نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية منتدى المواهب منتدى موهوبين الادب والشعر منتدى القصص والروايات



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




أبقى معي

 

أبقى معي



اليوم وعلي غير العاده أتي زوجي مبكرا ً ، وكان يبدو عليه الأرتباك الذي كان يصاحبه دائما ً عندما يشرع في محادثتي في أحدي الأمور المصيريه في حياتنا ، ولكن يا تري اي قرار مصيري سيحدثني عنه الأن ! وهل يا تري سيستمع لي اما سينفذ قراراته ولا ينصت لكلامي كما يفعل دائما ً ، هل يا تري أعتبر حديثه معي لونا ً من ألوان الديمقراطيه ام حوارا ً ديكتاتوريا ً نتائجه محسومه وما هو الا لتقرير بعض القرارات الديكتاتوريه .

مجدي : ازيك يا حبيبتي عامله ايه ؟

أمل : الحمد لله يا حبيبي ، وانت عامل ايه ؟

مجدي : الحمد لله ... هم الأولاد فين ؟

أمل : ايه السؤال الغريب ده ! ما هو انت عارف انهم من أمبارح وهم بايتين عند ماما .

مجدي : اة ، معلش انا أصلي مش مركز شويه النهارده ، عشان في حكاية شاغله عقلي .

أمل : اة ما هو باين عليك .

مجدي : اة ما هو أصل الموضوع خطير ومهم جدا ً ، ومش قادر أبطل تفكير فيه .

أمل : يا تري ايه الموضوع الخطير والمهم جدا ً الي شاغل تفكيرك للدرجة ديه ؟

مجدي : عندنا في الشغل قرروا انهم يسفروا بعض العاملين لأمريكا عشان يشتغلوا في فرع الشركة هناك ، ويقعدوا خمس او ست سنين ، وبعد كده يرجعوا تاني ، والمسؤولين عن السفاريات ديه أختاروني ضمن الناس الي مسافره لأمريكا .

أمل : اة ، وأنت عاوز تسافر ولا لاء ؟

مجدي : انا بصراحه محتار ، بس فرصه السفر ديه ما تتعوضش ، لأن هتجيلنا فلوس كثيرة من وراها .

أمل : هو احنا محتاجين فلوس يا مجدي ! احنا معانا الي يكفينا وزياده . عندنا عربية وشقة أربع أوض مجهزة بأحداث الأجهزة ، هنعوز ايه تاني أكتر من كده .

مجدي : البحر بيحب الزياده .

أمل : زيادة ايه بس ! ده يبقي طمع وجشع .

مجدي : يعني مش موافقه علي السفر .

أمل : طبعا ً مش موافقه ، يعني هتسيبني وتسيب أولادك وأهلك عشان الفلوس ؟

مجدي : فلوس ايه بس ؟ انا مسافر عشانكم ، وكمان الأولاد هيكونوا معاك وهيسلوك ِ يعني مش هتكون لوحدك ، وانتي أكيد هتعرف ِ تعتني بيهم كويس في غيابي ، وكمان انا كل 4 شهور مصرح لي اني انزل يومين مصر .

أمل : الأولاد يا بيه زي ما هم محتاجين أم محتاجين أب ، وانا زي اما محتاجه ان اولادي يكونوا جنبي ويسلوني ، محتاجه كمان ان زوجي يبقي جنبي ويحتضني ، مش يجيلنا كل يومين 4 شهور .

مجدي : ههههههههههه ، كل يومين 4 شهور .

أمل : انت ليك نفس تضحك ، ومش حاسس بالمصيبة الي انت هتحطنا فيها !

مجدي : مصيبة ايه يا حبيبتي انا مسافر وهرجع تاني ، أنتي بتتكلم ِ كده أكني مش هأرجع تاني !

أمل : الي يسافر ويسيب بيته ومراته عشان شويه فلوس ، مش بعيد اما تجيله فلوس أكتر يبيع مراته وأولاده .

مجدي : انتي بتقول ِ ايه ! انا مسافر عشانكم مش عشاني .




