بمرور الوقت تنجلى الغيوم عن الحقائق شيئاً فشىء لنتعرف عن الاسرار والخبايا التى لم يعلمها الكثيرون الا المقربين من صناع القرار ومنفذيه فعليا على ارض الواقع فقد كانت الثورة المصرية العظيمة اسطورة نجاح لم تشهدها الثورات من قبل فكان بها الكثير من الاسرار والخبايا ولكن جاء الوقت لمعرفة بعضها واهمها فقد كانت اخر فرصة لدى الوريث الغير شرعى لتولى زمام الامور بالبلاد جمال مبارك وذراعه الايمن زكريا عزمى لانهاء تلك الثورة وإفشلاها كلياً هو القرار الذى تم إصداره ليلة تفويض الرئيس المخلوع مبارك لنائبة رئيس جهاز المخابرات الاسبق السيد عمر سليمان وهى الليلة التى سبقت يوم التنحى مباشرة فقد كان التنحى يوم الجمعة وكان القرار ليلة الخميس وهو إقالة المشير حسين طنطاوى من منصبه كوزير الدفاع والإنتاج الحربى ولكن ما وقف امام تنفيذه هو عدم موافقة عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون المصرى والذى رفض إذاعة القرار على الهواء مباشرة وكان هذا ضمن الاسباب التى ادت لتمسك المشير طنطاوى بالمناوى لفترة رغم اعتراض العاملين بالقطاع على وجوده بعد الثورة كرئيس لقطاع الاخبار ولكن والحق يقال ان المناوى كان له رؤية سديدة وسليمة فى عدم إذاعة البيان الكارثى على المصرين حتى لا تحدث إنقلاب بالبلاد فالمشير طنطاوى كان وقتها المسئول عن القوات المسلحة والتى كانت تمسك زمام الامور على ارض الواقع وهى التى تولت حماية المنشآت الهامة والحساسة بالبلاد مثل مبنى اتحاد الاذاعة والتلفزيون ووزارة الدفاع ومجلسى الشعب والشورى ومجلس الوزراء والوزارات السيادية والقوات المسلحة هى التى رفضت ان تطلق اى طلقة نحو المتظاهرين بمختلف محافظات الجمهورية فقد استشعر وتأكد لدى جمال مبارك وزكريا عزمى ان السبب فى استكمال نجاح الثورة واسقاط العرش عن والده هو وقوف الجيش وانحيازه الكامل مع الثورة الشعبية وادركوا وقتها انه برحيل طنطاوى عن المشهد يستطيعون وقتها المجىء بوزير دفاع يتولى امر الجيش ويكون فى نفس الوقت خاضع لهم ويستطيعون وقتها سحق الثوار وإفشال الثورة بالكامل بالبلاد وقد ثارت الاقويل المختلفة حول ما كانت تلك الاقالة المزعومة تم عرضها على الرئيس المخلوع مبارك وتم اخذ موافقته عليها ام انها تمت بعيداً عن عينه وتم تزوير توقيعه كرئيسا للبلاد وقائد أعلى للقوات المسلحة وانه قد خشى بتنفيذ تلك الاقالة هو وضع البلاد والشعب فى مواجهة حقيقة مع الجيش مما يؤكد ان تم تزوير توقيعه لإرسال القرار الى وزارة الاعلام لإذاعته لهذا اعتبر أنه من مصلحة جمال مبارك أن يقوم بما يشبه انقلاباً داخلياً لإحكام قبضتهم على مركز السلطة الحقيقية وهو السيطرة على الجيش بإقالة المشير طنطاوى لتكون القوة الوحيدة الممسكة بالبلد وهي الجيش فى أيدي جمال فيسحق بها الثورة ويخلي ميدان التحرير من المتظاهرين بالقوة مهما كان عدد الضحايا فقد كان جمال مبارك يرى أنه إذا سقط والده فى تلك الفترة العصيبة فهو لا محالة سيسقط معه ويضيع امله فى حكم مصر ولكن الله خيب أمله وخطتطه فقد كانت الدلالة الواضحة لانحياز المشير طنطاوى والقوات المسلحة للثورة بالبلاد انه قد نزل بنفسه لمنطقة ماسبيرو حيث أذيع فى هذا اليوم أنه تفقد قوات الجيش الموجودة أمام مبنى التليفزيون لكنه لم يتفقد القوات فقط إنما تحدث وتكلم مع عدد من المتظاهرين أمام المبنى فى إشاراة واضحة ومطمئنة لهم بأن الجيش لن يعتدي عليهم وهو ما حدث بالفعل مما كان هذا ضغط على نظام الرئيس المخلوع وكان سبباً رئيسا فى تخليه عن حكم البلاد