بسم الله الرحمن الرحيم
تلقي رئيس التحرير رسالة من رجل الأعمال هشام طلعت كتبها من داخل محبسه وهو ينتظر قرار محكمة النقض في الحكم الذي صدر ضده بالإعدام في قضية المطربة اللبنانية سوزان تميم..
وهذا هو نص الرسالة:
... ممتاز القط رئيس تحرير »أخبار اليوم«..
في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، والذي أقضيه لأول مرة بعيدا عن أسرتي وأحبائي بسبب تلك القضية التي يعلم الله »عز وجل« براءتي التامة فيها، وكم الظلم الذي تعرضت له..
يطيب لي أن أنتهز هذه الفرصة لكم أقدم لك ولكل العاملين في صحيفة »أخبار اليوم« التهنئة، داعيا الله أن يعيده عليكم وعلي مصرنا العزيزة باليمن والبركات.. كما انتهز الفرصة لكي أعبر لكم عن شكري وامتناني لموقفكم النبيل وموقف صحيفتكم خلال الأزمة التي تعرضت لها والاتهام الظالم الذي وجه إليَّ وأقضي بسببه هذه الأيام العصيبة في غياهب السجن، مع حكم بالإعدام صدر بحقي بتهمة يعلم الله سبحانه وتعالي انني برئ منها.. ولم يكن موقفكم المشرف دفاعا عني، ولكن دفاعا عن الحق والعدالة وحق الإنسان في الوقوف أمام القضاء العادل، واعتبار المتهم بريئا حتي يصدر الحكم النهائي وفي آخر المراحل القضائية.
.... رئيس التحرير
أكتب إليكم بعد أن انتهيت من صلاة الفجر، وفي لحظة صفاء نفسي أشعر فيها بأنني أقف أمام الله »سبحانه وتعالي« الحكم العدل، والذي أثق في رضاه عني لأنه يعرف كم أنا بريء.. وبينما كانت دموعي تنهمر لأنني بين يدي الله وليس ضعفا أو خشية الأمر الذي أتعرض له..
وكان قراري أن أكتب لكم بالذات تقديرا مني لمواقف جريدتكم النبيلة.. ولأنني تذكرت أنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وقبل حلول شهر رمضان، كنت قد اتفقت معكم علي مشروع خيري كبير ـ امتدادا لما تقومون به وتتبنونه من مشروعات ـ بالقيام بتكاليف ألف زيجة تتضمن شقة الزوجية والأثاث بالكامل، وذلك إيمانا مني بحق المجتمع عليَّ كمواطن مصري، أعطاه الله من أجل الناس، قبل أن يكون من أجل نفسه.
وإذا كانت الظروف قد حالت بيني وبين إتمام ذلك المشروع، بسبب ما تعرضت له.. فإنني في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، أذكر لكم أن مشروعي قائم وستتولي أسرتي تمويله بالكامل مهما كانت تكلفته ، وارجو تنفيذه في اسرع وقت خلال شهر رمضان الكريم .. وسأجعله باسم والدي الراحل العظيم طلعت مصطفي، الذي كان دائما مثلا أعلي لنا كأبنائه ولكل من حوله، وستظل روحه الطاهرة نبراسا لنا نستلهم منها معاني الحق والواجب.
...... رئيس التحرير
أنتهز فرصة رسالتي إليكم.. وأنت صاحب قلم نحترمه ونقدره جميعا وترأس تحرير أكبر الصحف المصرية والعربية »أخبار اليوم«.. لكي أؤكد من خلال صحيفتكم الغراء أن ثقتي في القضاء المصري بلا حدود، وأعرف أن حياتي في أيد أمينة ويكفيني ثقتي في الله »عز وجل« وفي براءتي، ومهما يكن الحكم بعد ذلك فإنني راض بحكم الله.. وأذكر أيضا أن قضاة مصر كلهم أجلاء وكلمتهم عنوان دامغ للحقيقة.. وأعلن احترامي لكل الهيئات القضائية في مصر وفي جميع مراحلها.
لقد عاشت مصر علي مدي تاريخها تفخر بقضائها العظيم، وعاش المصريون جميعا يجلون قضاءهم وقضاتهم وينظرون إليهم نظرة إجلال وتقدير.. ولم لا وقضاء وقضاة مصر هم عنوان الحق والعدالة وملجأ المظلومين والباحثين عن حقهم المسلوب.. وعشت أنا شخصيا طوال عمري والقضاء يمثل لي الحماية والحصن الآمن، كما يمثل لي القضاة رمزا شامخا للعدالة.. وأبدا وفي أشد مراحل المحنة التي أتعرض لها لم تهتز ثقتي لا في القضاء المصري ولا في قضاة مصر.. وأذكر ثانية ثقتي بأنني أضع حياتي بين أيد أمينة وضمائر حية لا تحيد عن الحق.. وعاشت مصر بقضائها النزيه وقضاتها الشرفاء.
كما أؤكد لكم أيضا ثقتي الكاملة في الإعلام المصري، سواء منه المقروء أو المسموع أو المشاهد.. واعتزازي بالصحافة المصرية القومية والمستقلة والمعارضة.. ومن خلال »أخبار اليوم« أناشد الإعلام والصحافة وكل العاملين فيها، ألا ينساقوا وراء أي أخبار كاذبة أو ادعاءات يمكن أن تنسب لي ـ وأنا منها براء ـ أو تنسب إلي السادة أعضاء فريق الدفاع عني.. ويكفي ما حدث في المرحلة الأولي من المحاكمة، من »شوشرة« أدت إلي ما أنا فيه الآن، فقد تم محاكمتي في جو مسموم حيث حاول البعض أن ينال الشهرة والمكاسب علي حسابي دون أي اهتمام بمشاعري وحقوقي كإنسان، كما حاول البعض أن ينهش في لحمي وأن يأكلوه ميتا، سواء كان من قبيل الحسد أو الغيرة أو الحقد أو الانتقام، وقد فوضت أمري إلي الله في كل هؤلاء.
وأناشد كل العاملين في صحافة مصر وإعلامها أن يتقوا الله في شخصي وفي أسرتي.. وأن يتركوني أواجه أزمتي بقوة وإيمان.. وألا يعملوا ـ بحسن نية أو سوء نية ـ علي لف حبل المشنقة حول عنقي.. وأن يفعلوا الضمير المهني وأخلاقيات الصحافة في تعاملهم مع قضيتي.
وإذا كانت العدالة في إحدي مراحلها قد أصدرت أمرا بعدم النشر في قضيتي.. فإنني أرجو من كل وسائل الإعلام ان تفعل هذا القرار وأن تأخذ مبادرة من جانبها وتمنع النشر، وألا تسمح بنشر إلا ما توافق عليه الجهات القضائية وبعيدا عن أي محاولات للإثارة والمزايدة.
....... رئيس التحرير
لعل أكثر ما يحز في نفسي في هذه الأيام المباركة، شعوري بأنني كنت وراء ما تعانيه السيدة العظيمة والدتي وأشقائي وشقيقاتي وزوجتي الصابرة وأبنائي.. وأقول لهم سامحوني ولو كنت استطيع أن أمنع عنكم كل ذلك بروحي وحياتي ما تأخرت.. ولكن عزائي الوحيد أنني أثق أنهم جميعا يثقون في براءتي تماما.
أعتذر لهم.. وأعتذر لكل أصدقائي وأحبائي وأبناء دائرتي الذين أحاطوني بحبهم.. وأقول للجميع كل سنة وأنتم طيبون..
.... رئيس التحرير
أشكر لكم كل ما تحملتموه من أجلي.. وأشكر لكم نبلكم الأخلاقي والمهني.. ودائما سأظل أعتز بصداقتكم.. ورمضان كريم.
< < فور تلقي رئيس التحرير لرسالة هشام طلعت مصطفي.. عرض الأمر علي مجلس التحرير، ورأي المجلس تأجيل تنفيذ المشروع حتي انتهاء القضية تماما.
تلقي رئيس التحرير رسالة من رجل الأعمال هشام طلعت كتبها من داخل محبسه وهو ينتظر قرار محكمة النقض في الحكم الذي صدر ضده بالإعدام في قضية المطربة اللبنانية سوزان تميم..
وهذا هو نص الرسالة:
... ممتاز القط رئيس تحرير »أخبار اليوم«..
في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، والذي أقضيه لأول مرة بعيدا عن أسرتي وأحبائي بسبب تلك القضية التي يعلم الله »عز وجل« براءتي التامة فيها، وكم الظلم الذي تعرضت له..
يطيب لي أن أنتهز هذه الفرصة لكم أقدم لك ولكل العاملين في صحيفة »أخبار اليوم« التهنئة، داعيا الله أن يعيده عليكم وعلي مصرنا العزيزة باليمن والبركات.. كما انتهز الفرصة لكي أعبر لكم عن شكري وامتناني لموقفكم النبيل وموقف صحيفتكم خلال الأزمة التي تعرضت لها والاتهام الظالم الذي وجه إليَّ وأقضي بسببه هذه الأيام العصيبة في غياهب السجن، مع حكم بالإعدام صدر بحقي بتهمة يعلم الله سبحانه وتعالي انني برئ منها.. ولم يكن موقفكم المشرف دفاعا عني، ولكن دفاعا عن الحق والعدالة وحق الإنسان في الوقوف أمام القضاء العادل، واعتبار المتهم بريئا حتي يصدر الحكم النهائي وفي آخر المراحل القضائية.
.... رئيس التحرير
أكتب إليكم بعد أن انتهيت من صلاة الفجر، وفي لحظة صفاء نفسي أشعر فيها بأنني أقف أمام الله »سبحانه وتعالي« الحكم العدل، والذي أثق في رضاه عني لأنه يعرف كم أنا بريء.. وبينما كانت دموعي تنهمر لأنني بين يدي الله وليس ضعفا أو خشية الأمر الذي أتعرض له..
وكان قراري أن أكتب لكم بالذات تقديرا مني لمواقف جريدتكم النبيلة.. ولأنني تذكرت أنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وقبل حلول شهر رمضان، كنت قد اتفقت معكم علي مشروع خيري كبير ـ امتدادا لما تقومون به وتتبنونه من مشروعات ـ بالقيام بتكاليف ألف زيجة تتضمن شقة الزوجية والأثاث بالكامل، وذلك إيمانا مني بحق المجتمع عليَّ كمواطن مصري، أعطاه الله من أجل الناس، قبل أن يكون من أجل نفسه.
وإذا كانت الظروف قد حالت بيني وبين إتمام ذلك المشروع، بسبب ما تعرضت له.. فإنني في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، أذكر لكم أن مشروعي قائم وستتولي أسرتي تمويله بالكامل مهما كانت تكلفته ، وارجو تنفيذه في اسرع وقت خلال شهر رمضان الكريم .. وسأجعله باسم والدي الراحل العظيم طلعت مصطفي، الذي كان دائما مثلا أعلي لنا كأبنائه ولكل من حوله، وستظل روحه الطاهرة نبراسا لنا نستلهم منها معاني الحق والواجب.
...... رئيس التحرير
أنتهز فرصة رسالتي إليكم.. وأنت صاحب قلم نحترمه ونقدره جميعا وترأس تحرير أكبر الصحف المصرية والعربية »أخبار اليوم«.. لكي أؤكد من خلال صحيفتكم الغراء أن ثقتي في القضاء المصري بلا حدود، وأعرف أن حياتي في أيد أمينة ويكفيني ثقتي في الله »عز وجل« وفي براءتي، ومهما يكن الحكم بعد ذلك فإنني راض بحكم الله.. وأذكر أيضا أن قضاة مصر كلهم أجلاء وكلمتهم عنوان دامغ للحقيقة.. وأعلن احترامي لكل الهيئات القضائية في مصر وفي جميع مراحلها.
لقد عاشت مصر علي مدي تاريخها تفخر بقضائها العظيم، وعاش المصريون جميعا يجلون قضاءهم وقضاتهم وينظرون إليهم نظرة إجلال وتقدير.. ولم لا وقضاء وقضاة مصر هم عنوان الحق والعدالة وملجأ المظلومين والباحثين عن حقهم المسلوب.. وعشت أنا شخصيا طوال عمري والقضاء يمثل لي الحماية والحصن الآمن، كما يمثل لي القضاة رمزا شامخا للعدالة.. وأبدا وفي أشد مراحل المحنة التي أتعرض لها لم تهتز ثقتي لا في القضاء المصري ولا في قضاة مصر.. وأذكر ثانية ثقتي بأنني أضع حياتي بين أيد أمينة وضمائر حية لا تحيد عن الحق.. وعاشت مصر بقضائها النزيه وقضاتها الشرفاء.
كما أؤكد لكم أيضا ثقتي الكاملة في الإعلام المصري، سواء منه المقروء أو المسموع أو المشاهد.. واعتزازي بالصحافة المصرية القومية والمستقلة والمعارضة.. ومن خلال »أخبار اليوم« أناشد الإعلام والصحافة وكل العاملين فيها، ألا ينساقوا وراء أي أخبار كاذبة أو ادعاءات يمكن أن تنسب لي ـ وأنا منها براء ـ أو تنسب إلي السادة أعضاء فريق الدفاع عني.. ويكفي ما حدث في المرحلة الأولي من المحاكمة، من »شوشرة« أدت إلي ما أنا فيه الآن، فقد تم محاكمتي في جو مسموم حيث حاول البعض أن ينال الشهرة والمكاسب علي حسابي دون أي اهتمام بمشاعري وحقوقي كإنسان، كما حاول البعض أن ينهش في لحمي وأن يأكلوه ميتا، سواء كان من قبيل الحسد أو الغيرة أو الحقد أو الانتقام، وقد فوضت أمري إلي الله في كل هؤلاء.
وأناشد كل العاملين في صحافة مصر وإعلامها أن يتقوا الله في شخصي وفي أسرتي.. وأن يتركوني أواجه أزمتي بقوة وإيمان.. وألا يعملوا ـ بحسن نية أو سوء نية ـ علي لف حبل المشنقة حول عنقي.. وأن يفعلوا الضمير المهني وأخلاقيات الصحافة في تعاملهم مع قضيتي.
وإذا كانت العدالة في إحدي مراحلها قد أصدرت أمرا بعدم النشر في قضيتي.. فإنني أرجو من كل وسائل الإعلام ان تفعل هذا القرار وأن تأخذ مبادرة من جانبها وتمنع النشر، وألا تسمح بنشر إلا ما توافق عليه الجهات القضائية وبعيدا عن أي محاولات للإثارة والمزايدة.
....... رئيس التحرير
لعل أكثر ما يحز في نفسي في هذه الأيام المباركة، شعوري بأنني كنت وراء ما تعانيه السيدة العظيمة والدتي وأشقائي وشقيقاتي وزوجتي الصابرة وأبنائي.. وأقول لهم سامحوني ولو كنت استطيع أن أمنع عنكم كل ذلك بروحي وحياتي ما تأخرت.. ولكن عزائي الوحيد أنني أثق أنهم جميعا يثقون في براءتي تماما.
أعتذر لهم.. وأعتذر لكل أصدقائي وأحبائي وأبناء دائرتي الذين أحاطوني بحبهم.. وأقول للجميع كل سنة وأنتم طيبون..
.... رئيس التحرير
أشكر لكم كل ما تحملتموه من أجلي.. وأشكر لكم نبلكم الأخلاقي والمهني.. ودائما سأظل أعتز بصداقتكم.. ورمضان كريم.
< < فور تلقي رئيس التحرير لرسالة هشام طلعت مصطفي.. عرض الأمر علي مجلس التحرير، ورأي المجلس تأجيل تنفيذ المشروع حتي انتهاء القضية تماما.