تعرف على الله
فما وقع في بلادنا أنا أُدين لله بأنه صناعة ربانية
وانظروا ما يجري الآن على أرض ليبيا لتعلموا أن فضل الله على هذا البلد كبير لا منتهى له
قال أعرف الخلق به سيدنا رسول الله تدبروا هذه الكلمات فأنا على يقين أن لها الآن طعم جديد في القلوب وأن لها وقعً جديد على الأسماع والنفوس
تدبر قول أعرف الخلق بربه كما في صحيح مسلم : [إن الله لا ينام]
ظن كثير من الناس في السنوات الماضية أن الله ينام
وظن كثير من الخلق في السنوات الماضية أن الله لا يسمع ولا يرى
والله لقد أوقفني رجل في مطار القاهرة وأنا في سفر إلى بلد ما
قال لي استنى يا شيخ محمد ما صدقت لاقيتك
عندي سؤال محيرني
قلت له: تفضل حضرتك
قال لي ربنا ظالم
أي والله
أعوذ بالله بتقول إيه؟
قال لي بقولك ربنا ظالم
أعوذ بالله ليه كدا
قال لي : هو مش شايف الدماء اللي عمالة تُسفك في فلسطين والعراق ومش شايف الواقع اللي إحنا عايشين فيه في بلدنا هنا وانتوا عمالين يا مولانا ليل نهار بتدعو ربنا في المساجد وعمالين تقنطوا في الحرم وفي المسجد النبوي وفي المسجد الأقصى وما فيش فايدة
طب بالله عليكم هذا ينتظر مني دليل بالقرآن أو ينتظر دليل من السنة ويتهم الله بالظلم، فكيف أقول له قال الله وقال رسوله؟
فقذف الله في قلبي هذا الجواب:
قلت له :حضرتك شغال في المكان الفلاني؟
قال لي : نعم
قلت له : طيب لو أن شركة بتروجيت صرفت مكافأة السنة دي للموظفين والعمال في الشركة
وما صرفتش لحضرتك مكافأة تزعل؟
قال لي : لأ ما أزعلش
قلت له : لازم تزعل
قال لي : لا ما أزعلش
قلت له: لأ لازم تزعل
قال لي: ما أزعلش وأزعل ليه يا شيخ محمد؟
هو أنا شغال في بتروجيت عشان تديني مكافأة؟
قلت له: هو أنت شغال لربنا عشان ربنا ينصرك؟ أنت ما اشتغلتش
قال لي : إيه؟
قلت له : أنت صليت الفجر النهاردة؟
قال لي : أنا ما بصليش
قلت له : فلوسك فيها ربا؟
قال في أوقات كلها ربا
قلت له: بناتك محجبات ولا بناتك بيروحوا الجامعة بالبنطلون والبدي؟
قال : هو انت شُفتهم وهما رايحين؟
قلت له: لأ أبداً، حضرتك بتتعامل مع الناس إزاي؟
وبعدين سكت
قلت له :إيه رأيك تستحق النصرة من الله؟
قال لي : لأ
قلت له: نتكلم بأة بالآية والحديث ، أقول لك بأة قال الله وقال رسوله
أقول لك إن لله سنن ربانية في الكون لا تتبدل ولا تتغير ولا تُجامل ولا تُحابي تلك السنن
أحداً من الخلق بحال مهما ادعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباة
وقلت له: اعلم أخية أن الله جل وعلا
هُزم المسلمين في أحد وقائد الميدان رسول ليُعلم الله جل وعلا الصحابة والأمة من بعدهم
انه لا مجاملة ولا نسب بين الخالق والخلق إلا بالتقوى
تأخر الصحابة عن تنفيذ أمر واحد من أوامر المصطفى
فكانت الهزيمة
فكيف وقد خالفت الأمة الآن جُل أوامر الله ورسوله؟
لابد أن تكون الهزيمة
لا يمكن أن ننتظر النصر والعز والاستخلاف والتمكين
ونحن قد ابتعدنا كثيراً عن منهج رب العالمين
لكن انظر الآن وتدبر[إن الله لا ينام] هو يمهل جل جلاله
لكنه لا يُهمِل أبداً
واعلم بأنه لا يعجل بعجلة أحد
لنا قانوننا ولنا رؤانا
لكن الله يسمع ويرى
ولا يعجل بعجلة أحد
لكن!!
