهد الإباحية أو اللقطات المثيرة. وهناك الخيانة السمعية بواسطة التواصل الهاتفي عبر الخيال والكلام والتعبير عن الشهوات والكلمات المثيرة. والملاحظ أن موضة الخيانة التكنولوجية شاعت كثيرا وبدأت تجتاح أخلاقنا وعاداتنا وأكثر ضحاياها هم المتزوجون،» مشيرة الى أن العديد من الدراسات تبين انتشار الخيانة الزوجية بأرقام كبيرة حتى في مجتمعاتنا المحافظة، مما أدى إلى زيادة معدلات الطلاق.
ومن جانبه، قال محمد البالغ من العمر 32 سنة، «تقبلت في البداية اهتمام شريكتي بموقع (فيسبوك) لأنها كانت تتواصل من خلاله مع صديقاتها، ولكن بدأ الشك يراودني حيال نشاطها على الموقع الاجتماعي الذي ازداد بشكل غير مسبوق، ملاحظا أنها تعتمد إخفاء شاشة الكمبيوتر عندما أدخل إلى الغرفة».
وأضاف: «اكتشفت بعد ذالك أن شريكتي كانت تستخدم (الفيسبوك) للتواصل مع حبيبها السابق، ومن هنا قررت أن ادخل مواقع الخيانة على الانترنت و (الفيسبوك) بالتحديد لأتعلم كيفية كشف خيانة الحبيب، وقمت بالانضمام الى بعض المواقع مثل موقع (لا تحدثني عن الحب و لاعلى الخيانة، دعني أجربهما بنفسي)».
وأكد أن «هناك تزايدا في حالات الخيانة والخداع باستخدام المواقع الاجتماعية عما كان عليه الوضع قبل عشر سنين».
ومن جانبها قالت هبة الحموي ان «في وقتنا الحالي يقضي الشباب معظم وقتهم على المواقع الاجتماعية لتعبئة الفراغ الموجود في حياتهم، ليصبح في بعض الأحيان حافزا لإقامة علاقات متعددة و متنوعة».
وأوضحت هبة أن «خيانة المرأة غير مبررة إطلاقا ولكن خيانة الرجل تحصل في معظم الوقت بسبب تقصير المرأة وعدم تأديتها لواجباتها الزوجية». و قالت أن «المرأة الخائنة هي امرأة وقحة تفتقر إلى الحياء و لا تحترم العادات والتقاليد.»
في الوقت نفسه أشارت هبة الى أن «خيانة الرجل تتحمل مسؤوليته المرأة بشكل مطلق.الرجل يخون المرأة بسبب عدم قدرتها على تلبية حاجاته ورغباته الجنسية».
وأضافت أن «عمل المرأة اليوم يبقيها وقتا طويلا خارج المنزل، و أنا لا أؤمن بأنها تستطيع إيجاد التوازن بين واجبات العمل وواجبات المنزل والزوج والأطفال».
وأكدت هبة أن «ليست المواقع الالكترونية هي الحافز لخيانة الرجل. ولكن المرأة التي تكتم على أنفاسه حينما يريد تمضية بعض الوقت مع أصدقائه».
واعتبرت أن من واجب المرأة الاهتمام بمظهرها حتى ولو أصبحت فوق سن الـ 60. وقالت انه» ليس هناك دخان من دون نار، ويجب مساندة المرأة للرجل في كل الأزمات التي يمكن أن يمر فيها واللجوء أيضا إلى الحوار لحل المشاكل».
وأضافت أن «من الممكن أن يستعيد الشريكان علاقتهما إن كانت الخيانة من قبل الرجل. ولكن خيانة المرأة لا يغتفر لها لأنها خدش لكرامة الرجل. والمجتمع لا يتقبل المرأة الخائنة».
و في التطرق إلى قصة واقعية قالت هبة «والد صديقتي قام بخيانة والدتها بعد 26 سنة من الزواج مع امرأة تعيش في أميركا، تعرف عليها من خلال المواقع الاجتماعية ومن ثم سافر إلى أميركا تزوجها بعد طلاق زوجته الأولى».
و من جانبها قالت رندا صديقة هبة أن «المواقع الالكترونية والكثرة في استخدام الانترنت أصبحت حافزا رئيسيا والسبيل الأسهل والأوفر للخيانة»، مبينة أن الكثير من الشبان يبحثون عن فتيات عبر «الفيس بوك» و»تويتر» لان الكثيرات من الشابات ينشرن صورهن ومعلومات خاصة بهن عبر هذه المواقع.
و تعتقد رندا بعكس صديقتها هبة أن خيانة المرأة تكون في معظم الوقت انتقاما من خيانة الرجل، فقالت «من الصعب أن تقوم المرأة بخيانة زوجها أو شريكها ولكن ما يمكن تشجيعها على هذا الفعل هو خيانة الشريك أولا بالمقابل فشله في إعطائها حاجاتها العاطفية والجسدية».
وأكدت أن «التربية هي الأساس في حث الرجل على عدم سلوك طريق الخيانة بعد الزواج، لانه إذا ترعرع الشاب في منزل يكون الأب فيه خائنا فمن الطبيعي أن يصبح الولد خائنا أيضا».
قالت: «للأسف المجتمع إلى اليوم يعلن شعار (الرجل لا يعيبه شيء) و يتقبل خيانة الرجل وعلاقاته المتعددة قبل الزواج، ولكن المرأة الخائنة أو التي تقوم بأي علاقة قبل الزواج ففي معظم الوقت يقام عليها الحد».
وأكدت «بالنسبة لي الخيانة لا تغتفر وبأي شكلٍ كانت».
ومن ناحية أخرى، قالت رنا البالغة من العمر 24 سنة والتي مر على زواجها ثلاثة أعوام ان «الانترنت يوفر مختلف الفرص للخيانة الزوجية وثمة حالات طلاق كثيرة تحدث ولا يعلن الأطراف أن سبب الخيانة كان وراءها المواقع الاجتماعية».
وأضافت أن «الكثير من النساء اللواتي مارسن الخيانة الزوجية يبررن تلك بقلة اهتمام الزوج بوجودهن كشريكات في كل شيء وشعور الواحدة منهن أنها الزوجة الثانية له بعد جهاز الكمبيوتر في البيت، فتلجأ ب إلى ما يعوض ذاك النقص في حياتها عبر وسائل محرمة طبعاً».
ومن ناحيتها، أكدت الطالبة دلال أن «(الفيسبوك)» يتسبب بمشاكل نفسية أكثر مما يتسبب بخيانات. وهذا الموقع يشكل إدمانا مثل بقية أنواع الإدمان المعروفة، لاسيما وأنه لا يختلف كثيراً عن الدردشة التقليدية على الإنترنت والتي أدمنها المستخدمون لفترات طويلة، وإدمان استعمال (الفيسبوك) له آثار جدية على حياة الفرد، بحيث يفقده الصلة بالواقع ويؤثر هذا الشيء على عمله وعلاقاته بالمحيطين به».
و أشارت الى أن «الكثيرين من المراهقين يلجأون الى المواقع الاجتماعية للهروب من عالمهم. ويرى خبراء أنه يمكن للشخص الذي يستعمل الموقع أن يختبر نفسه حول ما إذا كان مدمناً عليه، عبر خمس علامات تدل على هذا، وهي ك: وقوعه في النوم من كثرة متابعته للموقع، وبالدخول إليه لمدة تزيد على ساعة أو ساعتين يومياً، بإصابة المستخدم بنوع من الهوس بأحبائه أو عشاقه القدامى، وبإهماله عمله لمتابعة الموقع، وأن يصعب عليه مغادرته إلا بحصول طارئ».
من جانبه، قال عبدالله المتزوج منذ سبع سنوات أنه «إذا أحسن كلا الزوجين الاختيار للآخر، فلا يعتمد نجاح العلاقة على هذا الأمر وحده، لأنه مجرد بداية صحيحة، يعقبها حسن رعاية وعناية متبادلة بين الطرفين وحرص كل طرف على الاهتمام بالطرف الآخر بكل وسيلة مشروعة، بل لا يجوز للزوج أن ينشغل عن زوجته أو يتغيب عنها لفترات طويلة بلا عذر، والعكس صحيح».
ومن جانبه، أكد راني سليمان أن «من عنده مبدأ الخيانة سيقوم بالخيانة حتى و لو لم يكن هناك سبب رئيسي، ولكن في معظم الأحيان يبقى السبب الأهم عند الخائن هو إيجاد شخص يعوض عن النقص الذي يعيشه مع الشريك».
وأوضح أن «الانترنت أتى ليسهل عملية التواصل مع أشخاص يعيشون في شتى أنحاء العالم، وبالطبع بعض الأشخاص يستخدمون الانترنت لخوض تجربة عاطفية وإقامة علاقة حميمة لأنها وسيلة سهلة الاستخدام وتكاليفها قليلة جدا»، مبينا أن من خلال المواقع الاجتماعية يستطيع الإنسان التعبير عن نزواته بصراحة أكبر و حرية أكثر».
و ذكر أن «هناك الكثير من الخيانات تحدث بين المتزوجين وخصوصا عبر (الفيس بوك)، بالإضافة إلى أن بعض السيدات يكتشفن خيانة الزوج مع إحدى رفيقاتهن على الموقع».
و أشار الى أن «الحافز الأكبر للخيانة عبر (الفيس بوك) هو وجود صور جذابة ولافتة لفتيات والتي توقع الرجل في فخ الخيانة بطريقة أسرع».
وعبر راني أن ليس هناك أي تبريرات للخيانة برأيه. لكن توجد أسباب كثيرة لهذا الفعل، فقال «الخيانة لا تبرر ولكن تحصل في معظم الأحيان بسبب ضعف العلاقة الجنسية بين الطرفين، وتبقى في معظم الاحيان الحاجة الجنسية هي الوازع لخيانة الرجل والمرأة على حدٍ سواء».
و قال «ان خانتني زوجتي سأقتلها إن خانتني حبيبتي سأتركها».
ومن ناحيتها قالت فرح خفاجة أن «السبب الأساسي لقيام الشريك بالخيانة بأي طريقة من الطرق هو في عدم قدرته السيطرة على نزواته والمثابرة وبذل الجهد في حل المشاكل التي يواجهها في علاقته، فحينها يلجأ الشريك للهروب من المشاكل بطريقة سهلة ولوم الآخرين من خلال التكنولوجيا التي يستخدمها كمبرر للخيانة.»
و أكدت أن «هناك فرصة لاستعادة الحياة الزوجية بعد الخيانة بشرط أن يبين كلا الطرفين رغبته في التصالح واللجوء إلى حل أمثل لترميم الشرخ العاطفي الذي حصل بينهما، فحينها يفتح صفحة جديدة يكون عنوانها الوفاء وعدم تكرار أخطاء الماضي ويصبح التشاور واللجوء إلى خبراء في مجال حل المشاكل الزوجية الوسيلة الفضلى للتغلب على مسببات الخيانة».
و اعتبر ابراهيم صالح أن «الرجال يجربون العلاقات العاطفية على شبكات الإنترنت بحثا عن إشباع عاطفي سريع، يبدأ بشعور الرجل أن زوجته لا تشبه نجمات الفيديو كليب أو الممثلات أو لا تقوم بواجباتها كزوجة تجاه الزوج، فيبرر لنفسه عبر تلك الأسباب بأن يتعرف بإحدى الفتيات عبر الانترنت ويقضي معها ساعات طويلة قد تنتهي بلقاء وباقي القصة معروف».
وقرر أحمد صديق ابراهيم أن يتحدث عن خيانة المرأة فقال ان «خيانة المرأة لزوجها وأسرتها عبر النت والوسائل الأخرى تبدأ بشعورها بفراغ كبير في حياتها مع زوجها، وستبحث ب عن البديل وأسهل الوسائل كي تنفس عن رغباتها المكبوتة هو الانترنت، فتجلس الزوجة لساعات طويلة تهمل واجباتها والتزاماتها لزوجها وبيتها وأطفالها أمام شاشة الانترنت التي تبحث من خلالها عما يشبع عاطفتها» مبينا أن «الزوجة تبرر خيانتها بأعذار مثل غياب الزوج عن البيت أو سفره المتكرر بحكم عمله أو إهماله للبيت وتدفع الأسرة غالبا فاتورة الخيانة بالانفصال أو الطلاق».
و أبدى علي صديق أحمد و ابراهيم تعجبه من سؤال «الراي» فقال «باعتقادي يجب علينا تسليط الضوء على عملية التجسس و المخابرات التي يقوم بها الغرب من خلال المواقع الاجتماعية وليس على حالات الخيانة من خلال هذه المواقع لأنني لا أعتقد أنها كثيرة».
و أفاد خالد، أن «الدافع الحقيقي للخيانة يعود لعدم الالتزام بالأوامر الربانية مما يستلزم ذلك دعوة للتربية، سواء كان ذلك من خلال مناهج دراسية كالتعليم أو من خلال الأسرة. ويجب حل الخلافات الزوجية بطرق صحيحة والحرص على التواصل الجيد وتحقيق إشباع عاطفي بين الزوجين. وأخيرا السعي لتحقيق الذات وإثباتها على أرض الواقع».
أما نور حسين فترى أنه «يجب على الحكومات التحكم في المواقع الإلكترونية الإباحية، لانها تؤثر على النواحي الاجتماعية والسلوكية والأدبية والأخلاقية لدى الفرد».
وأضافت «رغم أن الزواج يعد من أرسخ الأنظمة الاجتماعية وأكثرها نفعا وفائدة للإنسان، إلا أنه يتعرض وخصوصا في الأوقات الراهنة لكثير من المشكلات وارتفاع هائل في معدل الخيانة، وهنا تكمن الأهمية الكبيرة للاهتمام والرعاية الأسرية وتقوية الروابط والقيم الزوجية، لان الزواج أكثر النظم الاجتماعية فائدة وقوة على المستويات النفسية والاجتماعية».
و أكدت أن «الدافع الجنسي من أهم الدوافع إلى الزواج وتحقيق الإشباع الجنسي بالطرق الشرعية بما يكفل الصحة النفسية الجيدة وهو غاية الزواج السعيد. وإذا لم يتحقق ذلك تحدث مشكلات واضطرابات تؤدي إلى فشل الزواج، وتوتر العلاقات الزوجية والعديد من المشكلات النفسية والاجتماعية».