إن الثورة المصرية ، ثورة 25 يناير التي شارك فيها شجعان مصر سواء من الحركات السياسية المناهضة لحكم مبارك كالإخوان و6 ابريل وغيرها أو من عامة الشعب الذي لا ينضوي تحت أي مسمى سوى أنه مصري يريد أن يعيش بكرامة ، هاته الثورة التي أبهرت العالم وأعادت زمن المهاتما غاندي بل وسطرت خلالها ملاحم راقية ، ستدرس للأجيال في كل بقاع الأرض ، ثورة 25 يناير وإن قام بها هؤلاء الشباب الذين أحبوا مصر بصدق فإنها ماتزال جنينا تتقلبها الأهوال من كل جانب ، من الداخل والخارج ، فإسرائيل هنا على مرمى حجر وراعيتها أمريكا بجيوجشها هناك في الخلجان متربصة ، وأصدقاء هنا وهناك ينتظرون ، يتقدمون نحو هذه الثورة تارة للمباركة ، ويتراجعون أحيانا أخرى خوفا من أن يحرقهم لهيبها ، وهنا في مصر من ينظر إلى الثورة كأنها وليمة وأنه جدير بأن يقتنص ولو لقمة ، أو يلم في جلبابه شيئا من فتاتها ، ولا شك هناك المنافقون وذوي الأوجه المتقلبة الذين يحسنون تنغيير أثوابهم ويعرفون كيف يربوا لحاهم ومتى يقصون شواربهم ، كالفضالي مثلا ، هذا الذي كان بالأمس يقتل الثوار ، جاء اليوم والدم لم يجف بعد جاء لينهش من اللقمة ما يمكنه أن ينهش ، الخوف الخوف كله من هؤلاء ، لأنهم تعودوا أن يظهروا بمختلف الوجوه وبشتى الألسن ، أما الثوار الذين قارعوا النظام بصدورهم العارية فإن مايحدث اليوم من جدالات واختلافات بينهم ليست سوى غيرتهم على أن يولد الجنين مكتملا وغير مشوه ولن يكون خوفنا على الثورة منهم .
الخوف الخوف من الجبناء