أمل : عشاننا ! انت بتضحك علي ولا علي نفسك ؟ انت عارف كويس اننا مش ناقصنا حاجة ، فما تقولش انا مسافر عشانكم ، في حاجة في الدنيا اسمها ان الزوج يسيب بيته ومراته ويسافر ويقول ده لمصلحتهم ؟ في حاجة في الدنيا اسمها ان اب يسيب مراته وهي معاها 3 عيال ويسافر ويقولها عشانكم ؟ في حاجة اسمها كده ؟
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل



مجدي : أيوة الأب الي بيحاول يشقي ويتعب عشان يعيش أولاده في نعيم ويعيشهم في مكانه اجتماعيه كبيرة .

أمل : حلوة أوي الجمله ديه ، شوفتها في أنهي فيلم ؟ يا بيه يا الي مش عايش في الدنيا تربية الأولاد مش بالفلوس بس . التربية ليها أسس لأزم تقوم عليها ، وانت مش عارف اي حاجة منها .

مجدي : وانتي بقي الي عارفها .

أمل : طبعا ً ، أومال انا بأربي أولادك ازاي ! أهم أسس التربية يا بيه هي انك تراعي أولادك وبيتك مش أنك تسيبهم ، وأنك تبقي علي طول معاهم تعرف مشاكلهم وتتكلم معاهم وتنقلهم خبراتك في الحياة مش تسيبهم وتمشي وتقول انا ماشي عاشنهم .

مجدي : بتعيط ِ ليه دلوقتي ، مش كنت مش شويه عماله تزعق ِ ولا همك حد ؟

أمل : شيل أيدك من علي ، جوزي بس هو الي له حق انه يحط ايده علي ويمسح دموعي .

مجدي : أومال انا مين !




أمل : زوجي الي انا أعرفه شكله هيتأخر في الشغل النهارده ، انما انت واحد ما اعرفوش ، واحد كل همه في الحياة الفلوس وبس ، انما زوجي مش زيك خالص انت ان شوفته هتحبه ، شكله شكل الملائكة عمره في يوم ما زعلني ، علي طول معيشني في نعيم ، وبيحبني أوي ومش ممكن يبعد عني يوم واحد من غير اما يشوفني ، وبيحب اولاده جدا ً وعلي طول معاهم ومش مخليهم محتاجين حاجة ، وعمره ما بعد ولا هيبعد عنهم أبدا ً...

واثناء حديثي وجدته يقف فجأة وهو يحاول ان لا ينظر لي ويحدثني بنبره يملئها الحزن والأسي ويقول ...

مجدي : انا في حاجة نسيتها في الشغل ولازم أنزل اجيبها دلوقتي .

وتركني وحيده في المنزل ونزل . وفي الساعه 12 مساء ً وجدته يفتح الباب ويدخل المنزل وكنت أنا مستلقيه علي السرير ، فتظاهرت بالنوم ، فقام هو بخلع حذائه ودخل الحمام وقام بتغير ملابسه ، ثم خلد الي النوم بجواري ، وفي الصباح عندما استيقظت في ال 7 صباحا ً لم أجده بجواري ، ووجدت جواب قد تركه لي ، فألتقطه لأقرأ ما كتب بداخله ، ولكني سرعان ما تركته مرة أخري بعد قرأتي للسطر الأول - لأني شعرت بأنه مجرد جواب لأعلامي بقرار السفر بطريقة غير مباشرة وان قرأته ليس لها اي فائدة - ثم ذهبت الي الحمام لكي أتوضأ واصلي صلاة الصبح ، وعندما بدأت في الصلاة وجدت الجواب يسيطر علي تفكيري بطريقة مخيفة ، مما دفعني بعد الانتهاء من الصلاة ان اتجه مسرعة الي الجواب والتقطه مرة أخري لأري ما كتب به ...




