ليس الأصل في الكيان الإسلامي أن تكون مصر دولة أوتكون السودان دولة أوتكون اليمن دولة أوتكون فلسطين دولة ... بل الأصل أن تكون كل واحدة من هذه الكيانات ولاية تابعة للدولة الإسلامية المتحدة، (دولة الخلافة) بالتعريف الإسلامي، التي تخضع لحاكم واحد، فتكون دولة قوية تخيف من يفكر في الاقتراب منها.
لكن كل كيان من الكيانات الصغيرة يحلو له ان يؤسس دولة، فالحاكم ليس لديه الرغبة في الانضمام إلى كيان أكبر، والمحكوم سعيد بهذا؛ فالمصري يقول: أنا مصري وأفتخر ومفيش زيي وأنا أم الدنيا، والكويتي يقول: أنا كويتي وأفتخر، والسوري يقول: أنا سوري وأفتخر ...
ونقول: الجماهيرية الليبية.. جمهورية مصر.. دولة البحرين.. دولة قطر.. شيء عجيب حقا!!
ما الداعي لاستقلال هذه الكيانات؟!!
الشعوب في هذه الكيانات مسؤولة عن إثارة النزعة الاستقلالية عن الكيان الإسلامي الكبير، لأنها تعتز بالوطن قبل الدين الذي هو مرتكز صلة الإنسان بخالقه -سبحانه-، فنجد عشاق الوطن يقولون: أموت عشانك يا مصر .. نقاتل من أجل ليبيا .. ليس هذا فحسب، بل كانوا يقولون: نفديك يا جمال.. نفديك يا مبارك .. والرئبس جمال والرئيس مبارك من طواغيت الأمة.
وعندما مات حسين بن طلال ملك الأردن بكوا عليه وقالوا: لم يحب شعب حاكمه كما أحب الأردنيون حسينا، وعندما مات حافظ الأسد قالوا: لم يحب شعب حاكمه كما أحب السوريون حافظا..
على المسلمين أن يجعلوا الأولوية للرابط الديني بينهم؛ حتى يمن الله عليهم بالدولة الكبرى، ولا مانع لحب الوطن والاعتزاز به، لكن حب الوطن لا يعلو على حب الوحدة الإسلامية، قال الله -تعالى-: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون).