الدولة الدينية، والدولة الاسلامية، والدولة المدنية
1/الدولة الدينية:
الدولة الدينية أصلها ونشأتها في أوربا في العصور الوسطى،
وكان معناها أن البابا هو رئيس الدولة وهو نائب عن الإله، فمن
خالف البابا يُعدم.
ولذلك لما اخترع جاليليو التلسكوب أصدرت الكنيسة فرمانًا بتكفيره
، لأنهم قالوا أن الجهاز الذي اخترعه يقوم بتكبير الأشياء الصغيرة،
فيخرجها عن خلقتها، فهذا حرام، فيجب قتله، وأُعدِم بالفعل.
هذه هي الدولة الدينية، فالبابا هو رئيس الدولة، وهو نائب عن الإله،
كل ما يقوله يُفعل ولا يُعترض عليه، ولا يكون هناك ما يُسمى بأحزاب
المعارضة. هذه هي الدولة الدينية التي تعلمها بعض الناس في أوربا وجاءوا هنا
يقولون: لا نريد دولة دينية...البابا موَّكل عن الله فلا يخطيء.
2/الدولة الاسلامية:
معناها أن تُحكم بالشريعة الإسلامية، ويُطبَّق الشرع على الحاكم والمحكوم معًا.
فأول قائد للدولة الإسلامية أبو بكر الصديق رضي الله عنه
في الدولة الإسلامية لو أخطأ الرئيس، أو أخطأ الخليفة، أو أخطأ الأمير يُحاسَب.
الدولة الإسلامية دولة الشريعة الإسلامية فيها تحكم الحاكم والمحكوم، أما الدولة
الدينية، فنحن لا نريدها دولة دينية، فليس عندنا أحد مقدس، المعصوم هو النبي
عليه الصلاة والسلام، لا العالم ولا الإمام ولا رئيس الدولة مقدس ولا كلامه مقدس.
فرموز العلماء عندنا كالأئمة الأربعة: أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد،
هؤلاء يحترمهم جمهور المسلمين، وهم أئمة الدين، ورغم ذلك العلماء
متفقون على أنهم يصيبون ويخطئون، وهم صرَّحوا بذلك أنهم يصيبون ويخطئون.
3/الدولة المدنية:
هي نتاج الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين والسياسة