كشفت دراسة جديدة للدكتور عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، عن ارتفاع نسبة الطلاق في مصر إلى 45% في عام 2008 بزيادة قدرها 20% عن عام 1980.
وقالت الدراسة إن الفضائيات تعد أهم أسباب الخلافات الزوجية وارتفاع نسبة الطلاق، موضحًة أن أغنيات "الفيديو كليب" التي تعرضها باستمرار تركز على الغرائز الجنسية وإبراز صور المرأة بالشكل الذي يثير الرجل بأساليب مستفزة، بدايًة من الكلمة، مرورًا بالحركات الإيحائية الجنسية، ونهايًة بمرحلة تصوير الكليبات داخل غرف النوم .
وأكدت أن العديد من الزوجات يشعرن بالاستفزاز من الفيديو كليب ويعانين من مشكلة مقارنة أزواجهن المستمرة بينهن وبين فتيات "الموديلز" اللائي يظهرن في الكليبات من حيث شكل الجسم وطريقة حركة المرأة .
وأشارت إلى أن السيدات يشتكين من اتهام أزواجهن لهن بافتقاد الأنوثة، وأن المرأة الجميلة هي التي يشاهدونها على الشاشة، مما أدى إلى حدوث الكثير من المشاجرات الزوجية، كما دفع بعض الفتيات إلى تقليد "الموديلز" في طريقة اللبس، حتى الشاب أصبح يهتم عند اختيار شريكة حياته بشكلها الخارجي فقط .
وشددت الدراسة على أن الفضائيات تلعب دورًا هامًا في تشكيل سلوك الأفراد وتكوين فكر جديد قد يكون ممتزجًا بالأفكار الأوروبية المنافية للتقاليد التي اعتدنا عليها، لافتًة إلى نظرية "الغرس الثقافي" للتلفزيون الذي يغرس فينا ثقافات مختلفة تغير من أفكارنا وتؤثر فيما نتخذه من قرارات .
وأوضحت أن بعض النظريات وصفت التلفزيون بالجامعة المفتوحة في دلالة على كونه وسيلة تعليمية هامة، فهذا الجهاز الخطير يمثل نوعًا من الإدمان في العالم كله، لاسيما الدول العربية التي تفتقد وسائل أخرى للترفيه، حيث أننا نقضى وقتًا أمام التلفزيون أطول من الذي نقضيه مع الأسرة .
وأضافت: ما يقدم على شاشات الفضائية تسيطر عليه فكرة تحقيق الربح المادي، حتى أن بعض مخرجي الفيديو كليب وبعض فتيات الموديلز اعترفوا بسعيهم للربح خطيًا، مبررين ذلك بفكرة "السوق عاوز كده"، وبدلاً من أن تصبح الفضائيات وسيلة إعلامية أخلاقية ايجابية أصبحت وسيلة تجارية .
كما لم تعفِ الدكتورة عزة كريم الأعمال الدرامية من مسئولية التسبب في زيادة نسبة الطلاق، حيث قالت إنها تقدم صورة نمطية للرجل في العلاقات الزوجية والتي لا تتعدى الزوج العنيف أو نقيضه الرومانسي .
ولفتت كريم إلى أن زيادة عنف الأزواج في المرحلة الحالية سببها صورة الرجل القاسي التي أصبحت شيئًا طبيعيًا في الدراما المصرية، أو العكس الرجل الرومانسي الذي يحرك مشاعر المرأة، خاصًة إذا كانت تعاني من الحرمان العاطفي، الأمر الذي يولد مشكلات زوجية قد تصل في بعض الأحيان إلى الطلاق .