الاضطرابات المزاجية
: تعاني الكثير من البيوت الزوجية من حالة شد وجذب بين الزوج والزوجة سببها تغير الحالة المزاجية لأحدهما بسب عدة أوجه من الضغوطات. ومنها ضغوطات العمل أو التربية أو الوضع المادي، أو حتى أحيانا بسبب ضغوطات ناتجة عن تراكمات لإحباطات أو فشل في التجارب الحياتية لأحد الزوجين، مما يسبب حالة من التخبط المزاجي والذي ينتج عنه الكثير من المشكلات الأسرية.
في هذا التقرير يعرض موقع لها أون لاين بعض التساؤلات التي طرحت على الدكتور هاني الغامدي الرئيس العام للاتحاد العربي للاستشارات الاجتماعية والمستشار الأكاديمي للكلية الأوروبية للعلوم والتكنولوجيا. وكان هذا الحوار ضمن الحوارات الحية المهمة التي يقيمها الموقع بشكل دوري وقد أجاب سعادته على تساؤلات الجمهور الكريم كما يلي:
في بعض مراحل العمر يحدث لدى الزوجين تغيرات، فيحتاج البعض منهما لتفهم ظروفه من قبل الطرف الأخر، فحين يتفهم كلا منهما ما يمر به الآخر، ويتغاضى عن الأخطاء العفوية يمكن ألا يكون هناك مشكلات وخاصة في مراحل مختلفة تمر بها المرأة، من حمل ووضع وما شابه ذلك، وأيضا حين تمر بمرحلة انقطاع الطمث حيث تواجه المرأة ظروفا نفسية أحيانا صعبة وخاصة إذا لم تجد من الطرف الآخر تعاونا، وكذلك الطرف الآخر الذي هو الرجل، حيث يمر بظروف قد تجعل منه عرضة للاكتئاب أو مراحل المراهقة المتأخرة، ولكن هناك سؤالا قد تعاني منه المرأة كيف نتخطى تلك الاضطرابات أو نتجنبها؟
الجواب: تمر الحياة الزوجية بعدة مراحل، قد تعلو فيها أسهم المحبة أحياناً، وقد تشوبها بعض الاضطرابات بحسب الظروف والمشكلات الحياتية التي تمر على الزوج والزوجة، وب فإن الحب المتأصل فيما بينهما هو أهم ما سيجمع بين هذين الطرفين، ولكي يستمر الحب ويتم تفعيله في الحياة الزوجية، فهناك عدة عناصر أساسها وأولها: هو تبادل الاحترام بين الطرفين، وثانيها: هو تفهم أوضاع كل طرف، بمعنى أن تتفهم المرأة ماهية عالم الرجل، وأن يتفهم الرجل ماهية عالم المرأة.
وثالثاً: وهو الأهم، مخافة الله من قبل ومن بعد، وب ينزل الله البركة بقدرته سبحانه وتعالى على هذين الزوجين، وب يكونا قرة عين لبعضهما البعض، مما يجعل تفعيل الحب أمراً مستمراً، ويكون مردود ذلك هو الاستمرارية في الحياة الزوجية بفضل من الله.
ما سبب جفاء الزوج وعصبية الزوج الزائدة؟ و سب وشتم الزوجة لأسباب تافهة، وما سبب تعرف الزوج على فتيات للمواعدة فقط، رغم تقصيره في كافة الأمور الزوجية، وما سبب بخل الزوج على زوجته الثانية؟ وكرمه على الأولى، وما سبب ثقته الزائدة بنفسه لقوله: ألف امرأة تتمناه؟
الجواب: تشوب أحياناً الحياة الزوجية بعض الاضطرابات بسبب المشكلات التي قد تنتج من القلق أو الضغوط النفسية في العمل، أو النواحي المادية.. أو من تراكمات لبعض المشكلات التي قد يجد فيها الزوج أن البيت هو أفضل دائرة يفرِّغ فيها جامّ غضبه من شدة الحنق الذي أصابه جراء تلك الأحداث التي جرت خارج البيت، وب نجد أنّ هذا الزوج يمارس الكثير من الجفاء أو العصبية أو الممارسات التي قد تؤدي أحياناً إلى ممارسة العنف بشكليه اللفظي والجسدي.
