كيف تتعامل مع الله إذا رضي ؟
أولاً قبل كل شئ ارضَ عنه كما رضي هو عنك
قال تعالى :
(رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) البينة (8)
ارضَ به إلـهاَ إله لك لا شريك له فأنت راض بعبوديته
...وراضٍ بطاعته وراضٍ بأخباره التى حكاها لك
وبدينه وبكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم
إن فعلت ذلك سيحدث أمر عظيم
تدرى ماذا سيحدث ؟
لمن لا يحب القراه يمكنك مشاهدته فيديو اونلاين هنا :
http://www.youtube.com/watch?v=whdloCHC8A8
يقول النبى صلى الله علية وسلم
( من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة ) صحيح
تصبح من أهل الجنة !
كن هكذا
قل يارب الذى تؤمرنى فيه أنا راضى به
الذى تنهانى عنه أنا راضى بتركه
فالذى يرضيك يرضينى
والذى تحبه أحبه
ليس هذا فقط بل ارضَ بما قسمه الله لك
ارضَ بجسمك
ارضَ بأبنائك
ارضَ بالبلد التى تعيش فيها
ارضَ بمستوى معيشتك
إذا استطعت أن تزيد فى الخير افعل
لكن فى النهاية أنت فى تمام الرضا عن الله
وهذا الرضا عمل
لكنه ليس عمل للجسد بل هو عمل للقلب
وعمل القلب أفضل وأهم من عمل الجسد
كلاهما مطلوب
فإذا بدأ قلبك يطبق ذلك فستشعر بإحساس يسمى
السرور بالله
نعم ستشعر بالفرح أول ما تطبق هذا الرضا
يقول ابن القيم رحمه الله :
" ثمرة الرضا الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى والرضا عن
الله هو طريق يوصل إلى الله تعالى ولكنه يتميز بأنه طريق
مختصر جدا "
إذا كان غيرك يعمل كثير لكى يصل إلى الله
فإن هذا الباب يوصلك الى الله بجهد أقل وحسنات أكثر
من لى بمثل سيرك المدللِ .. تمشى رويداً وتجيء فى الأولِ
يقول ابن القيم :
( إذا اعطى الله العبد القليل من الرزق ورضى العبد
ورضى العبد بأن الله أعطاه فقط القليل فإن الله بالمقابل سيرضى عن العبد بالقليل من العمل
بحيث يعمل العبد أعمالا قليلة ويدخل الجنة والجزاء من جنس العمل )
أمر ثانى فى التعامل مع الله إذا رضى الله عنك
فإن أهم تعامل تحرص عليه الآن
هو أن تصبر على رضاه
رضى الله تعالى يحتاج الى صبر
فعليك أن تصبر على أوامره، أن تصبر على النواهى
أن تصبر على أقدار الله المؤلمة
هذا كله .. يحتاج إلى صبر
والناس فى الدنيا يصبرون على أشياء كثيرة
يصبرون على رضا المدير والمسئول
ترى الموظف يحضر كل يوم مبكراً إلى العمل
فقط لكي يرضي المسئول
وينجز الأعمال بسرعة .. فقط لأن يرضي المسئول
نحن والله من باب أولى أن نصبر على رضا الله تعالى
بل وأن نسرع فى رضاه
موسى عليه السلام يستعجل بالطاعة ثم يقول
( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ) ( طه 84 )
مع أن موسى عليه السلام من أفضل الرسل ولكنه مع هذا يستعجل رضا الله تعالى
فحتى لو كان الله راضٍ عنك استعجل رضاه
فابحث عن الاشياء التى ترضيه وافعلها بسـرعــه
يعنى مثلا إذهب الى امك وابيك وتأكد انهما راضيين عنك
يقول النبى صلى الله عليه وسلم :
(رضا الرب في رضا الوالد ، وسخط الرب في سخط الوالد ). صحيح الترمذي
ايضا بعد كل أكلة أو شربة احمد الله تعالى
قل : الحمد لله
يقول النبى صلى الله عليه وسلم
( إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليه )صحيح مسلم
احرص أن تحافظ على هذا المكسب الذى حصلت عليه
لأن رضوان الله عز وجل لا يعطى لأى أحد
يعنى مثلا لو أن الملائكة الآ أعطت انسان قطعه أرض فى جنة الفردوس الاعلى
وهو الآن فى الدنيا حصل على قطعه ارض فى الجنة
هل سيتركها ؟
مستحيل
سيحافظ عليها بروحه ودمه
طيب رضوان الله تعالى أفضل من الجنة كلها
هذا هو كلام الله انظر فى سورة التوبة
عندما ذكر الله نعيم الجنة
ماذا قال فى آخر الاية ؟
(وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ )
بعد ذلك مباشرة قال تعالى :
( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[ التوبة. 72 ]
وانتهت الآية
هل لاحظت ؟
رضوان الله أكبر من نعيم الجنة تمسك بهذا الرضوان
لا تترك الشيطان يسحبه من يدك
فإنه إذا رأى ان الله تعالى قد رضي عنك أصيب بغيرة شديدة واشتعل فيه الغضب والحسد
لأنه وعد الله منذ فترة طويلة بأن يبعد الناس عن الله ويبعدهم عن سبيله
فتركه الله وشأنه تأتى أنت وتفسد عليه خطته
سينفجر غاضباَ
ربنا تعالى يحب ذلك يحب أن تغيظ عدوه
قال تعالى فى مدح المؤمنين :
(يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ ) ( الفتح.29 )
إخوانى وأخواتى
فلنتعاهد أنا وإياكم الآن على أن ندخل فى رضوان الله تعالى الذى هو
منتهى السعادة
موعدنا إن شاء الله فى الجنة بإذن الله نلتقي إن شاء الله
" ربنا ! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين !
