أكد الفنان هاني رمزي أنه من أكثر الفنانين الذين تعرضوا للضغط من قبل النظام المصري السابق بسبب طبيعة أفلامه التي لم تكن تخلو من النقد السياسي والاجتماعي اللاذع.
وقال هاني في حواره مع جريدة "الوفد": "كنت من أوائل الفنانين الذين تصدوا لملف الفساد في مصر وكنت أحد المحرضين علي التمرد وقدمت أعمالاً كثيرة تناولت انتقاد الأوضاع الرديئة وتنبأت بانتفاضة كبيرة وثورة عارمة منها "ظاظا" و"عايز حقي" التي تناولت الخصخصة وبيع مصر بتراب الفلوس، وناديت مراراً وتكراراً من خلال أفلامي بحرية الرأي وكنت أدفع ثمن هذه الأعمال التي أقدمها للجمهور".
وأضاف هاني: "دائماً ما كانت الرقابة تعترض على أعمالي وحدثت صدامات عديدة معها وعانيت كثيراً منها لأنها كانت تنفذ أوامر النظام السابق، وأذكر أن فيلم "عايز حقي" ظل حبيس الأدراج فترة طويلة، وكنت ألجأ أحيانا إلى التصوير في سرية تامة وبدون الحصول على تصاريح وكأنني أقوم بعمل إجرامي وليس عملاً إبداعيا وازداد الأمر حدة بعد عرض الفيلم حيث تعرضت لانتقادات شديدة".
وتابع هاني قائلاً: "كنت بقول على نفسي عبيط علشان الفيلم يعدي، وكنت "أستعبط" في ردودي على الأسئلة حينما كانت توجه إلي قبل تصوير هذه الأعمال، وبما أنني أتحدث بحرية فلابد أن أشير إلى أن المشكلة لم تكن مع الرقابة فقط بل كانت مع النظام السابق ووزارة الداخلية التي كانت تتدخل كثيراً في أعمالي ومنها مثلاً: فيلم "نمس بوند" الذي اعترضت على إظهار صورة ضابط الشرطة بشكل يسيء له".
وعن رأيه في ثورة 25 يناير، قال هاني: "إحنا عايشين معجزة ربانية أرادها الله للشعب المصري المقهور الذي صرخ من الفقر والجهل واجتمع المصريون على كلمة واحدة وهي "كفاية ظلم"، وفعلاً سقطت دولة الفساد وانهار النظام وكان إسقاطه حلما بكل المقاييس، وأعتقد ان المرحلة القادمة ستكون أفضل بشرط تطهير مصر من الفاسدين أولا، وأنا سعيد جداً بهذه الثورة التي أعادت لمصر كرامتها وحريتها وأصوات الشباب التي تعالت تطالب بإقصاء الفساد من جذوره، ولم أكن أتخيل سقوط النظام أو تطهير مصر بأكملها من الفاسدين كما أنني لم أتوقع حجم الفساد الذي تم كشفه خلال الأيام الماضية".
واعتبر هاني ان ثورة 25 يناير ستكون نقلة في مجال صناعة السينما، وقال: "المرحلة المقبلة سوف تشهد حرية إبداع أكثر لأن النظام السابق راح بلا رجعة وذهبت معه أفكاره التي وقفت ضد حرية الفكر والتعبير، وأنا اعتبر ان الثورة لم تكتمل حتى الآن ونجاحها يحتاج لإعادة بناء مصر، وهذا يتطلب منا القيام بثورة من نوع مختلف من اجل تحقيق الاستقرار والتنمية، أما عن عملي الخاص بالثورة فسوف يكون مع السيناريست طارق عبد الجليل الذي قدمت معه أفلاما عدة مثل: "ظاظا" و"عايز حقي".
وأشار هاني إلى انه لم يحدد الآن من المرشح الذي سيمنحه صوته خلال انتخابات الرئاسة القادمة، كذلك أكد انه لم ينضم حتى الآن إلى أي حزب سياسي، وقال: "حتى الآن لم أحسم قراري بالانضمام لأي حزب وعندما أقرر الدخول في العمل السياسي سوف أقوم بإعلان ذلك للجميع.. وأنا حالياً في مرحلة اختيار الحزب الملائم لأنضم إليه".
وأكد هاني انه يقوم حالياً بإجراء التحضيرات النهائية لفيلمه الجديد "سامي أكسيد الكربون"، الذي من المقرر أن يعرض في دور العرض خلال الموسم الصيفي القادم.
ويعتبر الفيلم هو أول تعاون بين هاني رمزي والمخرج أكرم فريد، وهو من بطولة: درة وادوارد ويوسف فوزي وتاتيانا.
ويتناول الفيلم قصة سامي الذي يعمل طياراً ولا يعرف في حياته سوى عمله والسيدات وفجأة تظهر له طفلة تقلب حياته رأسا على عقب ويحدث العديد من المفارقات الكوميدية داخل الأحداث.