وهنا فإنّ دور الزوجة هو دور مضاعف، بأن تحتضن هذا الزوج، وتجالسه لبحث القضايا التي ربما يعاني منها، مما يؤدي إلى تغيير وجهة نظره بأن البيت مكان لبحث الحلول وليس لتفريغ الغضب، ولكن لن يتم هذا الأمر من قبل الزوجة إلا إذا كانت على قدر واف من الفهم، لماهية عالم الرجل، والتجرُّد من الأنا الأنثوية والنظر إلى المصلحة العامة للمحافظة على تماسك البيت. فنصيحتي للأخت السائلة بأن تحاول قدر الاستطاعة أن تكون هي الوعاء الذي يحتضن هذا الرجل، والذي ربما أنه يعاني من الضغوطات التي ذكرنا، أو ربما أنها هي المتسببة بشكل أو بآخر في هذه الضغوطات دون أن تتنبه هي لذلك.
عندما يصبح زوجي في حالة مزاجية سيئة، ما أفضل الطرق الصحيحة علميا للتعامل معه؟
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ الإنسان حينما يغضب، فإنه إذا كان واقفاً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضجع، وحينما تم تحليل هذا الأمر من النهج السلوكي النبوي، بحسب مفاهيم علم النفس الحديثة، اكتشفوا بأنّ العقل يتوقع في حالة الغضب بأنّ الخطوة القادمة هي تفعيل أكبر لما هو عليه الحال، مثل: ممارسة العنف، أو الصراخ بشكل أعلى، أو خلافه... وأن من يمارس أمراً يخالف توقعات العقل بشكل فجائي، مثلما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، إنما كأنه يعكس تلك المروحة من الهواء المنطلق إلى الأمام، ليتحوّل ذلك الانطلاق إلى أمر لم يتوقعه العقل، ف تحدث السكينة الآنية بشكل يجعل العقل وفي جزء من الثانية يعيد صياغة الفكرة، وب يحدث الهدوء النفسي خلال ثوانٍ، ومن أفضل الأمور التي تتم من قبل الزوجة في هذه الحالة هي السكينة والهدوء وعدم المصادمة، وعدم طلب الحق (للأنا الأنثوية) في هذا الوقت، وب تكون هي الحاضن لهذا الرجل، خلال هذه الحالة المزاجية العارضة التي تمر عليه، والمرأة تحديداً هي أكثر علماً ومعرفة بماهية التقلبات المزاجية والتي تمر عليها خلال الدورة الشهرية، بحيث إنها تجد مزاجيتها متقلبة من لحظة لأخرى دونما سبب. إذن فوضعها للعذر لهذا الزوج هو من باب أولى؛ لكي تستمر الحياة الزوجية بالشكل الذي يرتضيه الطرفان
.
أنا مقبل بإذن الله على زواج، وظروف زوجي المادية ضعيفة جدا، كيف أتعامل مع هذا الوضع؟ و ما الأسباب التي تساعد على تقليل الاضطرابات بين الزوجين مع ظروف الحياة؟
لم ولن يكون الوضع المادي هو الأساس للحصول على السعادة الزوجية، فوجود المال هو أمر نسبي، وإذا فكرنا في الشعوب الأخرى من خلال أوضاعهم الاقتصادية، حسب حساباتنا التي نراها من حولنا، فإننا سنعتقد يقيناً بأنه لا يمكن لهم بأن يتزوجوا بأي حال من الأحوال، إذن يبقى أن نعلم أنّ المؤسسة الزوجية هي أمر ربّاني شرعي مطلوب، تكفل الله عزّ وجل بتيسيره، ويبقى على العباد وعلى الزوج والزوجة أن يتقيا الله في كل أمورهم، وسيجعل الله لهم هناءً وسعادة من حيث لا يحتسبون.
ما النصائح التي يمكن أن تُقدّم للزوجين أثناء مرور أحدهما بمثل هذه المشكلات النفسية، للزوج والزوجة؟
من أفضل ما يمكن أن يتم للزوجين خلال حياتهما الزوجية، هو أن يتواصلا مع مستشار أسري متخصص معروف، بحيث يقف الموقف الحيادي لمناقشة الأمور والسلوكيات والقرارات التي تتم في بيت الزوجية، ولا ضير أبداً وخصوصاً في وقتنا الحالي بأن يلجأ الزوج والزوجة إلى هذا المستشار بحيث يكون هو الشخص الذي سيقوّم المطلوب في الحياة الزوجية بين الزوج والزوجة، ولكن أحذر تحذيراً شديداً بأنه وللأسف هناك الكثير من المُدّعين ومن يعتقدون في أنفسهم بأنهم على دراية بالعمل الاستشاري الأسري، وأنصح بأن يتم التأكد مسبقاً من المستشار الذي سيلجؤون إليه، والتأكد من أهليته، مثلما هو الحال على موقعنا المبارك هذا، أو من خلال بعض الفضائيات أو المطبوعات التي تثبت احترافية هذا المستشار.
