ففى الطابق السابع بمقر وزارة العدل حيث تجرى تحقيقات جهاز الكسب غير المشروع، برئاسة المستشار عاصم الجوهرى، مع الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، الذى جلس عقب الاستماع إلى أقواله فى صالة الاستراحة ينتظر سيارة الترحيلات حتى تقوده إلى محبسه فى سجن طرة، وبدا عليه الإرهاق والتعب، مما دعاه لتناول بعض الأدوية حيث اتضح معاناته من آلام بالظهر.
وعند ترحيله ناداه أحد رجال الأمن «قم يا دكتور زكريا عربية الترحيلات فى انتظارك»، لكن عزمى رفض وطلب من الحراسة الانتظار لبعض الوقت حتى يسترد عافيته لكن طلبه قوبل بالرفض، وأمام ذلك اضطر عزمى لإرسال أحد أنصاره لشراء حزام للضهر، وأصر على عدم استقلال سيارة الترحيلات إلا بعد ارتدائه، وخلال دقائق معدودة حضر الرجل وفى يده حزام أسود لفه عزمى حول جسده ثم ذهب إلى سيارة الترحيلات.
أما هانى كامل مدير الإعلانات بدار أخبار اليوم وبعد أن فوجئ بقرار حبسه عقب تحقيقات استمرت معه لمدة 11 ساعة فى اتهامه باستغلال وظيفته فى التربح وجمع ثروات ضخمة، أرسل نجله لأحد محال «التوحيد والنور» لشراء «ترينج أبيض وكوتشى أبيض وفوطة» قبل أن يتم ترحيله مع عهدى فضلى إلى السجن.
أما الموقف الثالث فكانت بطلته نجلة ماجد الشربينى التى جاءت إلى مقر الوزارة، وفى يدها جاكت وحاولت عند ترحيل والدها بعد صدور قرار بتجديد حبسه على ذمة التحقيقات وانتظرته أسفل المبنى وبمجرد نزوله وضعت الجاكت أمام وجهه حتى لا يستطيع المصورون التقاط وجهه، وهو ما أثار استياء أحد موظفى الأمن بالوزارة، وحاول أخذ الجاكت منها قائلا لها: «سيبى وسائل الإعلام تصوره مش هو.....»، وقبل أن يكمل جملته اشتبكت معه وصممت على رفع الجاكت وظلت تصرخ فيه «بابا ما يتصورش كله إلا بابا».
وبعد قرار المستشارين محمود السبروت، وسامى زين، قاضيى التحقيق بتجديد حبس إيهاب العمدة عضو مجلس الشعب عن دائرة الزاوية الحمراء السابق، جلس العمدة فى ساحة الانتظار فى حالة ذهول وصدمة وظهرت على وجهه علامات الحزن، ودون مقدمات انهمرت الدموع من عينيه فجأة وأخذ يردد جملة «هو أنا عملت إيه لكل ده أنا برئ ومظلوم يا ناس»، وتدخلت زوجته وحاولت تهدئته، ثم اقتاده الحرس إلى سيارة الترحيلات.