زوجتي الجميلة والعزيزة أمل ، انا بحبك جدا ً ، وعارف انك استحملتيني كتير ، وعارف قد أيه انتي بتعاني في تربية الأولاد ، بس انا كمان معذور انا عاوز أوفر لك ِ وللأولاد عيشه افضل . لأني مش هقبل يعانوا الي انا عنيته في البلد ديه ، انتي ما تعرفيش يا أمل الحاجات الي بتحصل معايا في الشغل كل يوم والي بسببها متمسك بالسفر ، ولا تعرف ِ اني بسبب الواسطه كنت ممكن أترفد من الشغل كذا مرة ، هتقول ِ لنفسك طيب ما قاليش ليه الحاجات ديه قبل كده ، هقولك لأني عارف انك بتحبيني جدا ً وما بتطقيش حد يمسني بأي حاجة ، ولأني عارف ان الحاجات ديه كانت هتزعلك جدا ً ، وانا ما استحمليش انك تزعل ِ دقيقية واحده .

انا بأكتب لك الجواب ده وانا بتقطع من جوه ، لأني ما كنتش اتخيل يا أمل انك في يوم من الأيام تعمل ِ معيا كده ، وتقول ِ علي اني مش زوجك . انا مش زوجك يا أمل بعد كل العشرة ديه ؟ انا مش زوجك يا أمل بعد الحب ده كله الي انا بحبه لك ِ ؟ انا يا أمل ما بيهمنيش في الدنيا غير الفلوس ؟

انا عارف انك عشان مش عاوزاني اسافر قلت كده ، بس انا ما كنتش أتوقع انك تتعامل ِ معايا كده ، ما كنتش اتوقع ان اقرب الناس لي تكلمني بالطريقة ديه ، انا لغايه دلوقتي مش قادر اصدق الي حصل أمبارح ، عشان كده انا قررت أني اسيب البيت واقعد عند أحمد سعيد لغايه اما ميعاد السفر يجي ، لأني خايف ان وجودي معاك الايام ديه يكون بيزعجك ، وانا ما أستحملش ان حاجة في الدنيا تزعجك حتي وان كنت أنا .

مع السلامه يا زوجتي الحبيبه أمل . زوجك أو الشخص الذي يفتخر بأنه زوجك وانه قضي معك سنوات مليئة بالسعاده مجدي .

أثناء قرأتي للجواب كنت أتخيل حال مجدي أثناء كتابته للجواب ، وكيف تأثر بكلماتي القاسيه عليه ، فجريت بأتجاه الهاتف واتصلت به علي هاتفه النقال ...




أمل : الوووو ، ازيك يا مجدي عامل ايه ؟

مجدي : الحمد لله كويس .

أمل : مجدي هو ايه الجواب الي انت سايبه ده ، ويعني ايه تروح تقعد عند صحبك عشان ما تضايقنيش ؟

مجدي : ما فيش ، أصل انا حسيت امبارح انك ما بقتيش تستحمل ِ وجودي في البيت ، فقلت أسيب البيت أفضل عشان أرفع عنك اي احراج .

أمل : هو زوجنا بالسهوله ديه يا مجدي عشان تسيبه بسبب كلمتين انا قلتهم في ساعه نرفزه .

مجدي : ما هم ان كلمتين عاديين عادي ، ولكنهم كلمتيين جرحوني وقتلوني ، لأني كنت متخيل ان مهما الناس عملوا في هلاقيك واقفه جنبي مش تقسي معاهم علي .

أمل : انا يا مجدي والله ما كنت أقصد اي كلمه من الي انا قلتهالك امبارح ، انا كل الي انا عاوزه انك تفضل جنبي وما تسافريش ...

في بدايه حديثي معه حاولت أن اتماسك وان لا أصرح له بمشاعري حتي لا أقع فريسه سهله لأطماعه ، ولكن سرعان ما أنجرفت وراء مشاعري ...