لماذا الرجل أصبح لا يكترث لدموع المرأة؟
بكل أسف فقد تغير السلوك الفردي في الزمن الحالي، وب أثر ذلك على كثير من المفاهيم الاجتماعية في دولنا العربية والإسلامية، مما حدا بالبعض ألا يرى الأمور بالطريقة التي كانت عليه قبل سنوات من وقتنا الحالي. فجعل بعض الأشخاص يتشككون حتى في سلوكيات من هم ضمن دائرة المحيط اللصيق لهم، فنجد أنه وعلى سبيل المثال بأن الزوج مهما حاول أن يبرئ نفسه من بعض السلوكيات أمام الزوجة، إلا أنها ما زالت تتشكك فيه، بحكم حجم المغريات التي تلف المجتمع الآن. وبشكل آخر فإن الرجل أيضاً لم يعد يرى تلك المصداقية في سلوكيات الأنثى، وب فإننا نجد أن درجة المصداقية بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية والحياة الأسرية لم تعد صافية البُعد مئة في المئة، وهو للأسف نتاج للكثير من التأثرات التي تأتي من خلال الفضائيات والقصص التي نشاهدها ونسمعها عبر الإعلام وقصص المجتمع من يوم لآخر.
ومن جهة أخرى فإنه وبالنسبة لقصور الرجل في الاهتمام بدموع المرأة، فإنّ الرجل في الزمن الحالي أصبح يعاني من الكثير من الصراعات التي تجعل تفكيره يلتفت لأمور محاولة البقاء، من أمور اقتصادية ومادية، وخلافه، ونصيحتي للأخت السائلة بأن تتقرّب من الزوج من خلال تفعيل (قدراتها أو مهاراتها) الأنثوية من قبلها، مما يجعل هذا الزوج يلتفت لها دون استخدام سلاح الدموع؛ لأنه لم يعد ذلك السلاح الذي تعتمد عليه المرأة بالشكل الذي تعتقده فيه.
: تعاني الكثير من البيوت الزوجية من حالة شد وجذب بين الزوج والزوجة سببها تغير الحالة المزاجية لأحدهما بسب عدة أوجه من الضغوطات. ومنها ضغوطات العمل أو التربية أو الوضع المادي، أو حتى أحيانا بسبب ضغوطات ناتجة عن تراكمات لإحباطات أو فشل في التجارب الحياتية لأحد الزوجين، مما يسبب حالة من التخبط المزاجي والذي ينتج عنه الكثير من المشكلات الأسرية.
في هذا التقرير يعرض موقع لها أون لاين بعض التساؤلات التي طرحت على الدكتور هاني الغامدي الرئيس العام للاتحاد العربي للاستشارات الاجتماعية والمستشار الأكاديمي للكلية الأوروبية للعلوم والتكنولوجيا. وكان هذا الحوار ضمن الحوارات الحية المهمة التي يقيمها الموقع بشكل دوري وقد أجاب سعادته على تساؤلات الجمهور الكريم كما يلي:
في بعض مراحل العمر يحدث لدى الزوجين تغيرات، فيحتاج البعض منهما لتفهم ظروفه من قبل الطرف الأخر، فحين يتفهم كلا منهما ما يمر به الآخر، ويتغاضى عن الأخطاء العفوية يمكن ألا يكون هناك مشكلات وخاصة في مراحل مختلفة تمر بها المرأة، من حمل ووضع وما شابه ذلك، وأيضا حين تمر بمرحلة انقطاع الطمث حيث تواجه المرأة ظروفا نفسية أحيانا صعبة وخاصة إذا لم تجد من الطرف الآخر تعاونا، وكذلك الطرف الآخر الذي هو الرجل، حيث يمر بظروف قد تجعل منه عرضة للاكتئاب أو مراحل المراهقة المتأخرة، ولكن هناك سؤالا قد تعاني منه المرأة كيف نتخطى تلك الاضطرابات أو نتجنبها؟
الجواب: تمر الحياة الزوجية بعدة مراحل، قد تعلو فيها أسهم المحبة أحياناً، وقد تشوبها بعض الاضطرابات بحسب الظروف والمشكلات الحياتية التي تمر على الزوج والزوجة، وب فإن الحب المتأصل فيما بينهما هو أهم ما سيجمع بين هذين الطرفين، ولكي يستمر الحب ويتم تفعيله في الحياة الزوجية، فهناك عدة عناصر أساسها وأولها: هو تبادل الاحترام بين الطرفين، وثانيها: هو تفهم أوضاع كل طرف، بمعنى أن تتفهم المرأة ماهية عالم الرجل، وأن يتفهم الرجل ماهية عالم المرأة.
