سعدت بجواركم وتمنيت قضاء اجمل الاقات لكم ،،
اما بعد ....
عنوان هذا الموضوع فهو يهدف لنوع من الحديث الفلسفى شىء واسع الخيال متعمق بالحكمة له صلة بعقولنا فيه بشتمل الحديث ولكن قول لا الله الا الله هى العليا فوق كل شىء ،،،
عنوان موضوعنا ،،،،
(تأملات فى الطبيعه الشيطانية )
قمال ناقشه الدكتور مسلم عبد الوهاب الصحاف وهو ما جذبنى حديثه لنقاش الحوار ... ولنأتى بالمهم .. الشيطان ، هو أول و أكبر وأهم رموز الشر عبر التاريخ الإنساني كاملا ، بل هو الأوحد وإن إختلفت صوره و أشكاله بإجتهادات الخيال الإنساني وكذا صورته جميع الأديان قاطبة . هو عنصر دخيل على الطبيعة البشرية ، هكذا قالت لنا الإنسانية بآدابها و فنونها وأديانها و تاريخها وحضاراتها.
إن إبليس لم يخرق الإرادة الإلهية حينما رفض السجود لآدم ، وذلك لأنه من غير الممكن عمليا معصية الله وإلا سقط في هوة المستحيل، لما في ذلك من مخالفة واضحة و صريحة لأحد أهم و أبرز الصفات الإلهية وهي القدرة اللامحدودة ، بلفظ آخر قدرة ال(كن فيكون) ، مما ينتهي بنا لأحد فرضين ، إما أن للشيطان القدرة على المعصية أو الرفض هنا، أو أن الله لا يملك القدرة على ال(كن فيكون). والعياذ بالله ،،
إذن فرفض إبليس للسجود لم يأت في نطاق تعريفنا الإنساني الأحادي البعد للمعصية ، بل جاء في نطاق الإختلاف ، كما يأتي الشمال "مخالفا" للجنوب ، و الشرق "مخالفا " للغرب ، ذلك الإحتلاف (المعصية) لتوضيح الطبيعة و ليس إمكانية الفعل ، كما قال نيتشيه : ( المعاني "الأشياء" تخرج من أضدادها) ، و كذلك قالت الطبيعة.
( حاجتنا لوصف رفض الأمر بالإختلاف لا ينزع عنه صفة العصيان و لكن حاجتنا لوصفه بالإختلاف كانت أقوى من المعصية لتوضيح الطبيعة وفكرة الحرية ، بمعنى أنه – ولنأخذ الإتجاهات مثالا للتوضيح – إذا إتجه أحدنا شرقا فإنني أعصيه إذا إتجهت شمالا أو جنوبا ، ولكنني إذا إتجهت غربا فإ نني أوضح إتجاهه بإلتقائي به في النهاية ، فنحن على نفس الخط –الفكرة.(
إذن مخالفة إبليس للأمر الإلهي لم تخرج عن تلك المعرفة الإلهية بطبيعة المخلوقات ، وذلك يسوقنا للتساؤل عن تلك الطبيعة وأهميتها ، مم خلق إبليس؟ من نار ،ومن طبيعة النار أنها تتغذى على ما حولها من أشياء و أشخاص ، ولاتكتفي ولن تكتفي ، فبقاؤها يعتمد على ذلك ، فإن لم تجد ماتتقد به ، خبت و إنطفأت ، أي أن مخالفة إبليس هنا كانت مسألة بقاء و حماية للنوع و لطبيعة ذلك النوع ، وتلك الخاصية لم تخرج عن العلم الإلهي بطبيعة المخلوقات لذا كان الإختلاف هو التوصيف الأدق لا المعصية.
أما الملائكة فهي من نور ، و النور يتحرك في خطوط مستقيمة ، لايحيد كيفما شاء وكيفما إختار، لذا كانت الملائكة مجبولة على الطاعة ، طبيعتهم لاتعرف غيرها ، لا يملكون من أمر حريتهم شيئا غير في طاعة الله .
أما إبليس فملك حرية الإختيار ضمن حدود طبيعته النارية ، وكما كان للجن من إختار أن يؤمن ومن إختار أن يكفر ، إختار إبليس ألا يسجد لآدم بل و أن يغوي بني جنسه (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) آية 83 سورة ص، و قد تكررت نفس الفكرة في آيات وموضع مختلفة في التوراة و الإنجيل ، لست في معرض ذكرها هنا.
ولكن ذلك لايرفع عن الإنسان ولو جزءا بسيطا من مسؤولية الإختيار بتحميله للشيطان الشاطر (!!!). فالإنسان الذي خلق من طين كانت له هو أيضا طبيعته المميزة ، فللطين قابلية التشكل ، كذا الإنسان ، الذي يتشكل بقوى الخير و الشر ، والتي يأتيها بفعل كامل الحرية ضمن المعرفة الإلهية بطبيعة الطين ، و هنا ينتفي دور الشيطان الذي لم يؤثر على حرية إتيان الفعل ولا على الفعل نفسه ، فالشر ثابت بوجود الشيطان أو عدمه .
بمقارنة تلك الطبائع المختلفة (النور و النار و الطين) نجد أن للإنسان الحرية الكاملة التي تميز بها على الملائكة فلا نحن نسير في خطوط مستقيمة لا تحيد ولاتملك حتى حرية الحياد ، وعلى الشياطين فلا تحركنا حريتنا بطبيعة الحرق و التدمير.
للحديث بقية عن كثير من التأملات ،،