بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وتولاه ، واهتدى بهداه .
زعم بعضهم أن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط دون الجسد الشريف ، فهل تصدقهم؟؟
زعم بعض الناس أن الإسراء والمعراج كان بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط دون جسده الشريف ، واستبعدوا أن تتم تلك الرحلة المباركة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ، ومن ثم إلى ما فوق السماوات العلى في ليلة بل في جزء من الليلة . ومن هنا قالوا ان الإسراء كان بالروح فقط دون الجسد . وهذا الكلام غير صحيح وهو بعيد عن الحق والصواب . وإليك أخي الكريم / أختي الكريمة الدليل والبرهان على صحة ما أقوله ، (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) [] .
1ــ أول هذه الأدلة على ذلك هو قول الله جل وعلا في كتابه المجيد : (سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الذي باركنا حوله) [الإسراء/1] .
فظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده معا صلى الله عليه وسلم يقظةً لا مناماً ، لأن الله تعالى قال : (أسرى بِعَبْدِهِ) ولم يقل : أسرى بروح عبده ، وكلمة (العبد) إنما تصدق على مجموع الروح والجسد معا، فلا يصح أن يقال : عبد على مجرد الروح منفردة ، وكذلك لا يصح أن تطلق كلمة العبد على مجرد الجسد ، لأن الجسد بلا روح هو جثة عبد وليس عبدا ، وهذه الآية من أقوى الأدلة على أن الإسراء والمعراج كان بروحه الشريفة ، وجسده الشريف معا ، صلى الله عليه وسلم .
2ــ كما أن الله جل جلاله قد سبح نفسه ونزهها وقدسها في بداية الآية فقال سبحانه وتعالى : (سُبْحَانَ الذي أسرى) والتَّسبيح إنما يكون عند الأمور العظام. فلو كان مناماً لم يكن له كبير شأن حتى يُتـَعَجّبَ منه. ومما يؤكد ذلك ويؤيده قوله تعالى في سورة النجم: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [] ؛ لأن البصر من آلات الإنسان العبد ومن أعضاء الجسد والبدن لا الروح ، كما يؤيده قوله تعالى: (لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا الكبرى) وكونه صلى الله عليه وسلم يرى من آيات الله الكبرى فإنه يراها ببصره والبصر كما سبق وقلنا من آلات البدن وأعضاء الجسد وليس من آلات وأعضاء الروح .
3ــ كما أن من أوضح الأدلة على ذلك أيضا: قول الله جل وعلا: (وَمَا جَعَلْنَا الرؤيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى القُرْءَانِ) [الإسراء/] فإنها رؤيا عين في اليقظة، وليست رؤيا منام، كما صحَّ ذلك عن ابن عباس وغيره .
4ــ ومن الأدلة الواضحة على ذلك أنها لو كانت رؤيا منام لما كانت فتنة، ولما كانت سبباً لتكذيب قريش، لأن رؤيا المنام ليست محل إنكار، فقد يرى الإنسان في المنام ما لا يصح وجوده في الواقع . فالذي جعله الله فتنة هو ما رآه بعينه من الغرائب والعجائب، التي صعبت على أفهامهم وعقولهم فبادروا بالإنكار والتكذيب . ومن هنا زعم المشركون أن من ادعى رؤية ذلك بعينه فهو كاذب لا محالة، فصار فتنة لهم. وكون الشجرة المعلونة التي هي شجرة الزقوم على التحقيق فتنة لهم : أن الله لما أنزل قوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيم) قالوا: ظهر كذبه. لأن الشجر لا ينبت بالأرض اليابسة، فكيف ينبت في أصل النار؟
ومما يؤيد كونها رؤيا عين يقظة قوله تعالى هنا: (لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا الكبرى)، وقوله: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .
وما زعمه بعض أهل العلم من أن لفظة (الرؤيا) لا تطلق بهذا اللفظ في اللغة إلا على رؤيا المنام، هو قول مردود. بل التحقيق: أن لفظ الرؤيا يطلق في لغة العرب على (رؤيا المنام) ويطلق أيضا على (رؤية العين يقظة) . ومنه قول الشاعر العربي:
فكَبّرَ للرُّؤيا وهَشّ فؤادُهُ ،، وبشَّر نفساً كان قبلُ يلومُها ..
ومن ذلك أيضاً قول أبي الطيب المتنبي:
ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
قال صاحب اللسان: "زعم بعض أهل العلم: أن المراد بالرؤيا في قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ) ، رؤيا منام، وأنها هي المذكورة في قوله تعالى: (لقد صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّه آمنين) والحق الأول" . أي: الحق هو القول الأول : وهو أن لفظة (الرؤيا) تطلق على رؤيا المنام وتطلق على رؤية العين الباصرة .
5 ــ كما أن ركوب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم على البراق يدل على أن الإسراء كان بجسده الشريف . لأن الروح ليس من شأنه الركوب على الدواب كما هو معروف .
فحديث الإسراء والمعراج قد أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وتولاه ، واهتدى بهداه .
زعم بعضهم أن الإسراء والمعراج كان بالروح فقط دون الجسد الشريف ، فهل تصدقهم؟؟
زعم بعض الناس أن الإسراء والمعراج كان بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط دون جسده الشريف ، واستبعدوا أن تتم تلك الرحلة المباركة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ، ومن ثم إلى ما فوق السماوات العلى في ليلة بل في جزء من الليلة . ومن هنا قالوا ان الإسراء كان بالروح فقط دون الجسد . وهذا الكلام غير صحيح وهو بعيد عن الحق والصواب . وإليك أخي الكريم / أختي الكريمة الدليل والبرهان على صحة ما أقوله ، (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) [] .
1ــ أول هذه الأدلة على ذلك هو قول الله جل وعلا في كتابه المجيد : (سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الذي باركنا حوله) [الإسراء/1] .
فظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده معا صلى الله عليه وسلم يقظةً لا مناماً ، لأن الله تعالى قال : (أسرى بِعَبْدِهِ) ولم يقل : أسرى بروح عبده ، وكلمة (العبد) إنما تصدق على مجموع الروح والجسد معا، فلا يصح أن يقال : عبد على مجرد الروح منفردة ، وكذلك لا يصح أن تطلق كلمة العبد على مجرد الجسد ، لأن الجسد بلا روح هو جثة عبد وليس عبدا ، وهذه الآية من أقوى الأدلة على أن الإسراء والمعراج كان بروحه الشريفة ، وجسده الشريف معا ، صلى الله عليه وسلم .
2ــ كما أن الله جل جلاله قد سبح نفسه ونزهها وقدسها في بداية الآية فقال سبحانه وتعالى : (سُبْحَانَ الذي أسرى) والتَّسبيح إنما يكون عند الأمور العظام. فلو كان مناماً لم يكن له كبير شأن حتى يُتـَعَجّبَ منه. ومما يؤكد ذلك ويؤيده قوله تعالى في سورة النجم: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) [] ؛ لأن البصر من آلات الإنسان العبد ومن أعضاء الجسد والبدن لا الروح ، كما يؤيده قوله تعالى: (لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا الكبرى) وكونه صلى الله عليه وسلم يرى من آيات الله الكبرى فإنه يراها ببصره والبصر كما سبق وقلنا من آلات البدن وأعضاء الجسد وليس من آلات وأعضاء الروح .
3ــ كما أن من أوضح الأدلة على ذلك أيضا: قول الله جل وعلا: (وَمَا جَعَلْنَا الرؤيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى القُرْءَانِ) [الإسراء/] فإنها رؤيا عين في اليقظة، وليست رؤيا منام، كما صحَّ ذلك عن ابن عباس وغيره .
4ــ ومن الأدلة الواضحة على ذلك أنها لو كانت رؤيا منام لما كانت فتنة، ولما كانت سبباً لتكذيب قريش، لأن رؤيا المنام ليست محل إنكار، فقد يرى الإنسان في المنام ما لا يصح وجوده في الواقع . فالذي جعله الله فتنة هو ما رآه بعينه من الغرائب والعجائب، التي صعبت على أفهامهم وعقولهم فبادروا بالإنكار والتكذيب . ومن هنا زعم المشركون أن من ادعى رؤية ذلك بعينه فهو كاذب لا محالة، فصار فتنة لهم. وكون الشجرة المعلونة التي هي شجرة الزقوم على التحقيق فتنة لهم : أن الله لما أنزل قوله تعالى: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الْجَحِيم) قالوا: ظهر كذبه. لأن الشجر لا ينبت بالأرض اليابسة، فكيف ينبت في أصل النار؟
ومما يؤيد كونها رؤيا عين يقظة قوله تعالى هنا: (لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا الكبرى)، وقوله: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ ءَايَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) .
وما زعمه بعض أهل العلم من أن لفظة (الرؤيا) لا تطلق بهذا اللفظ في اللغة إلا على رؤيا المنام، هو قول مردود. بل التحقيق: أن لفظ الرؤيا يطلق في لغة العرب على (رؤيا المنام) ويطلق أيضا على (رؤية العين يقظة) . ومنه قول الشاعر العربي:
فكَبّرَ للرُّؤيا وهَشّ فؤادُهُ ،، وبشَّر نفساً كان قبلُ يلومُها ..
ومن ذلك أيضاً قول أبي الطيب المتنبي:
ورؤياك أحلى في العيون من الغمض
قال صاحب اللسان: "زعم بعض أهل العلم: أن المراد بالرؤيا في قوله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ) ، رؤيا منام، وأنها هي المذكورة في قوله تعالى: (لقد صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَآءَ اللَّه آمنين) والحق الأول" . أي: الحق هو القول الأول : وهو أن لفظة (الرؤيا) تطلق على رؤيا المنام وتطلق على رؤية العين الباصرة .
5 ــ كما أن ركوب سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم على البراق يدل على أن الإسراء كان بجسده الشريف . لأن الروح ليس من شأنه الركوب على الدواب كما هو معروف .
فحديث الإسراء والمعراج قد أجمع عليه المسلمون، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)