كرايسلر 300 ... سيدان جديدة بنكهة ديترويت
على مدار أكثر من ستين عاما، وعالم السيدان الفاخر يشكل إحدى أشرس ساحات القتال في عالم السيارات، فالطلب المتزايد على تلك الفئة، وكثرة المشاركين في المنافسة، ومتطلبات العملاء التي لا تنتهي، جعلت محاولة الوصول إلى القمة أشبه بالجنون، حيثُ اعتادت شركات السيارات أن توظّف أقوى ما لديها من موارد للحصول على أكبر نسبة مبيعات ممكنة في تلك الفئة، سواء الأسلحة التقنية أو الابتكارات الهندسية أو حتى الفخامة المفرطة.
ولكن -وعلى جانب تلك المنافسة- ظلّت الروح الأمريكية للسيدان محتفظة برونقها وفكرها الأصلي، الفكر الذي اعتمدت فيه تلك السيارات على تراث صار أكثر عصرية مع الوقت، دون أن يفقد أيا من جيناته الأصلية التي عرفه بها العالم، فمن ديترويت التي اعتادت أن تكون إحدى أروع المدن حول العالم وموطن السيارات الأمريكية، خرج الإبداع ليشكل لوحه فنية جديدة، قد تعيد منافسا أوشك على الموت إلى القمة من جديد.
ولكن -وعلى جانب تلك المنافسة- ظلّت الروح الأمريكية للسيدان محتفظة برونقها وفكرها الأصلي، الفكر الذي اعتمدت فيه تلك السيارات على تراث صار أكثر عصرية مع الوقت، دون أن يفقد أيا من جيناته الأصلية التي عرفه بها العالم، فمن ديترويت التي اعتادت أن تكون إحدى أروع المدن حول العالم وموطن السيارات الأمريكية، خرج الإبداع ليشكل لوحه فنية جديدة، قد تعيد منافسا أوشك على الموت إلى القمة من جديد.
كرايسلر 300C
هكذا عرفناها دوما، كرايسلر 300C، المولود الجديد للشركة الأمريكية العريقة الذي جاء ليحل محل 300M، فعلى الرغم من كونها سيدان متوسطة من الفئة المحببة لرجال الأعمال، ومنافسا رئيسيا لسيارات ناجحة مثل مرسيدس – بنز
E-Class و BMW الفئة الخامسة، فإنها كانت وكما اعتادت السيارات الأمريكية ذات طابع خاص، فلم تهو التقنية أو الطفرات الهندسية، ولم تتشدق بما لديها من ابتكارات جديدة، بل كانت بسيطة منظمة فاخرة على الطريقة الأمريكية.
وبقدر بساطتها، لاقت كرايسلر 300C نجاحا كبيرا خلال الخمسة أعوام التي قضتها في عالم السيارات، قبل أن تتنحى جانبا لتترك المنافسة للجيل الجديد في وقت تحتاج فيه كرايسلر إلى العودة من جديد إلى ساحة المنافسة، بعدما تضررت في الأزمة المالية العالمية الأخيرة.
ولاختلاف الظروف، جاء الجيل الجديد مختلفا عما كانت عليه 300، فهو أكثر استقلالية وأكثر تحررا مما كانت عليه السيدان الأمريكية السابقة، يجمع بين الروح التي أحبها عشاقه والفكر العالمي التنافسي في تلك الفئة، والذي يميل إلى التفوق التقني والإبداع التصميمي، لتقدم 300 مزيجا أروع من أن تصفه الكلمات بين الكلاسيكية الأمريكية والعصرية الأوروبية.
التصميم
قد تبدو أكثر عصرية، إلا أنها لم تتخل عن الشخصية الهجومية في التصميم، فقد اعتمدت 300 على تصميم جذاب يضعها بسهولة في قالب سيدان رجال الأعمال، دون أن يمس هوية العضلات التي طالما تمتعت بها السيارات الأمريكية، ففي الأمام جاءت شبكة التهوية كبيرة الحجم ذات الطلاء الكرومي، ومن فوقها نسر كرايسلر الجديد، لتمزج الحاضر بالماضي في إشارة واضحة إلى اعتزاز السيارة بجيناتها الأصلية.
ومن فوق الشبكة، تمتد الخطوط على غطاء المحرك الطويل والممتد ليخفي عالم الهيمي الذي سنتطرق اليه بعد قليل، أما على جانبي الشبكة، فتأتي المصابيح ذات التصميم المستطيل والتي حصلت على إضاءة الـ LED بشكل مميز يضئ كحرف الـ C، ليستكمل باقة الوفاء لكرايسلر مع عدسات الزينون المتفاعلة مع المقود والتي توفر تجربة إضاءة غاية في التميز لقائد كرايسلر 300.
