" إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى فى البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون" صدق الله العظيم
سورة البقرة (164)
صدق الخالق فيما وصفه عما خلق تلك هى مكونات بيئتنا ( الهواء – الماء- الأرض ) وما تحوى من خيرات السموات وما تمنحنا من خير وما تمنع عنا ما يضر كل كائن حى هذه هى بيئتنا التى خلقها الله آية للبشر إن كانوا يعقلون. فليس من العقل أن يضر الإنسان الأسباب المهيمنة لاستمراره فى الحياة فهو يتنفس ويستنشق الهواء بدون أى أمر منه لأعضائه أو تحكم فيها فهى تحدث تلقائياً وبكل تعمد وتحكم منه وإرادة كاملة يلوث ذلك الهواء فنجده يكتشف كل ما هو ضار من عوادم سيارات ومبيدات وغيرها ونجد الإنسان الذى يشرب الماء ذلك السائل العجيب الذى يوجد به قدر من الأسرار فهو سائل عديم اللون ولا الرائحة ولكن منه خلق كل شيء حى ويشمل أكثر من ثلثى الكرة الأرضية وينزله لنا الله سبحانه بدون جهد منا ولا تعب فنجد الإنسان يلقى بالقاذورات والمهملات فى الماء ولا يحافظ على هذه النعمة بل لا يتركها لخالقها ويتدخل الإنسان ليفسد كل شيء حوله فنجد العبث فى كل مكونات البيئة أصبح سمة من سمات حرية هذا العصر فكل فرد يفعل ما يحلو له ولا يعبأ بتأثير ذلك على الغير ولم يشمل التلوث البيئى الماء والهواء والتربة بما يُفعل بها من تجريف ورش مبيدات تقتل ما بها من خيرات. ولم يشمل التلوث البحر من مناظر تتأذى لها العين من قمامة وعدم النظافة بل شمل التلوث السمع، فالهدوء أصبح من الأشياء النادرة التى يتم البحث عنها ليل نهار فلا يوجد مكان وإلا به الأغانى الصاخبة بزعم الحرية والترفيه عن النفس والشوارع وما تصبح به من أصوات السيارات العالية والتى يفزع منها البشر ما يشعر من ضيق وكأنه سيحل بهذا النفير العالى أزمة المرور أو عدم تسوية الشوارع فأصبح التلوث يشمل كل شيء فى البيئة ولم يترك البشر شيئاً دون تدخل منه.
بل إفساد لما أصلح الله لنا ولبقائنا وجعل الله فى الآيات الكريمة السابقة حلاً لتلك المشكلات كلها فى ( لقوم يعقلون) نعم هذه الكلمات هى الحل فهل يعقل أن يكون البشر المستفيد من هذه البيئة أن يكون هو مفسدها إذن فالعقل هو الحل وبدلاً من أن نستخدم عقلنا فى إفساد البيئة نفكر ونعقل كيف نحافظ على ما انعم الله به علينا فبدلاً من المبيدات التى تلوث الهواء والتربة وتجعل كلما نأكله أو نستنشقه غير صالح نعود لما جعله الله طبيعياً غير ضار مثلا ما كان يسمى بصديق الفلاح المسمى بأبو قردان فهو كان بالفعل صديق وليس للفلاح فحسب بل صديق لكل البشر فكان ينتقى الديدان من التربة وبصورة آمنة فجاء الإنسان بالمبيدات لتقضى على الطائر الصديق وعلى التربة فى ذات الوقت وعلينا العودة للأخلاق الحميدة فهى تدعو لعدم التبذير فى الماء أو تلويثها بل جعل ذلك محرماً فعله محرماً فلا ضرر ولا ضرار وقال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) وهو يعلم أنها ليست له وهل ما وصل إلينا الآن إلا ما زرعه لنا الأجداد وحافظوا عليه وماذا سنورث نحن لأبنائنا سوى التلوث المحيط بهم فى كل مكان ، ويوصينا الصادق الأمين بعدم التبذير فى الماء ولو كان فى الوضوء. وعلى البشر إن كانوا يعقلون أن يزيدوا من التوسع فى الرقعة الخضراء فالمساحات الخضراء تنقى التلوث السمعى والبصرى والحسى. وعلينا أن نفكر فى بيئتنا كشيء ينفع البشر جميعا وإن جاء به ضرر أصاب البشر جميعاً ويجب أن يصدق قول الله فينا حينما قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها) فيجب علينا أن نحافظ على البيئة التى هى أساس الحياة لنا.
* * * * *