قال : فيقول : فإن لكم عندي أفضل منه !
فيقولون : ربنا ! وما أفضل من ذلك ؟
[ قال : ] فيقول : رضائي عنكم ، فلا أسخط عليكم أبدا " إسناده صحيح على شرط الشيخين
لن تحصل على نعمة أجّـل ولا أعظم ولا أحلى من رضوان الله تعالى
فإذا كنت انت ممن رضى الله عنه فهنيئاً لك
وبارك الله لك فى هذه العطية
بقى أن نعرف ماذا يجب علينا أن نفعله الآن بعد هذه النعمة العظيمة
كيف تتعامل مع الله إذا رضى؟
فى البداية لو سألنا سائل فقال
كيف أعرف هل الله عز وجل راضى عنى أم ليس براضٍ عنى ؟
بعض الناس يربط رضا الله عز وجل بعطاء الدنيا
فأذا رأوا انسان اُعطي مالا أو منصب
قالوا له الله يحبك أعطاك كذا وكذا
أو إذا رأوا انسان مثلا نجى من مصيبة
قالوا فلان نجى بأعجوبة ربنا يحبه
ما دخل الدنيا بمحبة الله ورضاه ؟!
لو كانت الدنيا هى علامة الرضا
لما كان النبى صلى الله علية وسلم ينام على الحصير ويرقع ثوبه بنفسه
وتمر عليه ثلاثة اشهر غالب طعامه فيها التمر والماء
إذاً ماهى علامة رضا الله ؟
إذا رأيت الله تعالى يسهل لك فعل الطاعات وترك المحرمات
وانك تزيد فى إيمانك وقربك من الله تعالى فهذا دليل على تزايد رضا الله عنك
فالمسألة سهلة بسيطة
إذا كنت على طاعه فهو راضٍ عنك
ولماذا يغضب عليك !!
لكن بشرط أن يكون ذلك مع رجاء وحسن ظن بالله
بدون اغترار
كيف بدون اغترار ؟؟
بعض الناس أذا احس بفضل الله عليه ومنته عليه بالطاعة والهداية
بدأ يغتر ويأمن
وكأنه قد اُعطى خطاباً من السماء بأنه من أهل الجنة !!
فيعتبر نفسة من خواص المسلمين وليس من العوام
ويرى من نفسه فضلا ًوصلاحاً
ولعله لا يتكلم بذلك لكنه يحس به
هذا كله من العجب والغرور
قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) -(الإنفطار 6 )-
إذاً ماهو المطلوب ؟
المطلوب أن تنسب الفضل لله وحده فهو الذى له المنة أن وفقك للعمل الذى هو يرضيه سبحانه
إذاً رضا الله هو منة من الله علينا وليس جهداً منا
الله تعالى هو الذى أعطانا هذا الرضا
فضلا منه وليس استحقاقا
قال تعالى :
( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ
بَلِ اللَّـهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (الحجرات .17)
قد يقول قائل ربما أهتم بمعرفة كيفية التعامل مع الله إذا غضب لأني أخشى عقابه
لكن إذا كان الله قد رضى
فلماذا اعرف كيف أتعامل مع الله إذا رضى؟
ما الذى سأحتاجه الان ؟
لا أحتاج لشئ !
خلاص الله راضى عنى !
لا
أنت الان تحتاج أن تكون أكثر دقة فى التعامل مع الله أكثر من ذى قبل
لأن الوصول إلى الرضا شيء والمحافظة عليه شيء آخر
الوصول إلى رضا الله عز وجل سهل ربنا سبحانه يرضى بسرعة
لأنه كريم و رحيم
ولكن
الثبات على رضا الله عز وجل هو الصعب
قال تعالى :
( يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ ) ( إبراهيم. 27 )
سأضرب لك مثالاً..
شخص لا يعرف الوزير ولم يدخل مكتبه قط فحصلت له تريقة وعينوه مديراً لمكتب الوزير
لاشك أنه الآن يريد ان يتعلم ما الذى يحبه الوزير وما الذى لا يحبه !
وما هي أوقاته المناسبة إذا أردت أن أدخل عليه وما هي أوقاته غير المناسبة
فإن قال له قائل : انتظر انتظر أنت لم تكن تسأل عن هذه الأمور
ولم تكن مهمة لك فى السابق لماذا تحرص عليها الان ؟؟
سيقول لهم بلا تردد : طبعا سأهتم بها الآن
أنا حصلت على منصب جديد ولا اريد ان اخسر هذا المنصب الذى كسبته