يبدو أن التحركات التي جرت في اليومين الماضيين سواء على الصعيد الشعبي او الرسمي في مصر قد أتى بشيء من ثماره رغم انه غير كاف أبدا ، فالمتتبع للحوادث السابقة التي جرت بين مصر وإسرائيل في عهد المخلوع مبارك يرى ان الموقف الاسرائيلي كان يتسم بالتعالي وعدم الاهتمام ، نظرا لسياسة النعامة التي انتهجها نظام مبارك لأجل الحفاظ على منصبه ومنصب ابنه ، ولكن هذه المرة تغير الموقف كثيرا لعدة اسباب أهمها التفاف الشعب حول نظامه والمتمثل في القوات المسلحة للجيش المصري ، كذلك التصرف الدقيق للمجلس العسكري برغم بعض المشككين ، فلم يبق مكتوف الأيدي وإنما تصرف بحكمة كما تتصرف الدول المتقدمة التي تحافظ على سيادتها برغم الظرف العصيب الذي تمر به مصر ، إن الاعتذار الاسرائيلي لم ولن يكون كافيا ابدا وعلى الشعب المصري ان يواصل وقوفه ومظاهراته التنديديو الضاغطة ظاهريا على المجلس العسكري ولكنها في الحقيقة ضاغطة على المجتمع الدولي وعلى إسرائيل ، إن هذا من شأنه أن يضع حدا للحماقات الاسرائيلية ويضع حدا لهاته الأعمال التي كانت تحدث وتمر مرور الكرام ، وعلى الشعب المصري ألا يلتفت إلى المشككين والمحبطين الذين يحبون اغنية : حنعمل إيه بالتظاهر ؟ إنني لم اكن مع المظاهرات الأخيرة التي أعقبت الثورة لأنها كانت تضعف المجلس العسكري ، وتؤخر مسيرة الاصلاح والبناء ، ولكن التظاهر في هاته القضية أصبح واجبا مقدسا .