نادرا ان نجد المدرب العام لاى نادى مصرى ان يكون اجنبيا وفى هذا الحوار سنتعرف اكتر على بيدرو مساعد جوزيه فهو
قليل الكلام، إلا أن من يتردد على النادي الأهلي كثيراً يعلم أنه شخصية ودودة للغاية و يقبل الحديث مع أي شخص و متعاون و ودي لأقصى درجة، في الوقت ذاته يتميز بيدرو باحترافية شديدة جداً و يعلم جيداً كيف يفصل بين وقت الفراغ و وقت العمل، بين أوقات المزاح و أوقات الجد .. و إذا كان مانويل جوزيه معروفاً لدينا كجماهير الكرة المصرية بشكل عام لما لديه من رصيد و إنجازات حققها بين جدران القلعة الحمراء، فإن بيدرو لايزال يبدأ مشواره معنا، مشوار قد لا يعلم أحد طول مدته .. لذا كان لابد أن نتعرف عن قرب، من هو بيدرو ؟ ما تاريخه مع كرة القدم ؟ و قبل هذا كله من هو بيدرو الإنسان ؟
بيدرو، دعنا نبدأ ببداية مشوارك الكروي، كيف اتجهت لكرة القدم ؟
بدأت أولاً برياضة الكرة الطائرة في عمر الثالثة عشرة، لعبتها لمدة عام واحد ثم اتجهت بعد ذلك لكرة القدم .. بدأت في نادي بوافيستا التابع لمدينة بورتو، لعبت في أندية عديدة و عدت للنادي أكثر من مرة، إلى أن أنهيت مشواري الكروي في نادي بلنسيس التابع لمدينة لشبونة، و مررت أيضاً بنادي مادورا من لشبونة.
هل شجعتك عائلتك على ممارسة كرة القدم أم أنهم كانوا ضد الفكرة ؟
كانوا مساندين لي بالطبع، و كان لي أخ آخر يلعب كرة القدم بجانب الدراسة .. و اشترط أبي علي أنه إذا أردت لعب كرة القدم فعلي أخذ الأمر على محمل الجد و ليس على سبيل اللعب، بل أن أفكر فيها كمهنة و كمحترف، حتى أن أخي فضل أن يكون تركيزه في الدراسة بينما كان تفضيلي هو أن أتفرغ لكرة القدم.
أي فترة في مشوارك الكروي تعتبرها أفضل فتراتك ؟
بالنسبة لي أعتقد أن كل مشواري الكروي كان رائعاً لأني أستمتع كثيراً بلعب الكرة و أحب هذا الإحساس جداً، بالطبع كانت هناك عدة مواسم أفضل من نظيراتها لكن في النهاية استمتعت بكل المواسم.
أعرف أنك لعبت كمدافع، كيف اخترت مركزك ؟
في البداية كنت ألعب كلاعب وسط مدافع، لكن في أحد المباريات كنا نواجه بورتو و كانت مباراة كبيرة، و غاب المدافع عن المباراة و قرر المدرب إشراكي في مركز المساك و أجدت بشدة، و عندما عاد زميلي المدافع للمباريات من جديد قرر المدرب إشراكه كلاعب وسط مدافع بدلاً مني و ب عكسنا مراكزنا و أصبحت أنا المدافع و هو لاعب الوسط، و أحياناً كان يحتاجني المدرب في مراكز أخرى و كنت دائماً لا مشكلة لدي في ذلك فلعبت أيضاً في مركز الظهير الأيمن و الظهير الأيسر.
هل كنت تلعب بقدمك اليمني أم اليسرى ؟
اليمنى، لكني كنت ألعب في جبهتي الملعب اليمنى و اليسرى.
إذاً أنت عاشق لنادي بوافيستا البرتغالي ؟
هو الفريق الذي ولدت فوجدت والدي و جدي يعشقانه و عائلتي بالكامل، كما أن جدي لعب مع الفريق لفترة أيضاً و كان النادي الذي أشجعه في طفولتي، لكن عندما تتجه للاحتراف تنسى أو تتناسى تلك الانتماءات، و تدافع عن ألوان القميص الذي ترتديه دون النظر لأي شيء آخر، لأنك لابد أن تؤدي مهنتك بأمانة و إخلاص مهما كانت الظروف أو العواطف.
و كيف أنهيت مشوارك الكروي ؟
قبل اعتزالي بموسمين بدأت تتناوب علي إصابات الركبة، و كان عرض النادي علي لتجديد تعاقدي غير مرضي بالنسبة لي و شعرت أنه حان الوقت للتوقف.
ثم اتجهت بعد ذلك للتدريب ؟
ليس مباشرةً، بل مكثت لعامين كاملين أقوم بدراسات مكثفة في التدريب كي أصبح مدرباً متمكناً، و ذهبت للجامعة و درست إدارة رياضية أيضاً، و أثناء فترة الجامعة و دراستي للإدارة الرياضية و كانت مدتها 4 سنوات جاءني عرض من أحد المدربين و كنت قد لعبت تحت قيادته لبعض الوقت، أن أعمل معه كمدرب عام و عملت معه في نادي أكاديميكا البرتغالي، ثم عملت فترة في نادي مادورا الذي لعبت فيه كلاعب مسبقاً، ثم تلقيت عرضاً بعد ذلك من نادي بوافيستا للعمل كمدرب عام أيضاً و بالفعل قبلت العرض، ثم قبل النهاية بثلاثة أسابيع تقدم المدير الفني باستقالته و توليت مهمة المدير الفني حتى نهاية الموسم، بعد ذلك تعاقد بوافيستا مع مدرب آخر و هو مدرب باناثانايكوس حالياً و عملت معه كمدرب عام و بعد ما يقترب من 12 مباراة تقريباً تمت إقالته و قررت الرحيل معه و اتخذت قراراً بأن أصبح مديراً فنياً.
و على أي أساس بنيت قرارك بأن تصبح مديراً فنياً ؟
كنت أرغب في بداية المشوار، شعرت أنني نلت عدد من الخبرات و جاءني عرض من إحدى الفرق في الدرجة الثانية و بالنسبة لي لم يكن لدي مشكلة في العمل في الدرجة الثانية كبداية، أردت أن أظهر قدراتي كمدرب و الطريف أن العرض جاءني من نادي أشبينيو و هو أول نادي قاده مانويل جوزيه كمدرب و هو النادي الذي اعتزل فيه كلاعب، ليس نادي كبير لكنه نادي له اسم و له تاريخ، ربما كانت الظروف هناك لا تساعد على الصعود، لكن كنت أعلم أنها ستكون تجربة مفيدة إلى أن تلقيت دعوة من مانويل جوزيه للعمل معه في منتخب أنجولا.
و رضيت أن تعود للوراء من جديد من مدير فني لمدرب عام ؟
في ذلك الوقت لم أكن أفكر على الإطلاق في العمل كمدرب عام، لكن الدعوة من مانويل جوزيه أمر مختلف، جوزيه مدرب كبير و العرض الذي تلقيته كان العمل كمدرب عام مع جوزيه في منتخب أنجولا الذي كان سيستضيف كأس الأمم الأفريقية في ذلك الوقت و هو حدث كبير، فكرت وقتها و قلت لنفسي أنه بالرغم من تعارض ذلك مع الخطة التي وضعتها لنفسي لكن العرض جيد و العمل مع جوزيه سيضيف لي كثيراً و يعتبر فرصة جيدة، ثم دعاني مانويل للعمل معه في اتحاد جدة ثم هنا في النادي الأهلي.
كيف بدأت معرفتك بمانويل جوزيه ؟
عندما كنت لاعباً كان مدربي في أحد الفترات في بوافيستا لمدة ثلاث سنوات و كان يعرفني جيداً، لكن عندما تلقيت دعوته للعمل معه لم أكن على علاقة به في ذلك الوقت و كان يعرفني فقط من الفترة التي لعبتها معه في بوافيستا كلاعب، كان يعرفني جيداً و يعرف شخصيتي و طبيعتي في العمل و تابع عملي كمدير فني في أشبينيو في الدرجة الثانية، و عندما عملنا معاً أعجبه عملي و استمر عملنا سوياً.
حدثني عن شخصية مانويل جوزيه صفتك أحد المقربين له، خاصة أن الجميع يراه في التلفاز مدرب جاد، عصبي أحياناً ..
مثل كل الناس العاديين، و مثلما يعشقه الجميع هنا من جمهور الأهلي و من جماهير الأندية الأخرى، مانويل شخصية رائعة، و إنسان قبل أي شيء، لكن عندما يأتي الأمر للعمل فهو لا يعرف المزاح و يكون جاد جداً، و هو أمر رائع .. من الممكن أن يمزح معنا و مع اللاعبين في الأوقات المناسبة لذلك، بعيداً عن ذلك فهو شخص عادي مثل كل الناس الذين تراهم في كل مكان، و أعتقد أن أهم صفاته أنه عادل و هو أمر هام جداً بالنسبة للجميع و خاصة اللاعبين.
كيف ترى شعبيته الجارفة في مصر .. ماذا كان انطباعك عندما رأيت ذلك ؟
أمر لا يصدق .. لم أر في حياتي كلها شيئاً مثل هذا .. كان دائماً ما يروي لي هو و فيدالجو هذا الأمر و يخبرني بحجم شعبيته في مصر، و ذات مرة جئت إلى مصر معه و معي مدرب حراس المرمى لاتحاد جدة و برازيلي الجنسية و اسمه ماريو، جئنا في سبتمبر قبل أن نعمل هنا و كنا في زيارة سياحية فقط بناءً على اقتراحه خاصة أنه أراد أن يزور أصدقائه و يرينا البلد، و عندما جئت لما أصدق ما رأيت .. لم أتوقع ذلك مطلقاً رغم أنه كان يروي لي ذلك .. العلاقة بينه و بين الجماهير رائعة و مدهشة، حتى أن زميلنا ماريو ظل يقول أنه لا يستطيع تخيل ذلك حتى في البرازيل لا يوجد من يحظى بهذه الشعبية، و أعتقد أن جوزيه يستحق ذلك لأسباب كثيرة جداً، فقد حقق مع الأهلي ألقاب كثيرة جداً جداً و لديه رصيد عملاق من الإنجازات هنا.
لكن شعبيته لم تكن على هذا المستوى في السعودية ؟
نعم، لأننا واجهنا مشكلة في بداية عملنا هناك مع محمد نور لاعب الفريق، و الناس هناك يحبون محمد نور كثيراً، و وقتها محمد نور أخطأ في بعض الأمور و عاقبته مانويل جوزيه حاله من حال كل اللاعبين و هو أمر عادل، لكن تلك البداية لم تكن جيدة لجوزيه حتى أننا في أول مباراة رسمية طالبنا الجمهور بوجود نور، لكننا فزنا بعد ذلك ثمان مباريات متتالية و بدأ الجمهور في تغيير وجهة نظره و بعد ذلك عاد نور و تعادلنا ثمان مباريات و هو أمر غريب لكننا لم نخسر أي مباراة .. و هناك في السعودية من يقابلون جوزيه في الشوارع و الأماكن العامة و يحبونه كثيراً لكن ليس مثل هنا بالطبع لاختلاف الظروف، كما أن فترتنا هناك التي قلت عن ثمانية شهور لم تكن كافية لبناء علاقة وثيقة مع الجماهير.
كيف تقيم فترة عملك مع منتخب أنجولا ؟
كانت فترة رائعة، كرة قدم جديدة، ثقافة جديدة و عقلية جديدة أتعرف عليها، بلد جديدة، كل هذه عوامل تثقل المدرب، فعلى الرغم من أن أنجولا ليست بالفريق القوي في قارة أفريقيا لكن العمل مع مانويل جوزيه في منتخب مضيف لبطولة بهذا الحجم أمر كبير، و أعتقد أن أنجولا أدت بطولة جيدة، خرجنا في ربع النهائي أمام غانا و كان بإمكاننا الصعود لو كنا أحسننا استغلال الفرص التي أضعناها .. العمل هناك كان رائعاً لكن البلد ليس بها إمكانيات للعمل و الارتقاء بالمستوى، ثم قرر مانويل الرحيل عن هناك و انتظار عرض آخر.
ما الذي يعلق بذاكرتك من تجربتك في أنجولا ؟
بالنسبة لي فترة بطولة كأس الأمم بالتحديد، هذا الشهر كان مختلفاً جداً، الأجواء كانت رائعة، الناس هناك شعروا بالبطولة بشكل رائع و البلد تغير شكلها تماماً خلال هذا الشهر.
هل تتذكر مباراة مالي مع أنجولا التي تقدمتم فيها 4-0 ثم تلقيتم 4 أهداف متتالية و انتهت 4-4 ؟
بالطبع لن أنساها، و تلك الأمور تحدث في كرة القدم مع الفرق الكبيرة و ب يصبح حدوثها مع فريق مثل أنجولاً محتملاً جداً، يكفي أن أخبرك أننا كان لدينا ثلاثة لاعبين في المنتخب لا يلعبون في أندية! لم يكن لدينا اختيارات كثيرة في اللاعبين و اخترنا هؤلاء اللاعبين و خضنا بهم فترة إعداد شهرين تقريباً فكان الأمر معقولاً، لكن أثناء المباريات تشعر بالنقص لأن اللاعبين يحتاجون لمباريات ليرتفع مستواهم .. لكني لا أعتقد أنه كان هناك فرصة لعمل ما هو أفضل من ما قدمناه.
ماذا عن التجربة السعودية، كيف رأيتها ؟
كانت تجربة جيدة أيضاً، شعرت أني رأيت بلد جديدة، كرة قدم جديدة ، لاعبين جدد .. إذا سألتني إذا كنت أفضل هنا أم هناك فقطعاً أفضل هنا .. اللاعبين و النادي و الأجواء أفضل هنا، أنا شخصياً أفضل هنا، ربما يفضل مدرب آخر العمل هناك لكن أنا أفضل هنا.
ما الفوارق التي شعرت بها ؟
في السعودية الحياة الاجتماعية مختلفة تماماً، الثقافة و العقلية و كل شيء .. هي دولة غنية بالطبع، لن أقول أنهم ليسوا محترفين لكن سأكتفي بأن أقول أن الأمور مختلفة هناك لأنهم لا يحتاجون كرة القدم للمعيشة كلاعبين و هذا يصنع فارق كبير، فأنا أفضل اللاعبين الطموحين للغاية و هناك أشعر أحياناً بأن اللاعبين يكتفون بالقليل لأنهم لا يحتاجون لأكثر، أنا شخصياً أفضل العمل مع اللاعبين و صناعة الفارق في مستواهم و رؤية عملي و عمل الجهاز الفني و نتيجته و هناك أحياناً تفشل في ذلك .. في النهاية قضيت هناك فترة قصيرة و لا أعلم إذا كنت قد قضيت وقت أكثر كان ذلك سيختلف أم لا، لكن إذا قارننا هنا و هناك أفضل هنا.
قليل الكلام، إلا أن من يتردد على النادي الأهلي كثيراً يعلم أنه شخصية ودودة للغاية و يقبل الحديث مع أي شخص و متعاون و ودي لأقصى درجة، في الوقت ذاته يتميز بيدرو باحترافية شديدة جداً و يعلم جيداً كيف يفصل بين وقت الفراغ و وقت العمل، بين أوقات المزاح و أوقات الجد .. و إذا كان مانويل جوزيه معروفاً لدينا كجماهير الكرة المصرية بشكل عام لما لديه من رصيد و إنجازات حققها بين جدران القلعة الحمراء، فإن بيدرو لايزال يبدأ مشواره معنا، مشوار قد لا يعلم أحد طول مدته .. لذا كان لابد أن نتعرف عن قرب، من هو بيدرو ؟ ما تاريخه مع كرة القدم ؟ و قبل هذا كله من هو بيدرو الإنسان ؟
بيدرو، دعنا نبدأ ببداية مشوارك الكروي، كيف اتجهت لكرة القدم ؟
بدأت أولاً برياضة الكرة الطائرة في عمر الثالثة عشرة، لعبتها لمدة عام واحد ثم اتجهت بعد ذلك لكرة القدم .. بدأت في نادي بوافيستا التابع لمدينة بورتو، لعبت في أندية عديدة و عدت للنادي أكثر من مرة، إلى أن أنهيت مشواري الكروي في نادي بلنسيس التابع لمدينة لشبونة، و مررت أيضاً بنادي مادورا من لشبونة.
هل شجعتك عائلتك على ممارسة كرة القدم أم أنهم كانوا ضد الفكرة ؟
كانوا مساندين لي بالطبع، و كان لي أخ آخر يلعب كرة القدم بجانب الدراسة .. و اشترط أبي علي أنه إذا أردت لعب كرة القدم فعلي أخذ الأمر على محمل الجد و ليس على سبيل اللعب، بل أن أفكر فيها كمهنة و كمحترف، حتى أن أخي فضل أن يكون تركيزه في الدراسة بينما كان تفضيلي هو أن أتفرغ لكرة القدم.
أي فترة في مشوارك الكروي تعتبرها أفضل فتراتك ؟
بالنسبة لي أعتقد أن كل مشواري الكروي كان رائعاً لأني أستمتع كثيراً بلعب الكرة و أحب هذا الإحساس جداً، بالطبع كانت هناك عدة مواسم أفضل من نظيراتها لكن في النهاية استمتعت بكل المواسم.
أعرف أنك لعبت كمدافع، كيف اخترت مركزك ؟
في البداية كنت ألعب كلاعب وسط مدافع، لكن في أحد المباريات كنا نواجه بورتو و كانت مباراة كبيرة، و غاب المدافع عن المباراة و قرر المدرب إشراكي في مركز المساك و أجدت بشدة، و عندما عاد زميلي المدافع للمباريات من جديد قرر المدرب إشراكه كلاعب وسط مدافع بدلاً مني و ب عكسنا مراكزنا و أصبحت أنا المدافع و هو لاعب الوسط، و أحياناً كان يحتاجني المدرب في مراكز أخرى و كنت دائماً لا مشكلة لدي في ذلك فلعبت أيضاً في مركز الظهير الأيمن و الظهير الأيسر.
هل كنت تلعب بقدمك اليمني أم اليسرى ؟
اليمنى، لكني كنت ألعب في جبهتي الملعب اليمنى و اليسرى.
إذاً أنت عاشق لنادي بوافيستا البرتغالي ؟
هو الفريق الذي ولدت فوجدت والدي و جدي يعشقانه و عائلتي بالكامل، كما أن جدي لعب مع الفريق لفترة أيضاً و كان النادي الذي أشجعه في طفولتي، لكن عندما تتجه للاحتراف تنسى أو تتناسى تلك الانتماءات، و تدافع عن ألوان القميص الذي ترتديه دون النظر لأي شيء آخر، لأنك لابد أن تؤدي مهنتك بأمانة و إخلاص مهما كانت الظروف أو العواطف.
و كيف أنهيت مشوارك الكروي ؟
قبل اعتزالي بموسمين بدأت تتناوب علي إصابات الركبة، و كان عرض النادي علي لتجديد تعاقدي غير مرضي بالنسبة لي و شعرت أنه حان الوقت للتوقف.
ثم اتجهت بعد ذلك للتدريب ؟
ليس مباشرةً، بل مكثت لعامين كاملين أقوم بدراسات مكثفة في التدريب كي أصبح مدرباً متمكناً، و ذهبت للجامعة و درست إدارة رياضية أيضاً، و أثناء فترة الجامعة و دراستي للإدارة الرياضية و كانت مدتها 4 سنوات جاءني عرض من أحد المدربين و كنت قد لعبت تحت قيادته لبعض الوقت، أن أعمل معه كمدرب عام و عملت معه في نادي أكاديميكا البرتغالي، ثم عملت فترة في نادي مادورا الذي لعبت فيه كلاعب مسبقاً، ثم تلقيت عرضاً بعد ذلك من نادي بوافيستا للعمل كمدرب عام أيضاً و بالفعل قبلت العرض، ثم قبل النهاية بثلاثة أسابيع تقدم المدير الفني باستقالته و توليت مهمة المدير الفني حتى نهاية الموسم، بعد ذلك تعاقد بوافيستا مع مدرب آخر و هو مدرب باناثانايكوس حالياً و عملت معه كمدرب عام و بعد ما يقترب من 12 مباراة تقريباً تمت إقالته و قررت الرحيل معه و اتخذت قراراً بأن أصبح مديراً فنياً.
و على أي أساس بنيت قرارك بأن تصبح مديراً فنياً ؟
كنت أرغب في بداية المشوار، شعرت أنني نلت عدد من الخبرات و جاءني عرض من إحدى الفرق في الدرجة الثانية و بالنسبة لي لم يكن لدي مشكلة في العمل في الدرجة الثانية كبداية، أردت أن أظهر قدراتي كمدرب و الطريف أن العرض جاءني من نادي أشبينيو و هو أول نادي قاده مانويل جوزيه كمدرب و هو النادي الذي اعتزل فيه كلاعب، ليس نادي كبير لكنه نادي له اسم و له تاريخ، ربما كانت الظروف هناك لا تساعد على الصعود، لكن كنت أعلم أنها ستكون تجربة مفيدة إلى أن تلقيت دعوة من مانويل جوزيه للعمل معه في منتخب أنجولا.
و رضيت أن تعود للوراء من جديد من مدير فني لمدرب عام ؟
في ذلك الوقت لم أكن أفكر على الإطلاق في العمل كمدرب عام، لكن الدعوة من مانويل جوزيه أمر مختلف، جوزيه مدرب كبير و العرض الذي تلقيته كان العمل كمدرب عام مع جوزيه في منتخب أنجولا الذي كان سيستضيف كأس الأمم الأفريقية في ذلك الوقت و هو حدث كبير، فكرت وقتها و قلت لنفسي أنه بالرغم من تعارض ذلك مع الخطة التي وضعتها لنفسي لكن العرض جيد و العمل مع جوزيه سيضيف لي كثيراً و يعتبر فرصة جيدة، ثم دعاني مانويل للعمل معه في اتحاد جدة ثم هنا في النادي الأهلي.
كيف بدأت معرفتك بمانويل جوزيه ؟
عندما كنت لاعباً كان مدربي في أحد الفترات في بوافيستا لمدة ثلاث سنوات و كان يعرفني جيداً، لكن عندما تلقيت دعوته للعمل معه لم أكن على علاقة به في ذلك الوقت و كان يعرفني فقط من الفترة التي لعبتها معه في بوافيستا كلاعب، كان يعرفني جيداً و يعرف شخصيتي و طبيعتي في العمل و تابع عملي كمدير فني في أشبينيو في الدرجة الثانية، و عندما عملنا معاً أعجبه عملي و استمر عملنا سوياً.
حدثني عن شخصية مانويل جوزيه صفتك أحد المقربين له، خاصة أن الجميع يراه في التلفاز مدرب جاد، عصبي أحياناً ..
مثل كل الناس العاديين، و مثلما يعشقه الجميع هنا من جمهور الأهلي و من جماهير الأندية الأخرى، مانويل شخصية رائعة، و إنسان قبل أي شيء، لكن عندما يأتي الأمر للعمل فهو لا يعرف المزاح و يكون جاد جداً، و هو أمر رائع .. من الممكن أن يمزح معنا و مع اللاعبين في الأوقات المناسبة لذلك، بعيداً عن ذلك فهو شخص عادي مثل كل الناس الذين تراهم في كل مكان، و أعتقد أن أهم صفاته أنه عادل و هو أمر هام جداً بالنسبة للجميع و خاصة اللاعبين.
كيف ترى شعبيته الجارفة في مصر .. ماذا كان انطباعك عندما رأيت ذلك ؟
أمر لا يصدق .. لم أر في حياتي كلها شيئاً مثل هذا .. كان دائماً ما يروي لي هو و فيدالجو هذا الأمر و يخبرني بحجم شعبيته في مصر، و ذات مرة جئت إلى مصر معه و معي مدرب حراس المرمى لاتحاد جدة و برازيلي الجنسية و اسمه ماريو، جئنا في سبتمبر قبل أن نعمل هنا و كنا في زيارة سياحية فقط بناءً على اقتراحه خاصة أنه أراد أن يزور أصدقائه و يرينا البلد، و عندما جئت لما أصدق ما رأيت .. لم أتوقع ذلك مطلقاً رغم أنه كان يروي لي ذلك .. العلاقة بينه و بين الجماهير رائعة و مدهشة، حتى أن زميلنا ماريو ظل يقول أنه لا يستطيع تخيل ذلك حتى في البرازيل لا يوجد من يحظى بهذه الشعبية، و أعتقد أن جوزيه يستحق ذلك لأسباب كثيرة جداً، فقد حقق مع الأهلي ألقاب كثيرة جداً جداً و لديه رصيد عملاق من الإنجازات هنا.