وثالثاً: وهو الأهم، مخافة الله من قبل ومن بعد، وب ينزل الله البركة بقدرته سبحانه وتعالى على هذين الزوجين، وب يكونا قرة عين لبعضهما البعض، مما يجعل تفعيل الحب أمراً مستمراً، ويكون مردود ذلك هو الاستمرارية في الحياة الزوجية بفضل من الله.
ما سبب جفاء الزوج وعصبية الزوج الزائدة؟ و سب وشتم الزوجة لأسباب تافهة، وما سبب تعرف الزوج على فتيات للمواعدة فقط، رغم تقصيره في كافة الأمور الزوجية، وما سبب بخل الزوج على زوجته الثانية؟ وكرمه على الأولى، وما سبب ثقته الزائدة بنفسه لقوله: ألف امرأة تتمناه؟
الجواب: تشوب أحياناً الحياة الزوجية بعض الاضطرابات بسبب المشكلات التي قد تنتج من القلق أو الضغوط النفسية في العمل، أو النواحي المادية.. أو من تراكمات لبعض المشكلات التي قد يجد فيها الزوج أن البيت هو أفضل دائرة يفرِّغ فيها جامّ غضبه من شدة الحنق الذي أصابه جراء تلك الأحداث التي جرت خارج البيت، وب نجد أنّ هذا الزوج يمارس الكثير من الجفاء أو العصبية أو الممارسات التي قد تؤدي أحياناً إلى ممارسة العنف بشكليه اللفظي والجسدي.
وهنا فإنّ دور الزوجة هو دور مضاعف، بأن تحتضن هذا الزوج، وتجالسه لبحث القضايا التي ربما يعاني منها، مما يؤدي إلى تغيير وجهة نظره بأن البيت مكان لبحث الحلول وليس لتفريغ الغضب، ولكن لن يتم هذا الأمر من قبل الزوجة إلا إذا كانت على قدر واف من الفهم، لماهية عالم الرجل، والتجرُّد من الأنا الأنثوية والنظر إلى المصلحة العامة للمحافظة على تماسك البيت. فنصيحتي للأخت السائلة بأن تحاول قدر الاستطاعة أن تكون هي الوعاء الذي يحتضن هذا الرجل، والذي ربما أنه يعاني من الضغوطات التي ذكرنا، أو ربما أنها هي المتسببة بشكل أو بآخر في هذه الضغوطات دون أن تتنبه هي لذلك.
عندما يصبح زوجي في حالة مزاجية سيئة، ما أفضل الطرق الصحيحة علميا للتعامل معه؟
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ الإنسان حينما يغضب، فإنه إذا كان واقفاً فليجلس، وإذا كان جالساً فليضجع، وحينما تم تحليل هذا الأمر من النهج السلوكي النبوي، بحسب مفاهيم علم النفس الحديثة، اكتشفوا بأنّ العقل يتوقع في حالة الغضب بأنّ الخطوة القادمة هي تفعيل أكبر لما هو عليه الحال، مثل: ممارسة العنف، أو الصراخ بشكل أعلى، أو خلافه... وأن من يمارس أمراً يخالف توقعات العقل بشكل فجائي، مثلما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، إنما كأنه يعكس تلك المروحة من الهواء المنطلق إلى الأمام، ليتحوّل ذلك الانطلاق إلى أمر لم يتوقعه العقل، ف تحدث السكينة الآنية بشكل يجعل العقل وفي جزء من الثانية يعيد صياغة الفكرة، وب يحدث الهدوء النفسي خلال ثوانٍ، ومن أفضل الأمور التي تتم من قبل الزوجة في هذه الحالة هي السكينة والهدوء وعدم المصادمة، وعدم طلب الحق (للأنا الأنثوية) في هذا الوقت، وب تكون هي الحاضن لهذا الرجل، خلال هذه الحالة المزاجية العارضة التي تمر عليه، والمرأة تحديداً هي أكثر علماً ومعرفة بماهية التقلبات المزاجية والتي تمر عليها خلال الدورة الشهرية، بحيث إنها تجد مزاجيتها متقلبة من لحظة لأخرى دونما سبب. إذن فوضعها للعذر لهذا الزوج هو من باب أولى؛ لكي تستمر الحياة الزوجية بالشكل الذي يرتضيه الطرفان
.
