من بلاد الشام وتحديدا من بقاع سوريا الشقيق إلى الأراضى المصرية فوجئنا بهبوط طائرة من النجومية تحمل على متنها قصة حب فنية ومحطات تلفزيونية وشهرة لم تعطه غرورا وانما زادته تواضعا وتصالحا وسلما مع نفسه قبل الآخرين. ومع "ملوك الطوائف عرفناه و"بعصي الدمع" ثبت أقدامه فى الاراضي العربية فإرتدى جلباب صلاح الدين ليشرح التاريخ فى قالب من المتعة والتشويق ..
فأعجبته قصة خوض المعارك وحمل السيف ودراسة كتب التراث ليقدم "ربيع قرطبة" و"صقر قريش" وحقق نجاحا مع الفيلم المصري "حليم" فى شخصية المذيع المستفز الذي تجرأ وطالب العندليب بالإعتزال. وهاهو قدم مشاركته الثانية في الدراما المصرية ليرتدي الجلباب الصعيدي لشخصية الطاغية مندور ابو الدهب.
النجم السوري جمال سليمان كشف لنا في هذا الحوار عن الكثير من الاسرار في حياته الفنية يقول جمال سليمان: في البداية لم اشعر بالرهبة في فيلم (حليم) ولكن عندما اعطاني السينارست محمد صفاء عامر ورق حدائق الشيطان لاقرأه فوجئت بشخصية مندور ابو الدهب وهي مليئة بالابعاد النفسية العميقة، وقال جمال وبصراحة ولا اخفي عليكم وضعت يدي على قلبي لثلاثة أسباب الأول إنه مسلسل وليس فيلما سينمائيا اي انني سأقتحم البيوت بلا إستئذان وستزداد نسبة المشاهدة ومعه اكيد سيزداد النقد .
ثاني هذه الاسباب لان العمل باللهجة الصعيدية نعم انا اتكلم اللغة العربية لكن اللهجة السورية منها, وآخر الاسباب هى انني حينما قرأت الورق شعرت ان الشخصية تتطلب مني الازدواجية بمعنى ان اقدم شخصية الطاغية ورجلاً كما تقولون بالمصري مفتري لا يهمه سوى ذاته وفي نفس الوقت يتطلب مني الدور أن أكسب حب الجمهور لهذه الشخصية والحمد لله إننى فؤجئت حينما يقابلني يقول لي بالحرف الواحد:
رغم انك تعذب الناس وترعبهم بالغولة إلا إننا لا نتمنى قتلك، بصراحة لم تتخيلي كم السعادة التي اوقعتها هذه الكلمات على مسامعي وعرفت حقا إني نجحت بتوفيق من الله وحققت المعادلة الصعبة.
لكن النقاد أجمعوا ان إتقانك لهجتك الصعيدية جاء بنسبة 80% وإن لغتك السورية غلبت على بعض الكلمات؟
وهل هذه النسبة قليلة بالنسبة لممثل سوري مطلوب منه التحدث الاف الكلمات بالصعيدية وان تتبلور ملامحه ويرسمها ليظهر للناس كما تقولون من اعالي الصعيد .. وللعلم انا على يقين ان اي ممثل مصري لن يعرف ان يتقن الصعيدية 100 % واتحدى ذلك ومن يتقن اللكنة بطلاقة لابد وأن يكون بالفعل رجلاً صعيدياً أبا عن جد.
البعض اتهم حدائق الشيطان لعدة اسباب اولها تهميشه للمرأة الصعيدية كذلك المبالغة في الخرافة المسماة بالغولة فما هو ردك على هذه الإتهامات ؟
اولا بالنسبة لتهميش المرأة الصعيدية فهذا بالفعل حادث فى المسلسل ولا انكر ذلك لكني سأقول لكي شيئاً الا وهو ان الدراما التلفزيونية لابد وان يكون طابع المجتمع الذى تدور فيه الاحداث هو المسيطر على السياق الدرامي وهذا مجتمع صعيدي ومن المعروف ان الرجل فيه له اليد العليا فى كل شيء ، حيث أن أراءه تسير على المرأة فما بالك بشخصية مندور ذلك الرجل الذي يفرض اراءه على الرجال قبل النساء اما بالنسبة لما تقولين عنها غولة فأي إنسان مسيطر كثيرا ما تجدي معه سلاحا ليرهب الناس وليظلوا تحت رعايته تماما مثل جورج بوش كلما يريد مهاجمة الإسلام يقول إنه دين الإرهاب فالإرهاب هو الغول الذى يرهب به العالم وعلى هذا فكل إنسان مفتري إن لم تكن هناك غولة في حياته يحاول حتى مجرد إصطناعها لإنه يشعر إنه لو فقدها سيفقد معها هيبته.
تقول أن المرأة فى المجتمع الصعيدي بطبيعتها مهمشة فماذا عن المرأة فى مجتمع جمال سليمان ؟
أمي واختي وبنتي وزوجتي كل شىء يكمن في المرأة لكني لا احب المرأة المسترجلة التى تدعي القوة واقول لها كوني قوية كما تشائين لكن أمام من تحبين وأمام زوجك ضعفك هو سر قوتك وانوثتك لكني أرى ان المرأة كثيرا ما تحب الاستحواذ على كل شيء تحب من التراث تدليلها وأنفاق الرجل عليها وفى نفس الوقت تطالب بحريتها مثلما حدث فى الكويت حينما طالبت المرأة بقوانين بها يحق لها الترشيح والعمل السياسي وقد أصبحت الدول العربية تتكدس بالقاضيات وفي سوريا تتقلد منصب المحامي العام إمرأة.
فى الأونة الأخيرة كثرت الأقاويل بشأن تفوق الدراما السورية عن نظيرتها المصرية فما رأيك؟
بالطبع انا ضد هذا الرأي فمصر دائما الرائدة وهوليود الشرق يولد في احضانها كل فنان عربي لكن ينقصها فقط الاعمال التاريخية اما بالنسبة للاعمال الاجتماعية فليس لمصر نظير فيها هذا وفي المقابل فالاعمال التاريخية والدينية متفوقة فى سوريا.
وهل عرض عليك المشاركة فى أية أعمال مصرية جديدة؟
هناك مشروع بيني وشركة الجابري للإنتاج التى أنتجت حدائق الشيطان لكننا لم نتحدث في التفاصيل حتى الأن.