لكن شعبيته لم تكن على هذا المستوى في السعودية ؟
نعم، لأننا واجهنا مشكلة في بداية عملنا هناك مع محمد نور لاعب الفريق، و الناس هناك يحبون محمد نور كثيراً، و وقتها محمد نور أخطأ في بعض الأمور و عاقبته مانويل جوزيه حاله من حال كل اللاعبين و هو أمر عادل، لكن تلك البداية لم تكن جيدة لجوزيه حتى أننا في أول مباراة رسمية طالبنا الجمهور بوجود نور، لكننا فزنا بعد ذلك ثمان مباريات متتالية و بدأ الجمهور في تغيير وجهة نظره و بعد ذلك عاد نور و تعادلنا ثمان مباريات و هو أمر غريب لكننا لم نخسر أي مباراة .. و هناك في السعودية من يقابلون جوزيه في الشوارع و الأماكن العامة و يحبونه كثيراً لكن ليس مثل هنا بالطبع لاختلاف الظروف، كما أن فترتنا هناك التي قلت عن ثمانية شهور لم تكن كافية لبناء علاقة وثيقة مع الجماهير.
كيف تقيم فترة عملك مع منتخب أنجولا ؟
كانت فترة رائعة، كرة قدم جديدة، ثقافة جديدة و عقلية جديدة أتعرف عليها، بلد جديدة، كل هذه عوامل تثقل المدرب، فعلى الرغم من أن أنجولا ليست بالفريق القوي في قارة أفريقيا لكن العمل مع مانويل جوزيه في منتخب مضيف لبطولة بهذا الحجم أمر كبير، و أعتقد أن أنجولا أدت بطولة جيدة، خرجنا في ربع النهائي أمام غانا و كان بإمكاننا الصعود لو كنا أحسننا استغلال الفرص التي أضعناها .. العمل هناك كان رائعاً لكن البلد ليس بها إمكانيات للعمل و الارتقاء بالمستوى، ثم قرر مانويل الرحيل عن هناك و انتظار عرض آخر.
ما الذي يعلق بذاكرتك من تجربتك في أنجولا ؟
بالنسبة لي فترة بطولة كأس الأمم بالتحديد، هذا الشهر كان مختلفاً جداً، الأجواء كانت رائعة، الناس هناك شعروا بالبطولة بشكل رائع و البلد تغير شكلها تماماً خلال هذا الشهر.
هل تتذكر مباراة مالي مع أنجولا التي تقدمتم فيها 4-0 ثم تلقيتم 4 أهداف متتالية و انتهت 4-4 ؟
بالطبع لن أنساها، و تلك الأمور تحدث في كرة القدم مع الفرق الكبيرة و ب يصبح حدوثها مع فريق مثل أنجولاً محتملاً جداً، يكفي أن أخبرك أننا كان لدينا ثلاثة لاعبين في المنتخب لا يلعبون في أندية! لم يكن لدينا اختيارات كثيرة في اللاعبين و اخترنا هؤلاء اللاعبين و خضنا بهم فترة إعداد شهرين تقريباً فكان الأمر معقولاً، لكن أثناء المباريات تشعر بالنقص لأن اللاعبين يحتاجون لمباريات ليرتفع مستواهم .. لكني لا أعتقد أنه كان هناك فرصة لعمل ما هو أفضل من ما قدمناه.
ماذا عن التجربة السعودية، كيف رأيتها ؟
كانت تجربة جيدة أيضاً، شعرت أني رأيت بلد جديدة، كرة قدم جديدة ، لاعبين جدد .. إذا سألتني إذا كنت أفضل هنا أم هناك فقطعاً أفضل هنا .. اللاعبين و النادي و الأجواء أفضل هنا، أنا شخصياً أفضل هنا، ربما يفضل مدرب آخر العمل هناك لكن أنا أفضل هنا.
ما الفوارق التي شعرت بها ؟
في السعودية الحياة الاجتماعية مختلفة تماماً، الثقافة و العقلية و كل شيء .. هي دولة غنية بالطبع، لن أقول أنهم ليسوا محترفين لكن سأكتفي بأن أقول أن الأمور مختلفة هناك لأنهم لا يحتاجون كرة القدم للمعيشة كلاعبين و هذا يصنع فارق كبير، فأنا أفضل اللاعبين الطموحين للغاية و هناك أشعر أحياناً بأن اللاعبين يكتفون بالقليل لأنهم لا يحتاجون لأكثر، أنا شخصياً أفضل العمل مع اللاعبين و صناعة الفارق في مستواهم و رؤية عملي و عمل الجهاز الفني و نتيجته و هناك أحياناً تفشل في ذلك .. في النهاية قضيت هناك فترة قصيرة و لا أعلم إذا كنت قد قضيت وقت أكثر كان ذلك سيختلف أم لا، لكن إذا قارننا هنا و هناك أفضل هنا.