أنا مقبل بإذن الله على زواج، وظروف زوجي المادية ضعيفة جدا، كيف أتعامل مع هذا الوضع؟ و ما الأسباب التي تساعد على تقليل الاضطرابات بين الزوجين مع ظروف الحياة؟
لم ولن يكون الوضع المادي هو الأساس للحصول على السعادة الزوجية، فوجود المال هو أمر نسبي، وإذا فكرنا في الشعوب الأخرى من خلال أوضاعهم الاقتصادية، حسب حساباتنا التي نراها من حولنا، فإننا سنعتقد يقيناً بأنه لا يمكن لهم بأن يتزوجوا بأي حال من الأحوال، إذن يبقى أن نعلم أنّ المؤسسة الزوجية هي أمر ربّاني شرعي مطلوب، تكفل الله عزّ وجل بتيسيره، ويبقى على العباد وعلى الزوج والزوجة أن يتقيا الله في كل أمورهم، وسيجعل الله لهم هناءً وسعادة من حيث لا يحتسبون.
ما النصائح التي يمكن أن تُقدّم للزوجين أثناء مرور أحدهما بمثل هذه المشكلات النفسية، للزوج والزوجة؟
من أفضل ما يمكن أن يتم للزوجين خلال حياتهما الزوجية، هو أن يتواصلا مع مستشار أسري متخصص معروف، بحيث يقف الموقف الحيادي لمناقشة الأمور والسلوكيات والقرارات التي تتم في بيت الزوجية، ولا ضير أبداً وخصوصاً في وقتنا الحالي بأن يلجأ الزوج والزوجة إلى هذا المستشار بحيث يكون هو الشخص الذي سيقوّم المطلوب في الحياة الزوجية بين الزوج والزوجة، ولكن أحذر تحذيراً شديداً بأنه وللأسف هناك الكثير من المُدّعين ومن يعتقدون في أنفسهم بأنهم على دراية بالعمل الاستشاري الأسري، وأنصح بأن يتم التأكد مسبقاً من المستشار الذي سيلجؤون إليه، والتأكد من أهليته، مثلما هو الحال على موقعنا المبارك هذا، أو من خلال بعض الفضائيات أو المطبوعات التي تثبت احترافية هذا المستشار.
لماذا الرجل أصبح لا يكترث لدموع المرأة؟
بكل أسف فقد تغير السلوك الفردي في الزمن الحالي، وب أثر ذلك على كثير من المفاهيم الاجتماعية في دولنا العربية والإسلامية، مما حدا بالبعض ألا يرى الأمور بالطريقة التي كانت عليه قبل سنوات من وقتنا الحالي. فجعل بعض الأشخاص يتشككون حتى في سلوكيات من هم ضمن دائرة المحيط اللصيق لهم، فنجد أنه وعلى سبيل المثال بأن الزوج مهما حاول أن يبرئ نفسه من بعض السلوكيات أمام الزوجة، إلا أنها ما زالت تتشكك فيه، بحكم حجم المغريات التي تلف المجتمع الآن. وبشكل آخر فإن الرجل أيضاً لم يعد يرى تلك المصداقية في سلوكيات الأنثى، وب فإننا نجد أن درجة المصداقية بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية والحياة الأسرية لم تعد صافية البُعد مئة في المئة، وهو للأسف نتاج للكثير من التأثرات التي تأتي من خلال الفضائيات والقصص التي نشاهدها ونسمعها عبر الإعلام وقصص المجتمع من يوم لآخر.
ومن جهة أخرى فإنه وبالنسبة لقصور الرجل في الاهتمام بدموع المرأة، فإنّ الرجل في الزمن الحالي أصبح يعاني من الكثير من الصراعات التي تجعل تفكيره يلتفت لأمور محاولة البقاء، من أمور اقتصادية ومادية، وخلافه، ونصيحتي للأخت السائلة بأن تتقرّب من الزوج من خلال تفعيل (قدراتها أو مهاراتها) الأنثوية من قبلها، مما يجعل هذا الزوج يلتفت لها دون استخدام سلاح الدموع؛ لأنه لم يعد ذلك السلاح الذي تعتمد عليه المرأة بالشكل الذي تعتقده فيه.