حلقات:الخلع عليك هو المكتوب..يا ولدي
الخلع الرابع
طباخ الخلع.....
__________
بعد أن أجتاز قاضينا باب المحكمة الرئيسى متجها الى مكتبة ..قابلة
الأستاذ فتحى عمار المحامى بأبتسامتة العريضة التى تظهر وسامتة
وبشاشة وجهه ..وهو رجل تخطى الأربعين ..أبيض البشرة ..مبالغ
فى شياكة مظهرة ..مادا يدة مرحبا بقاضينا ..أبتسم قاضينا بخبث..
وصافحة ..
- صباح الخير.. أستاذ فتحى ..أكيد عندك قضية خلع النهاردة.
- تمام سعادتك ..
- وطبعا لقمتها الأسطوانة أياها ..اللى بتتكرر على لسان كل موكلاتك..
- يا أفندم أسطوانة أية بس ..
- دة أنا حفظتها يا متر ..تحب أسمعهالك ..ولا على أية ما أحنا
هنسمعها فى مرافعتك دلوقتى ..
- واللة سيادتك ظالمنى ..ودة كلام الخالعة.. أنا باخدة من طرف لسانها ..ووصلة لسيادتك.. بأمانة المهنة وشرفها ..
- عايز تفهمنى أن كل موكلاتك ..عندهم نفس أسباب الخلع ..
ألا مفيش واحدة قالت حاجة جديدة ..معقولة دى.. يا متر..
- صدفة سيادتك واللة ..صدفة ..
- صدفة غريبة قوى يا متر .. والأغرب تصميم موكلاتك على
الخلع بأستماتة مذهلة ..ومهما حاولت أخليهم يراجعوا نفسهم
ولا يفكروا شوية ..أبدا ..يصمموا أكتر ..نفسى أعرف السر
اللى ورا.. تصميمهم دة ..
- لا سر ولا حاجة سيادتك ..دة م اللى شافوة من قهر وظلم وأهانة على أيد رجالتهم ..المفترية ..الوحوش.. أبتسم القاضى ودخل حجرتة ..وتناول فنجان قهوتة ثم خرج متجهاالى قاعة المحكمة ..وجلس على المنصة وطلب من الحاجب أن ..ينادى على القضية الأولى ..أتجة فتحى الى المنصة وبجانبة أمرأة تخطت الثلاثين من عمرها..جميلة ..ممشوقة القوام فى أنوثة طاغية
نظر أليها قاضينا وهو يهمس لنفسة ..
- هو كل موكلاتة كدة..ذى القمر..مفيش مرة واحدة يترافع عن واحدة..نص لبة.. الجدع دة وراة سر لازم أعرفة ..
يقدم فتحى التوكيل ..ويبدأ فى المرافعة ..فيوقفة قاضينا بأشارة من
يدة ..ويوجة حديثة للمرأة ..
- أنا عايز أسمع منك أنتى الأول يا هانم ..وبعدين المتر ..لأنى حافظ
مرافعاتة صم ..أتفضلى يا هانم قوليلى ..أنتى عايزة تخلعى جوزك
لية ..
ترتبك المرأة ..وتنظر الى فتحى مستنجدة بة ..فيهمس فى أذنها ..
فتهز المرأة رأسها وهى تستمع الية ..فيقاطعهما قاضينا..
- أنت بتغششها ..ولا أية ..
- ابدا سعادتك ..موكلتى خجولة جدا ..ولا تستطيع مواجهه سعادتكم ..ولذلك وكلتنى لتوضيح ما عانتة وقاستة.. مع هذا الرجل المفترى ..
- يعنى مفيش فايدة ..حضطر أسمع أسطوانتك ..أسف أقصد مرافعتك
أتفضل يا أستاذ فتحى ..أشنف أذاننا..
نظر فتحى الى المرأة وغمز لها ..ولمحة قاضينا فأبتسم حين رأى
المرأة تهز رأسها لفتحى وتخرج منديل من شنطة يدها..وتبدأ الدموع
تسح من عينيها بغزارة.وهى تمسحها بمنديلها..فيردد قاضينا ضاحكا
- جديدة حكاية المنديل والدموع دى.. يا متر ..
- أنها دموع المهانة و الحسرة والندم .. دموع أمرأة ..عاشت سنوات من الحرمان من حقوقها كأمرأة وأنثى ..مع رجل عاجز
أن يعطيها حقها كزوج ..وتحملت على أمل شفاءة ..سنوات من
الحرمان ..تقاوم فية أغراء شياطين الأرض ..وذئابها..
يشير لة قاضينا بيدة ..بالتوقف..
- كفاية كدة يا أستاذ ..بقية الأسطوانة أنا حافظها صم ..
ينظر قاضينا الى المرأة ..
- وطبعا أنتى مصممة على خلعة ..مفيش فرصة للتفاهم خالص..
فتهز المرأة رأسها بالموافقة ..وهى ما زالت تبكى بحرقة تمزق
القلب ..يؤجل قاضينا الجلسة للنطق بالحكم ..
يضع فتحى يدة على كتف المرأة وهو يواسيها ..ويجلسها فى
ركن القاعة وهو ..يحاول تهدئتها ..
ويطلب قاضينا من الحاجب أن ينادى ..على القضية .. فينادى الحاجب ..
- القضية الثانية المرفوعة من السيدة..كوثر الجناينى ..بخلع ..السيد
فتحى محمود عمار ..
تتقدم الى المنصة سيدة محتشمة فى مظهرها ..ذات جمال هادئ ..تخطت الثلاثين من عمرها ..ينظر قاضينا اليها فى أحترام ..
- مفيش محامى معاكى يا هانم ..
- لا يا فندم.. أنا حتكلم عن نفسى ..
- وزوجك ..حاضر معانا فى الجلسة ..عشان نسمعة..
- أيوة ..وهو اللى كان بيترافع قدام حضرتك دلوقتى ..
- مين ..الأستاذ فتحى ..دة أنا قلت تشابة أسماء ..
كان فتحى ما زال منهمكا فى مواساة المرأة ..حين سمع صراخ
قاضينا علية ..فنظر ناحية المنصة ..وحين رأى كوثر ..أبعد المرأة من جانبة بدفعة شديدة ..وجرى ناحية المنصة فزعا ..
- أية يا كوثر خير ..حصل حاجة للعيال ..طمنينى..
يبتسم قاضينا فى شماتة لم يستطع أن يداريها ..
- أطمن يا أستاذ فتحى..محصلش حاجة للعيال..دة حصل لأبو العيال
الست حرمكم المصون ..عايزة تخلع حضرتك ..
- نعم تخلعنى أنا ..هو اللى بنعملة فى الناس ..هيتعمل فينا ولا أية
- شوفى يا ست ثريا ..أنا عايزك تاخدى راحتك على الأخر ..بعبعى
باللى فى قلبك كلة ..
تبدأ كوثر فى البكاء وتخرج منديلا من شنطتها وتمسح دموعها ..
- أأقول لسيادتك ..أية ..ولا أية ..
- طب أهدى وبطلى عياط ..وأمسحى دموعك ..
- دى دموع المهانة والحسرة والندم ..دموع ست بتقاسى من الحرمان من حقوقها الشرعية ..كزوجة وأنثى ..
يصرخ فتحى
- نعم يا ختى ..حقوقك كأنثى ..أمال اللى حصل بنا أمبارح دة
كان أية ..دور كوتشينة ..
- فعلا يا حضرة القاضى ..وهو أعترف دلوقتى أمام عدالتكم ..أن ليالينا الشرعية .. بنقضيها فى لعب ..البصرة ..أو الشايب..
يبتسم القاضى ..وقد بدأ وجة فتحى الأبيض يحمر خجلا وصوتة يرتعش..وسألها مبتسما..
- ومين اللى كان بيغلب التانى ..
- متصدقهاش سعادتك ..وأنا حثبت لك كدبها ..أسألها كدة ..لو أنا
صحيح عاجز ..طب هية جابت التلت عيال دول أزاى ..
- أنا أشرح لسيادتك ..أنا لما أتجوزتة ..كان فلة ..شمعة منورة ..
راجل بكل معنى الكلمة ..لكن من يوم القطة السودة ..
- قطة ..قطة أية يا كوثر ..
- القطة السودة يا حبيبى ..اللى طلعت لك فى الضلمة تحت بير السلم..ومن يومها واللى جرالة ميتحكيش ..الخضة ضيعت كل
حاجة ..وعشت من بعدها فى حرمان ..ولعب الكوتشينة ..
- كدب ..كل دة كدب ..أوعى تصدقها سيادتك ..كل دة كدب وأفترا
يهز القاضى رأسة ..
- يعنى أنت عايزنى..أصدق كل اللى بتقولة موكلاتك.. وأكدب مراتك..الست المحترمة الوقورة دى..
يبتسم قاضينا لكوثر ..وقد أنهار فتحى وبدأت يدة ترتعش ..
- أنا عايز أسألك سؤال مباشر ..أنتى مصممة على خلعة ..لأن أنا ..
حاسس أن فية حاجة غريبة و مش طبيعية فى كلامك ..
- أنا فعلا عملت دة كلة..عشان أدوقة من اللى بيطبخة للناس..دة يشوف
واحدة حلوة.. يريل عليها ..ويخالف ضميرة وشرف مهنتة ..ويقعد
يحفظها اللى تقولة..والبجح ييجى ..يحكيلى كل حاجة ..ويفتخر بنفسة
أنة عمرة ما خسر قضية خلع ..
يضحك قاضينا ..
-أفهم من كدة .. أنك بتحسسية باللى ..حسس بية كل زوج ..أدعى علية ..بالكدب ..وخرب بيتة .. أنا أحيكى يا هانم على الخطة الذكية دى ..
وبكرر سؤالى ..أنتى مصممة على خلعة ..ولا كفاية علية كدة
-أنا مستعدة أتنازل عن.. خلعة ..لوتاب و أتعهد قدام حضرتك ..
أنة حيراعى ضميرة وشرف مهنتة ..عشان ولادة يفتخروا بية...
وأنا قلبى اللى الغيرة كلتة ..يرتاح ويهدى ..
ينظر قاضينا الى فتحى المنهار ..
- قلت أية يا متر ..تتوب ..ولا ..تتخلع..
- أتوب ..أتوب ..توبة نصوحة..
يضحك قاضينا عاليا وهو يردد..
- بعد كدة مش حنقول ..طباخ السم بيدوقة ...حنقول..
طباخ الخلع ..بيدوقة ..
نهاية الخلع الرابع