نهارَ دخلت عليَّ
في صبيحة يوم من أيام آذارَ
آقصيدة جميلة .. تمشي على قدميها
دخلت الشمس معكِ ..
ودخل الربيع معكِ ..
كان على مكتبي أوراقٌ .. فأورقتْ
وكان أمامي فنجانُ قهوة
فشربني قبل أن أشربه
وكان على جدراني لوحة زيتية
لخيول تركض ..
فتركتني الخيولُ حين راتكِ
وركضتْ نحوك ..
نهارَ زرتنيْ ..
في صبيحة ذلك اليوم من آذارْ
حدثتْ قشعريرةٌ في جسد الأرض
وسقطَ في مكان ما .. من العالم
نيزكٌ مشتعلْ ..
حسبه الأطفال فطيرةً محشوةً بالعسل ..
وحسبته النساء ..
سواراً مرصعاً بالماس ..
وحسبه الرجال ..
من علامات ليلة القدرْ ..
وحين نزعت معطفك الربيعي
وجلست أمامي ..
فرائة تحمل في حقائبها ثياب الصيف ..
تأكدتُ أن الاطفال كانوا على حق ..
والنساء كن على حق ..
والرجال كانوا على حق ..
وأنك ..
شهية كالعسلْ ..
وصافية كالماسْ ..
ومذهلى كليلة القدرْ ...
القصيدة التانية
عندما قلتُ لكِ :
" أحبكِ ".
كنت أعرفُ ..
أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة
وأقرع أجراس الفضيحة
كنتُ أريد أن أستلم السلطة
لأجعلَ غابات العالم أكثرَ ورقاً
وبحارَ العالم أكثرَ زرقة واطفال عالم اكثرَ براءة
آنت أريد ..
أن أنهي عصر البربرية
وأقتل آخر الخلفاء
كان في نيتي – عندما أحببتكِ –
أن أكسر أبوابَ الحريم
وأنقذ أثداء النساء ..
من أسنان الرجال ..
وأجعل حلماتهنّ
ترقص في الهواء مبتهجة
كحبات الزعرور الأحمر ..
عندما قلت لكِ :
" أحبك " .
كنتُ أعرف ..
أنني أخترع أبجدية جديدة
لمدينة لا تقرأ ..
وأنشد أشعاري في قاعة فارغة
وأقدّم النبيذ
لمن لا يعرفون نعمة السُكْر
عندما قلت لكِ :
" أحبكِ "
كنت أعرف .. أن المتوحشين سيتعقبونني
بالرماح المسمومة ، وأقواس النشاب
وأن صوري ..
ستلصق على كل الحيطان
وأن بصماتي ..
ستوزع على كل المخافر
وأن جائزةً كبرى ..
ستعطى لمن يحمل لهم رأسي
ليعلق على بوابة المدينة
كبرتقالة فلسطينية ..
عندما كتبت اسمك على دفاتر الورد
كنت أعرف ..
أن كل الأميين سيقفون ضدي
وآل كل عثمان .. ضدي
وكل الدراويش .. والطرابيش ضدي .
وكل العاطلين بالوراثة
عن ممارسة الحبّ .. ضدي
وكل المرضى بورم الجنس ..
ضدي ..
عندما قررتُ أن أقتل آخر الخافاءْ
وأعلن قيامَ دولة الحبّ ..
تكونينَ أنت مليكتها ..
كنتُ أعرف ..
أن العصافير وحدها ..
ستعلن الثورة معي ..
القصيدة التالتة
حين وزع الله النساء على الرجالْ
وأعطاني إياكِ ..
شعرتُ ..
أنه انحاز بصورة مكشوفة إليّ
وخالف آل الكتب السماوية التي ألفها
فأعطاني النبيذ ، وأعطاهم الحنطة
ألبسني الحرير ، وألبسهم القطن
أهدى إلى الوردة
وأهداهم الغصن ..
حين عرفني الله عليكِ ..
وذهب إلى بيته
فكرتُ .. أن أكتب له رسالة
على ورق أزرقْ
وأضعها في مغلف أزرقْ
وأغسلها بالدمع الأزرقْ
أبدؤها بعبارة : يا صديقي
كنتُ أريد أن أشكرهُ
لأنه اختاركِ لي ..
فالله – كما قالوا لي –
لا يستلم إلا رسائلَ الحب
ولا يجاوب إلى عليها ..
حين استلمت مكافأتي
ورجعت أحملك على راحة يدي
كزهرة مانوليا
بستُ يد الله ..
وبستُ القمر والكواآب
واحداً .. واحداً
وبستُ الحبال .. والأودية
وأجنحة الطواحين
بستُ الغيومَ الكبيرة
والغيومَ التي لا تزال تذهب إلى المدرسة
بستُ الجُزُرَ المرسومة على الخرائط
والجزر التي لا تزال بذاكرة الخرائط
بستُ الأمشاط التي ستتمشطينَ بها
والمرايا .. التي سترتسمين عليها ..
وكلّ الحمائم البيضاء ..
التي ستحميل على أجنحتها
جهازَ عرسك ..
القصيدة الرابعة
لم أكن يوماً ملكاً
ولم أنحدر من سلالات الملوكْ
غير أن الإحساسَ بانكِ لي ..
يعطيني الشعورَ
بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمس
وأسيطر على نزوات المطر ، وعربات الريح
وأمتلك آلافَ الفدادين فوق الشمس ..
وأحكم شعوباً .. لم يحكمها أحدٌ قبلي ..
وألعب بكواكب المجموعة الشمسية ..
كما يلعب طقلٌ بأصداف البحر ..
لك أآكنْ يوماً ملكاً
ولا أريدُ أن أكونه
غيرَ أن مجردَ إحساسي
بأنكِ تنامين في جوف سدس ..
كلؤلؤة كبيرة ..
في جوف يدي ..
يجعلني أتوهم ..
بأنني قيصر من قياصرة روسيا
أو أنني ..
كسرى أنو شروانْ ..