جرينسبان: "الأزمة الراهنة تشبه تسونامي"
وصف ألان جرينسبان المحافظ الاسبق للمصرف المركزي الامريكي (الاحتياطي الفدرالي) الاضطراب الحالي الذي تشهده اسواق المال بانه "تسونامي ائتماني لا يحصل الا مرة في القرن."
وقال جرينسبان، الذي ترك منصبه في المصرف المركزي في عام 2006، في شهادة ادلى بها امام الكونجرس بواشنطن إن الازمة اصابته بالذهول.
واضاف المسؤول المالي الامريكي الاسبق ان قطاع الاسكان الامريكي لن يتعافى قبل مضي "اشهر عديدة."
ويشير منتقدو جرينسبان الى انه كان بإمكانه تفادي الازمة الراهنة لو كان شدد الانظمة التي تتحكم بنشاط السوق.
تنظيم
وكان جرينسبان يدلي بشهادته امام لجنة الرقابة والاصلاح الحكومي التابعة لمجلس النواب الامريكي.
واتهم رئيس اللجنة النائب الديمقراطي هنري واكسمان جرينسبان بأنه زاد الطين بلة بسبب رفضه المطالب بأن يشدد المصرف المركزي من اجراءات الرقابة والسيطرة على قطاع الرهون العقارية الثانوية وغيرها من الوسائط المالية ذات الخطورة العالية.
وقال واكسمان: "إن قائمة الاخطاء وسوء التقدير في عملية التنظيم طويلة جدا. فقد اصبح المسؤولون عن تنظيم السوق في الواقع متواطئون معه. كانت ثقتهم في حكمة السوق لا متناهية."
واضاف: "اصبح شعار المرحلة ان التنظيم الحكومي للاسواق شئ خاطئ."
وتعتبر واحدة من اهم الانتقادات التي يواجهها جرينسبان ابقائه على نسب الفائدة منخفضة لفترة اطول مما كان ينبغي، مما ادى الى فورة في اسعار العقارات تبين لاحقا انها عصية عن التحمل.
الا ان جرينسبان قال إنه اتخذ قرارا قد يكون خاطئا جزئيا باعتقاده ان مصلحة البنوك تقتضي حماية مساهميهم وودعائع هؤلاء المساهمين.
جهود حكومية
وتأتي تعليقات جرينسبان بينما تعاني اسواق المال من قدر كبير من عدم اليقين وسط مخاوف من ان تكون بعض الاقتصادات الرئيسية قد دخلت فعلا في مرحلة ركود.
فقد شهدت بعض البورصات وبعض العملات تقلبات كبيرة مما اجبر الحكومات على التدخل بضخ السيولة لانقاذ المصارف ودعم القطاع المالي.
ومن التطورات الاخيرة:
# تدخلت الحكومة الروسية لدعم الروبل بعد الانخفاض الكبير في اسعار النفط وانحسار الاستثمارات الاجنبية. وكانت احتياطات روسيا من الذهب والعملة الصعبة قد انخفضت في الاسبوع الماضي بحوالي 15 مليار دولار.
# المح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى امكانية تأسيس صندوق استثماري تديره الدولة يتولى حماية الشركات الوطنية ومساعدة الشركات الصغيرة التي تعاني من ضائقات مالية.
# البنك المركزي السويدي يحاول دعم اقتصاد البلاد عن طريق خفض نسبة الفائدة بـ 0,5 في المئة الى 3,75 في المئة. وقال البنك إنه ينوي خفض نسبة الفائدة مجددا خلال الاشهر الستة المقبلة.
# وفي خطوة غير متوقعه، قررت هنغاريا رفع نسبة الفائدة بـ 3 درجات مئوية الى 11,5 في المئة في محاولة لدعم عملتها الفورنت.
وكانت المؤشرات في الاسواق الآسيوية قد شهدت تدهورا ملحوظا الخميس وسط قلق المستثمرين من دخول العالم مرحلة ركود.
فقد انخفض مؤشر (كوسبي) في كوريا الجنوبية بنسبة 7,4 في المئة، ليصل الى ادنى مستوى له منذ شهر يوليو/تموز 2005، بينما انخفض مؤشر هانجسينج في هونجكونج بنسبة 4,7 في المئة ليصل الى ادنى مستوى منذ ابريل/نيسان 2005.
ولكن مؤشر الفاينانشال تايمز في لندن انهى تعاملات يوم الخميس على ارتفاع بلغ 1,16 في المئة بينما ارتفع مؤشر (كاك 40) في باريس بنسبة 0,38 في المئة وانخفض مؤشر (داكس) في فرانكفورت بنسبة 1,13 في المئة.
هرب الاموال
وشهدت كوريا الجنوبية وعدد آخر من الدول سحوبات كبيرة في رؤوس الاموال بسبب قيام المستثمرين بنقل استثماراتهم الى الخارج.
ويقول روبرت بستون المحرر المالي في بي بي سي إن هذه الظاهرة، التي تشهدها ايضا كل من هنغاريا وآيسلندا وباكستان، تمثل تطورا مقلقا للازمة المالية الدولية.
ويقول بستون إننا نشهد هروبا جماعيا لرؤوس الاموال من اقتصادات يعتقد المستثمرون انها كانت تنفق بشكل تجاوز قدرتها على السداد اما لاعتمادها الزائد على الديون الخارجية او لكونها كانت تستورد من البضائع والخدمات اكثر مما تصدر - او الحالتين معا.