اعلن اطباء بيطريون اميركيون أن وباء خطيرا معديا من فيروس للانفلونزا يؤدي الى الموت، ينتشر بين الكلاب على نطاق الولايات المتحدة. واضافوا ان الفيروس الذي تحور من سلالة من انفلونزا تصيب الخيول ادى الى هلاك عدد من كلاب الصيد (السلوقي) التي تشارك في السباقات في سبع ولايات اميركية، كما رصدت عدواه في مآوي الكلاب وفي محلات بيع الحيوانات الأليفة في مختلف المناطق والمدن منها ضواحي نيويورك، الا ان نطاق انتشار العدوى لا يزال مجهولا.
وقالت سيندا كروفورد الباحثة في كلية الطب البيطري في جامعة فلوريدا التي تعكف على دراسة الفيروس، إنه ينتقل بسهولة كبيرة بين الكلاب التي تعيش معا، كما يمكن لعدواه الانتقال بين الكلاب في الشوارع، بل حتى يمكن للانسان نقلها من كلب الى كلب آخر، بعد ان اثبتت اختبارات ان العاملين في مآوي الكلاب نقلوا الفيروس الى بيوتهم.
ولا تعرف حتى الآن اعداد الكلاب التي هلكت بفعل المرض الا ان تقارير ذكرت ان 10 آلاف كلب هلك في فرجينيا. وقال العلماء ان معدل الوفيات به تعدى نسبة 1 في المائة وقد تصل النسبة الى نحو 10 في المائة بين الكلاب الهرمة او الصغيرة المصابة. وكانت كروفورد قد بدأت دراسة حالات وفات كلاب السلوقي في يناير 2004 في مضمار لسباق الكلاب في جاكسونفيل في فلوريدا، بعد هلاك 8 منها من أصل 24 كلبا اصيبت بالمرض.
وقالت كروفورد «هذا مرض جديد ناشئ.. ولا نملك الا القليل من المعلومات لوضع التوقعات حوله، الا انني اعتقد بان الوفيات تقع في حدود 1 الى 10 في المائة». واضافت انه وبسبب عدم توافر مناعة طبيعية لدى الكلاب ضد هذا الفيروس، فإن أي كلب سيتعرض للاصابة به. وتظهر اعراض المرض على 80 في المائة من الكلاب المصابة، وقد تتشابه مع اعراض مرض شائع يعرف باسم «سعال الكلاب»، اذ ان المرضين يسببان سعالا حادا لمدة ثلاثة اسابيع. الا ان «انفلونزا الكلاب» تسبب الحمى اذ ترتفع الحرارة بسببها الى 106 درجات فهرنهايت 41.1) درجة مئوية)، كما يصاب الكلب بالرشح، وتظهر حالات ذات الجنب في حالات معدودة.
ويسبب «انفلونزا الكلاب» فيروس «إتش 3 أن 8» القريب جدا من فيروس «انفلونزا الخيول» وهو من نفس عائلة الانفلونزا البشرية وفيروس «انفلونزا الطيور» «اتش 5 ان 1» الذي هلك بسببه 100 شخص في آسيا. ويقول الخبراء انه لا توجد أي دلائل على ان انفلونزا الكلاب تصيب الانسان. وقال الدكتور روبن دونيس رئيس قسم علوم الجينات الجزيئية التابع لقسم الانفلونزا في مراكز مراقبة الامراض والوقاية منها، ان «المخاطر )على الانسان) ضئيلة الا اننا نراقب الوضع». واضاف انه لا يوجد أي لقاح مضاد للفيروس حتى الآن إلا ان تطويره ليس صعبا، وان عقارين هما «أمانتيدين» و«تاميفلو» بامكانهما الحد منه إلا انهما ليسا مجازين لعلاج الكلاب.
وهلك بسبب الفيروس عدد من الكلاب في مضامير للسباق في ولايات فلوريدا وماساتشوسيتس واريزونا وفرجينيا الغربية ووسكنسون وتكساس وأيوا.