ضرب مسلمو بلجيكا مثلا رائعا في الرحمة والرفق والإيثار.. وأكدوا أن هناك وسائل أخرى مجدية للتواصل الحضاري بين المسلمين والغرب غير التي اعتادها الناس في السنوات الماضية من عقد ندوات ومؤتمرات للحوار.. وغيرها.
هذا ما فعله مسلمو بلجيكا من خلال تدافعهم دفعا على التبرع بالدم للمستشفيات التي تضم مرضى من جميع الأديان..
لقد راهن المسئولون عن الصحة في بروكسيل على عدم تبرع المسلمين بالدم لهم، بحجة أن بعض المسلمين المتشددين يزعمون بأن التبرع بالدم لغير المسلم حرام..
في هذا الوقت طلبوا من قادة العمل الإسلامي مشاركة المسلمين في التبرع بالدم، وقالوا لهم سنرسل لكم سيارة إسعاف صغيرة لأننا لا نتوقع أن يتبرع أكثر من خمسة مسلمين بدمائهم.. غير أن قادة العمل الإسلامي طلبوا منهم سيارة كبيرة جدا لكي تستقبل المتبرعين بالدم من المسلمين.. وأصر الجانب الإسلامي على طلبه، وحددوا يوم الجمعة ليكون هو يوم التبرع، وبالفعل ذهبت السيارة الكبرى، ووقفت في إحدى ساحات المساجد الكبرى وبالتحديد أمام مبنى رابطة العالم الإسلامي بالحديقة الخمسينية في بروكسيل.. ودعا خطيب الجمعة في ذات اليوم، المسلمين إلى التبرع بالدم، انطلاقا من إنسانية الإسلام ورفقه ورحمته بالمرضى والضعفاء.
وبعد صلاة الجمعة تبرع مئات المسلمين بدمائهم وانتظروا دورهم في التبرع في طوابير متراصة على مدار ساعات –على الرغم من أن المتبرع يُجرى له تحاليل معينه قبل تبرعه.
وفي الواقع كان هذا الموقف المهيب لفتة إنسانية رائعة من المسلمين، أبهرت غير المسلمين، وأبهرت المسئولين، وأبهرت رجال الصحافة والإعلام في المجتمع البلجيكي، مما كان له أعظم الأثر في توضيح حقائق الإسلام بصورة عميلة..فما أحوجنا إلى مثل هذه المواقف الرائعة التي تنطلق من عالمية الإسلام ومن رحمته وإنسانيته..