على الجانبين تأتي السيارة كلاسيكية قوية، فأقواس العجلات المنتفخة والتي تبرز جانب العضلات في شخصية كرايسلر 300 جاءت أكثر وضوحا من ذي قبل، إضافة إلى احتضانها للعجلات المعدنية الرياضية قياس 19 بوصة الكرومية على طريقة الـ Bling-Bling الأمريكية، والتي تستعرض تراثها المستمد من ديترويت مدينة الراب الأمريكية.
في الخلف جاءت فتحات العادم الكبيرة على الجانبين، في إشارة واضحة إلى ما تمتلكه السيارة من قلب أمريكي قوي، إضافة إلى المصابيح الخلفية الحمراء بالكامل، والتي تعيد أمجاد تلك الصيحة التصميمية الأمريكية بجانب الخط الكرومي الواصل بين جانبي السيارة، أيضًا يلاحظ البروز الواضح لغطاء صندوق الأمتعة والذي يعمل كمصد للهواء، لدعم مؤخرة السيارة على السرعات المرتفعة حال إذا ما أرادت 300 العبث بما لديها من أحصنة الهيمي النشطة.
البدن ونظام التعليق
لتستغل كرايسلر 300 ما وفر لها من التجهيزات الفنية المتفوقة بعناية، كان على كرايسلر أن تصنع بدنا متطورا هندسيا يمكنه التحكم في القوة تحت جميع الظروف، ليخلق تجربة قيادة متميزة توازي ما وصل إليه فريق التطوير في جانبي التصميم والشخصية المتميزة.
فقد اعتمدت كرايسلر العديد من الخامات الجديدة في بناء الجسد الجديد لـ300، فبداية من الخامات المعززة في الشاسيه التي جاءت لتواجه الزيادة في أبعاد السيارة، وقوة محركها الجديد إضافة إلى طبقات الفوم في الأبواب والأرضيات المصممة بعناية لامتصاص الضوضاء الخارجية وأصوات الإطارات على الطريق.
أما نظام التعليق في كرايسلر 300 فقد بدأ فريق التطوير العمل عليه بهدف واضح، أن تقدم السيارة أداء يضاهي سيارة الجراند تورر الأوروبية أمثال مازيراتى كواتروبورته وأن تبقى دائما على استعداد لمواكبة المغامرات الرياضية التي قد يقودها محرك الهيمي، لذا جاء نظام التعليق متعدد الأوضاع ليوفر أفضل تجربة قيادة، بجانب أعلى مستويات الراحة للركاب، ليدعم مهمة 300 الأصلية في الوصول إلى قمة فئتها.
المحرك والأداء
جاءت خيارات المحركات في 300 على عكس منافسيها أبسط ما يمكن، فالمعتاد في تلك الفئة أن تقدم الشركة المصنعة العديد والعديد من المحركات ذات السعات اللترية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والمزودة بشواحن هواء وبدون والبنزين والديزل، إلا أن كرايسلر قدمت خيارين فقط لا يمكن أن يحتار بينهما العملاء لتوفيرهم جميع الاحتياجات دون تكلف.
الخيار الأول لمحرك V6 مصنع من الألمنيوم بسعة 3.6 لترات والشهير بـ Pentastar، وهو محرك يركز على القيادة داخل المدن وعلى الطرقات السريعة باقتصادية، مع توفير قدر كاف للاستمتاع بـ300، حيثُ يمكنه ضخ 292 حصانا و352 نيوتن / المتر من العزم، مع معدل استهلاك للوقود يصل إلى 13 لترا لكل 100 كم داخل المدن و8.7 لترات على الطرقات السريعة، وهو معدل استهلاك غير منافس على الرغم من وصف كرايسلر له بالاقتصادي.
أما المحرك الثاني لهواة الرياضية والأداء فهو محرك الهيمي الـ V8 سعة 5.7 لترات، والذي يولد 363 حصانا ليدفع بالسيارة رغم وزنها الكبير إلى سرعة 100 كم في الساعة خلال أقل من 6 ثوان، وعلى الرغم من توحش هذا المحرك في جانب الأداء، فإن معدلات استهلاك الوقود له أكثر من جيدة مقارنة بالمحرك البينتا ستار، حيثُ تستطيع 300 تحقيق 9.4 لترات لكل 100 كم في الظروف العادية مع إمكانية استخدام أربع أسطوانات فقط من الثماني العاملة بالمحرك في حالة القيادة على نظام توفير الوقود، لتحظى السيارة بمعدل استهلاك أقل بنسبة 20% من المعدل العادي للاستهلاك.
نظام الدفع الكلي المعتمد في كرايسلر 300 جاء ليوفر أقصى استفادة من قوة المحرك والهندسة المتقدمة لبناء البدن، حيثُ تعتمد السيارة على نظام ذكي لمتابعة ظروف الطريق، وأسلوب القيادة، ليختار بين نظامي الدفع الخلفي أو الكلي تلقائيا دون أي تدخل من السائق، ليوازن بين متعة القيادة واستهلاك الوقود المنخفض في الدفع الخلفي والأمان والتحكم في الدفع الكلي.
المقصورة والأمان
جاءت مقصورة 300 الجديدة كمثال رائع على العملية والفخامة الأمريكية، فبداية من زاوية الدخول إلى السيارة ومرورا بالمقاعد، ومساحات الحركة للركاب في الأمام والخلف، وحتى الوصول إلى الخامات المستخدمة والتصميمات العصرية تعد تلك السيارة مثالا رائعا على مدى التفوق الذي وصلت إليه كرايسلر.
ففي خلال رحلة التطوير، عملت كرايسلر على اختبار السيارة لمسافات وصلت إلى أكثر من 11 مليون كم لتتعرف الشركة على الخامات المستخدمة عن قرب، ومدى جودتها وقدرتها على تحمل الصعاب لسنوات طويلة، وفى أسوأ الظروف، أيضًا تخلت السيارة عن التقليدية في التصميم، واتجهت إلى الفخامة العصرية بتطعيمات من الألمنيوم والخشب الحقيقي، بدلا من الصناعي البلاستيكي.
كذلك اعتمدت كرايسلر نظام إضاءة رائعا في المقصورة باللون الأزرق الذي يوحي بالرحابة والعصرية إضافة إلى التجهيزات التقنية الرائعة كشاشة التحكم الرئيسية ذات الـ 8.4 بوصات، والتي تعمل باللمس لتوفر للسائق نظام ملاحة ومعلومات متطورة يقدم بيانات عن الطقس، وآخر الأخبار المهمة في جميع المجالات، إضافة إلى إمكانية تصفح الإنترنت من خلال الأقمار الصناعية الذي زودت بها السيارة لتجعل قائدها على اتصال بالعالم طوال الوقت ومن أي مكان لينجز أعماله بسهولة.
أما على جانب الأمان، فتأتي كرايسلر 300 بباقة متميزة من التجهيزات تصل إلى 70 تجهيزا، بداية من نظام الثبات الإليكتروني والمزود بخواص جديدة تسمح بتعزيز قوة الكبح في حالات الطوارئ، إضافة إلى التحكم في توزيع قوة الكبح على العجلات في حالة استخدامها بقوة على سطح زلق، كذلك زودت السيارة بنظام إضاءة أمامي تفاعلي يتحرك مع عجلة القيادة لإضاءة المنعطفات وعدسات لتعزيز شدة الضوء وتوجيهه بما يحسن من الرؤيا تحت أسوء الظروف، ونظام تحذير في حالة اقتراب السيارة من عائق لتنبيه السائق بالتدخل، ونظام مثبت سرعة تفاعلي يمكن ضبطه لإبقاء السيارة على مسافة محددة من السيارات التي أمامها، لتزيد السيارة من سرعتها وتقللها تلقائيا حسب السيارة في الأمام، ونظام لمتابعة النقاط العمياء على جانبي السيارة لتحذير السائق إذا كانت هناك أية سيارات بجانبه في المناطق العمياء، ونظام مساعدة في الاصطفاف يساعد السائق على وضع السيارة في أضيق الأماكن، ليناسب طبيعة المدن المزدحمة التي يقصدها رجال الأعمال من ملاك كرايسلر 300.
أما في حالة وقوع الحادث، فلدى كرايسلر 300 منظومة دفاع قوية عن المقصورة، تدفع بأي قوة خارجية بعيدا عن الركاب، لتبقيهم بأمان، إضافة إلى مساند الرأس التفاعلية التي تتحرك إلى الأمام لتحمي رءوس الركاب، وكذلك الوسائد الهوائية الموجودة في الأمام وعلى جانبي المقصورة والمقاعد، وكذلك تحت لوحة العدادات لحماية أرجل السائق، فمهمة كرايسلر 300 منذ البداية خلق جو ممتع وفاخر لركابها، والحفاظ على سلامتهم، ردا منها على ثقتهم الغالية بكرايسلر وسياراتها.