انت مش عارف بيحصل ِ ايه في غيابك اما بتتأخر في يوم بره البيت ، بيبقي عاوزه انزل ادور عليك في الشارع واروحلك الشغل واتصل بأهلك وبكل اصحابك عشان اعرف انت أتأخرت ليه ، بحس في الوقت ده بأن الدنيا قاسيه جدا ً علي لأنها بتأخر عوده الانسان الي انا بحبه والي ما أقدرش استغني عنه ثانيه واحده ، انا بحبك يا مجدي أوي وما تتصورش الجواب بتاعك عمل فيه ايه ، وما تتصورش حالتي دلوقتي عامله ازاي وانا بكلمك ، فأرجوك ما تزعلش مني انا مراتك حببتك الي مالهاش في الدنيا ديه بعد ربنا غيرك ، فأن السفر هيريحك سافر بس أرجوك تقضي معايا ومع أولادك اليومين دول الي قبل السفر .

مجدي : حاضر يا حبيبتي انا هألبس دلوقتي وأجيب معايا الشنطه وأجيلك علي طول .

أمل : لاء يا حبيبي ما تجيش دلوقتي ، عشان كده هتتأخر علي شغلك ، فوانت راجع من الشغل ابقي عدي علي زميلك وجيبها منه .

مجدي : في ستين داهيه الشغل ، المهم اني اتأكدت انك لسه بتحبيني ، وانك ما تقدريش تستغني عني ، والشغل ممكن يستني لكن انتي لاء ، انا جاي دلوقتي يا أغلي حاجة في حياتي .

أمل : وانا مستنياك يا حبيبي ، ويا أعز وأغلي انسان في حياتي .




أنتهت المكالمه بيننا بعبارات الحب المتبادله . وبالفعل عاد مجدي الي البيت مرة أخري ومكث معي ومع الأولاد حتي ميعاد السفر . وفي يوم السفر قررت ان أوصله بنفسي الي المطار ، ولكنه عارض وبشده قراري ، لأنه مثلما قال لي لا يحب لحظات الوداع ، وحتي أظل مع الأولاد ولا يروا لحظات أليمه وحزينه وهم في هذا السن الصغير .

ولكني تمسكت برأيي وألححت عليه في الذهاب معه الي المطار ، لأني شعرت بالشك والحيرة من هذا الرفض غير المبرر . فاذا كان يخشي من لحظات الوداع ، هل يعني ذلك انني لن أودعه بالمنزل ! واذا كان يريد ان يجنب الأولاد اللحظات الأليمه ، ألن يكون غيابه عن المنزل لمده أربعه سنوات أكثر ألما ً من لحظات الوداع المحدوده !

وعندما وجدني متمسكه برأيي ولا أريد ان أتراجع عن قراري ، وافق علي ذهابي معه علي مضض ، وبالفعل ذهبت معه الي المطار ، وهناك شعرت بأقسي لحظات حياتي ، عندما وجدت أبني الصغير يتجه الي مجدي وهو يبكي ويقول له يا تري هترجع يا بابا ولا هتعمل زي أبو صاحبي الي سابه وسافر من عشر سنين ولسه ما رجعش لغايه دلوقتي ، وعندما حدثه أبني الأخر عن كليه الهندسه ، وانه عند رجوع مجدي سيكون قد ألتحق بكليه الهندسه التي طالما حلم بها ، وعندما وجدت أبنتي الصغيرة تتراجع للوراء ولا تريد ان تتجه الي ولادها معللتا ً ذلك بأنه سيتركها ويذهب فلماذا تذهب اليه وتودعه والوداع لن يجعله يبقي معها ولن يجعله يعود في أقرب فرصه . وسط هذه اللحظات أتجهت الي مجدي وعيني مليئة بالدموع واحتضانته واحتضنت أولادي ثم أنصرفت وانا أمسح الدموع عن خدي الحزين ، وما هي الا بعض الخطوات حتي ألتفت مرة أخري الي مجدي وجريت بأتجاهه وأرتميت في أحضانه وشعرت بأنهمار سيل جارف من الدموع من عيني اليائسة التي لا تملك شئ ً سوي الدموع ، وبعد فترة ليست بقليله أستطعت ان أتمالك نفسي وأنصرفت انا وأولادي الي المنزل وانا في قمه الحزن واليأس .

الي اللقاء في الجزء الثاني من الموضوع ان شاء الله ...






المقال "أبقى معي" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية