[ من استطاع منكم أن يكون له خبيء من عمل صالح فليفعل ]
الراوي: الزبير بن العوام المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2313
خلاصة حكم المحدث: صحيح
مــــــــــا هي الخبيئة ؟
الخبيئة : هو العمل الصالح الخفي الذي لايعلم به إلا الله وحده .
تعتبر من أفضل الأعمال لأنها أبعد الأعمال عن الرياء وعن أنظار الناس فهي أقرب إلى الإخلاص
قال تعالى :
{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
الكهف:110
وقال تعالى :
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ }
البينة :5
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
الأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسط عمل القلب، فإن القلب ملك والأعضاء جنوده، فإذا خبث الملك خبث جنوده .
وقال الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:
اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ .
والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضًا لعله أن يغفر له الآخر .
والخبيئة : عمل لايستطيعه المنافقون ابداً، كذلك لا يستطيعه الكذابون لأن كلاًّ منهما بنى أعماله على رؤية الناس له وإنما هي أعمال الصالحين فقط ...
ثم ان اعمال السر لايثبت عليها الا الصالحون
الصادقون فهي زينة الخلوات بين العبد وربه .
ليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا،وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية ؛ لأن العمل الصالح الخفي اذا انتشر بين الناس ظهرت البركة وعم الخير بين الناس .
السلف الصالح والخبيئة
كان أبو بكر الصديق-رضي الله عنه - يذهب إلى بيت امرأة عجوز كفيفة البصر, فيكنس بيتها، ويحلب شاتها،ولحقه
ذات يوم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما خرج سأل العجوز عنه.
فقالت: يأتيني كل يوم فيعمل كذا وكذا، فبكى عمر- رضي الله عنه- وقال :ويحك ياعمر أعثرات أبي بكر تتبع يا عمر !
قال أبو حازم :
اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك .
وقال بشر بن الحارث:
لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس .
وقال أيضًا: لا تعمل لتذكر, اكتم الحسنة كما تكتم السيئة .
وقال أيوب السختياني :
لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره .
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك, فإذا
كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة .
وكان ابن سيرين يضحك بالنهار, فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية .
وروى الذهبي : كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها .