لا أعلم سبب هجوم جماهير الكرة المصرية علي جماهير الاسكندرية وجماهير نادي الإتحاد السكندري ومطالبتهم بتوقيع أقصي العقوبات علي النادي السكندري العريق والسبب في ذلك نزول الجماهير لأرض الملعب في لقاء الإتحاد السكندري ووادي دجلة.
لن أخوض في معركة الأمن مع الجماهير والتي أصيب فيها عدد من عساكر الأمن المركزي وضابطين والحكم وهناك إصابات في صفوف الجماهير أيضا.
فسبب غضبي هو الكيل بمكيالين في التعليق علي حدث متشابه وكأن الأسكندرية مدينة من إسرائيل وأهلها يتحدثون العبرية لا العربية .
ففي لقاء الزمالك والأفريقي التونسي الذي أقتحم فيه أكثر من 3 الالاف من جماهير الزمالك لأرض ستاد القاهرة وقاموا بالإعتداء علي لاعبي الافريقي وكل من في الملعب وحكموا كل شيئ أمامهم حتي القائمين والعارضة لم يسلموا منهم ...
وكان الرد "الثورة المضادة" وفلول النظام والشرطة السرية والمؤامرة علي الثورة وهؤلاء لا يمثلون جماهير الزمالك المحترمة والتي لا يمكنهم فعل ذلك .
أما جماهير الأسكندرية فأنطلقت سهام النقد والسب والمطالبة بهبوط الإتحاد ونقل مبارياته خارج ملعبه بل وتجميد نشاطه الكروي وإعدام جماهيره رمياً بالرصاص ..
هل أخطأت الجماهير ؟؟؟ نعم اخطأت بالطبع فانا لا أدافع عن خطأ ولكني ألتمس بعض العذر لهذه الجماهير التي كانت دائماً مثلاً وقدوة لغيرها من الجماهير فهذه هي المرة الأولي التي يحدث فيها هذا الفعل الغير أخلاقي فدائماً ما يحترم جماهير الأسكندرية الضيوف ويحسنون ضيافتهم ولكن لي ملاحظة ...
الأولي هي الحكم النمساوي الذي تغاضي بشكل مؤسف لركلتي جزاء للإتحاد السكندري والثانية وهي الأهم أن بخسارة الإتحاد السكندري وهبوطه للدرجة الأدني ستفقد الأسكندرية والدوري الممتاز أكثر من فريق للإسكندرية فبالإضافة للإتحاد السكندري وسموحه يقف حرس الحدود علي بعد خطوات قليلة من الهبوط !!
يأتي هذا في الوقت الذي تبددت فيه أمال جماهير الأسكندرية في صعود أحد أنديتها للممتاز بعد حسم غزل المحلة لبطاقة مجموعة بحري علي حساب الكروم والمنصورة والاوليمبي العريق ..
فهل يُعقل ان تكون الأسكندرية بدون ممثل لها في الدوي الممتاز المصري ؟
ولماذا تدفع الإسكندرية ثمن تعنت نظام سابق مع الأسكندرية بسبب مواقف سياسية سابقة ؟
فمن المعروف أن مدينة الأسكندرية وشبابها وسكانها وأهلها من أشد المدن التي وقفت ضد النظام السابق قبل الثورة ووقفت ضد الحزب الوطني أيضاً فكانت النتيجة واضحة فعلي سبيل المثال في إنتخابات 2005 لم يجد "الاسكندرانية" من يقف أمام الوطني سوي الإخوان المسلمين الذين تقدم منهم 11 عضو للإنتخابات نجح 9 وإعادة لواحد وسقط أخر في الإعادة .
أما إنتخابات الرئاسة فكانت أقل نسبة تصويت لصالح المخلوع في الأسكندرية حيث وزعت أصوات أهل الاسكندرية علي معارضي مبارك المخلوع ..
والأسكندرية أيضا هي من وقف أهلها وسبوا حبيب العادلي ومبارك وأمن الدولة قبل الثورة باكثر من 7 شهور يوم قُتل الشهيد خالد سعيد ..
فكان من الطبيعي أن ينتقم النظام السابق من هذه المدينة وأهلها فجاءوا بعادل لبيب الذي جاء لتأديب اهل الأسكندرية علي حسب قول أهالي المدينة الساحلية الجميلة .
فوزع ميزانية المدينة علي ترميم الأرصفة وهدم المنازل ومنع توصيل المياه والكهرباء للمنازل ومنع تراخيص البناء وغيرها مما يجعل أهل الأسكندرية يشعرون بالظلم ويشعر النظام السابق بإنتصاره علي "الأسكندرانية ".
ونعود مرة أخري لإنتخابات 2005 في الأسكندرية والمكان دائرة باب شرق إنتخابات مجلس الشعب ومرشح الحزب الوطني محمد مصيلحي الذي أدمن الإعتماد علي البلطجية والخارجين عن القانون حتي أن أحد قادة المشجعين المعروفين للجميع تلقي ضربة بمطواة في بطنه نقل علي إثرها للمستشفي وحصل مقابلها علي شقة في إسكان الشباب !!!.
أتذكر موقفاً غريباً في بعد إنتخابات 2005 والحدث مباراة الأوليمبي وطنطا في دوري الترقي للدوري الممتاز ب في المجموعة التي صعد عنها الاوليمبي وطنطا معاً .
الموقف هو حضور عدد من أعضاء مجلس الشعب الفائزين بمقاعد الأسكندرية وأتذكرهم وهم علي سيف من دائرة المنتزة ومحمد مصيلحي من دائرة باب شرقي وخالد أحمد خيري عن دائرة العطارين وممدوح حسني عن دائة محرم بك بينما الرباعي جالسون ترسم الإبتسامة وجوههم جاء شخص غريب لا أعرف من هو وإذا به يقبل الرباعي وأحضان وأبتسامات وتصفيق من الجماهير والكل يهتف تعالي يا شَكَل !
سألت أحد الأشخاص " هو مين شكل دا " قالي دا كبير مشجعي الإتحاد وكان واخد " غزة بمطواة " في الإنتخابات وكان بيده عدة اوراق قام بالحصول علي توقيعات عليها من أعضاء مجلس الشعب ..
الخلاصة أننا لن نستطيع التخلص من العادات السيئة لجماهيرنا في يوم وليله والبلطجية ومثيري الشغب من صنع نظام بائد كثيراً ما أستخدمهم سواء في انتخابات أو في مظاهرات بشكل متخفي أو في الإعتداء علي شخص ما ..
الدعوة لهبوط الإتحاد هو دعوة للقضاء علي التاريخ الرياضي في مصر .
فمن يعرف تاريخ مصر الرياضي يعلم أن اول ستاد بني في مصر هو ستاد الأسكندرية سنة 1928 وثاني نادي أُسس في مصر هو النادي الأوليمبي المصري عام 1905 وأول من لعب كرة القدم في مصر هم شباب الأسكندرية وأول نادي من خارج القاهرة يحصل علي الدوري كان الاوليمبي السكندري وهل تعلم أن أبناء الاسكندرية حصلوا لمصر علي 5 ميداليات ذهبية في الاوليمبياد من أصل سبعة ميداليات !
وأن نصف ميداليات مصر الأولمبية كانت من نصيب الأسكندرية ؟
ولمن لا يعرف تاريخ الاسكندرية أُحب أن أقدم إليه معلومة بسيطة وهي ان أول ببطولة للدوري العام المصري والتي إنطلقت عام 1948 شارك فيها 11 فريق منهم 4 فرق من مدينة الاسكندرية وهم
الاتحاد السكندري والاوليمبي السكندري واليوناني السكندري والترام السكندري فيما أكتفت باقي محافظات مصر وقتها ب7 فرق وهم الاهلي والزمالك والسكة الحديد والترسانة من القاهرة والمصري البورسعيدي وبور فؤاد من بورسعيد والاسماعيلي من الاسماعيلية .
بالطبع الكل يتساءل الآن ماهو الحل ؟ ماذا يريد كاتب المقال بعد كل هذه الكلمات ؟
بالطبع أنا لا أنادي بتفضيل الإتحاد وبقاءه بدلاً من نادي أخر يستحق البقاء ولكني سأطلب من المجلس العسكري عدة مطالب صغيرة أولها إقالة حسن صقر الذي يعتبر رمزاً من رموز النظام السابق وهو أكبر المتعنتين مع الإتحاد السكندري ولم يقدم له دعماً ملموساً وحل إتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر الذي أفسد الدوري العام بعدم تطبيقه للوائح الإتحاد الدولي والسماح لاكثر من نادي يتبع لمؤسسة واحدة بالإشتراك في مسابقة الدوري الممتاز .
الحل اذي سأطرحه لن ينقذ الإتحاد العريق فقط من الهبوط ولكنه سيساعد أيضاص في حل العديد من المشاكل الإقتصادية في مصر بصفة عامة وفي الرياضة بصفة خاصة ..
دعونا نتفق أن أموال الشعب المصري لا ينبغي لأحد بالتصرف فيها إلا الشعب المصري نفسه وإلا لماذا قامت الثورة ؟
ولا يجوز لشخص مهما كان مسماه سواء كان وزيراً او غيره من إهدار ملايين الشعب الكادح من اجل كرة جلدية مكانها تحت الأقدام .
الواقع الذي نعيشه حالياً في مصر هو جدول دوري يحتوي علي 16 فريق منهم 6 أندية تابعين لمؤسسات الدولة .. وهم أنبي وبتروجيت لوزارة البترول و حرس الحدود وطلائع الجيش والإنتاج الحربي لوزارة الدفاع ونادي الشرطة لوزارة الداخلية .. وفي دوري الدرجة الثانية 3 نجد بترول اسيوط والداخلية وجاسكو والمصرية للإتصالات وغيرهم ..
الا يستحق الوضع الإقتصادي السيئ لمصر أن نوفر نفقات هذه الأندية لصالح الإقتصاد المصري ؟
وكيف تقوم ثورة ويستمر الفساد وكيف يُحاسب رموز النظام السابق بتهمة إهدار المال العام والتربح وإستغلال المناصب في الوقت الذي أستمر فيه إهدار أموال الشعب علي الكرة .
حل أندية المؤسسات بما فيها أندية القوات المسلحة سيوفر لمصر ملايين الجنيهات وسيصل ثمن اللاعب السوبر بعد هذه الخطوة إلي 400 الف جنيه فهذه الأندية مليئة باللاعبين المميزين .
المقال من كتابة العبد لله وموجود في موقع ستادنا الرياضي ..