ليس أحد أغير على المقهورين والمظلومين من رب العالمين
فورب الكعبة
لا تُرفع إليه دعوة
اسمع اللي حقوله
ولو كانت من كافر مظلوم
ولو كانت من كافر مظلوم
لا تُرفع إليه دعوة من مظلوم
إلا وناداها وقال (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)
[إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفهُ لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه]
جل جلال الملك
أنا لا أسمع في هذه الأزمة من يذكرنا بربنا
لا أسمع في هذه الأزمة التي تمر بها بلدنا من يجدد الإيمان في قلوبنا ويربط القلوب بعلام الغيوب
لنعلم يقيناً أن كل شيءٍ بتقديره وتدبيره وبفضله سبحانه وتعالى
جاء حبر أي عالم من علماء اليهود كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود
ينادي على نبينا ويقول : يا محمد إنَّا نجد مكتوبً عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والشجر على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، ثم يهُزهنَّ ويقول أنا الملك،فضحك الحبيب حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر اليهودي وقرء الحبيب النبي قول الرب العلي : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(67)}الزمريقول الحبيب كما صحيح مسلم: [لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر]
وفي رواية الإمام أحمد في المسند بسند حسن قال الحبيب: [لا تسبوا الدهر]
اسمع ...!!
[لا تسبوا الدهر]
يعني الأيام والليالي[لا تسبوا الدهر فإن الله عز وجل يقول: أنا الدهرُ الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآت بملوكٍ بعد ملوك]
فلا يزول ملك إلا بأمر الملك ولا يسود حاكم ولا يزول حاكم إلا بأمر أحكم الحاكمين
أرجوا أن تستقر هذه العقيدة في قلوب شبابنا
حتى لا يُصاب شبابنا بروح الكبر أو العجب أو الغرور أو الاستعلاء
فأنا اسمع كلمات خطيرة
غيرنا .. صنعنا .. بدلنا .. فعلنا ..
أنت ما فعلت شيئاً .. وما صنعت شيئاً ...
وأنا ما فعلت شيئاً .. وما صنعت شيئاً ...
بل الأمر أمره .. والتوفيق توفيقه.. والملك ملكه.. والتدبير تدبيره ...
فوالله الذي لا إله غيره ..!
إنما هي استجابة الملك لدعوات المقهورين والمعذبين والمظلومين!!
لما انتهت دولة البرامكة كما أقول دوماً وسُجن خالد المبرمك بعد مُلكٍ طويل سُجن مع ولده في زنزانة واحدة
فبكى ولده وقال: يا أبتي من الملك والجاه والسلطان إلى السجن والقيد في زنزانة واحدة . فبكى خالد المبرمك ونظر إلى ولده وقال: يا بني إنها دعوة مظلوم سَرَت إلى الله بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله
لا تتوهم أن الله لا يسمع ولا يرى..!
لا تتوهم أن الله يُهمل
الله يُمهل حتى ظن البعض أن الله لا يسمع ولا يرى
جل جلاله وتقدست أسماؤه وتعالت ذاته وتقدست صفاته
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(11)} الشورى
لا يعجل بعجلة أحد .. وليس أحد أغير على الحق وأهله منه ..
وليس أحد أغير على الموحدين.. وأهل التوحيد منه ..
وليس أحد أغير على الإسلام.. وأهل الإسلام منه جل جلاله..
يتبع بمشيئة الواحد الأحد
[/i]