مع تعرض عملات كل دولة لتقلبات مستمرة صار مقدار الذهب المحتفظ به هو الذي يحدد قيمة كل عملة. فعندما تنخفض قيمة العملة بسبب التضخم, ترتفع قيمة الذهب, مما يقلل من قيمة الخسائر المالية.
حول هذه الصناعة الاستراتيجية والشائعات التي انتشرت حول سرقة الذهب أيام الثورة ومشاركة النظام السابق في منجم السكري بادرت الأهرام بتقصي الحقائق فقامت بجولة داخل المنجم لتستبين الحقيقة كاملة بكل أمانة وموضوعية.
قسوة الطبيعة
جبال السكري ترقد في كنوز من الذهب وتبعد هذه الجبال350 كيلومترا مجموعة جبلية تأخذ أشكالا هرمية شاهقة الارتفاع.
تاريخ المنجم
يقول عصمت الراجحي, مدير عام منجم السكري وأحد المساهمين في الشركة الفرعونية لمناجم الذهب صاحبة استغلال المنجم: إن منجم السكري هو منجم ذهب في منطقة جبل السكري الواقعة في صحراء النوبة( جزء من الصحراء الشرقية) ويقع علي بعد03 كيلو مترا جنوبي مدينة مرسي علم في محافظة البحر الأحمر وتحصل علي حق استغلاله شركة السكري وهي شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية وسنتامين مصر التي يملكها المهندس سامي الراجحي بعدما استحوذت علي الشركة المستغلة الشركة الفرعونية لمناجم الذهب ومنجم السكري هو منجم مصر الأول للذهب في العصر الحديث ومن أكبر عشرة مناجم علي مستوي العالم والثاني علي العالم من حيث الاحتياطي.
ويعد منجم السكري أحدث منجم تقوم علي تشغيله شركة سنتامين مصر المحدودة وتبلغ مساحة المنجم061 كيلومتر مربعا ومرخص للعمل لمدة30 سنة قابلة للتجديد مرة أخري لمدة مماثلة ومخزون المنجم عبارة عن نطاق هش وسهل التكسير يحوي مخزون الذهب الذي نجده متداخلا مع مركبات شبه جرانيتية من بلورات التوناليت الجرانيتية ذات الحبيبات البركانية.
ويضيف الراجحي أن منجم السكري استخدم قديما في عهد الفراعنة, حيث توجد دلالات علي ذلك متمثلة في عدة نطاقات من الحفر ومن المتوقع أن يتم إنتاج1.5 جرام لكل طن كما أن المتخلف من المعادن الأخري الناتجة عن ذلك يعادل473 مليون طن علي مدي15 عاما وينقسم المنجم إلي أربعة نطاقات هي فرعون ورع وآمون وغزال.
ويشير الدكتور عادل محمد علي جيولوجي وممثل هيئة الثروة المعدنية الذي حضر عملية صب وسحن الذهب ـ إلي أن آخر إنتاج حقيقي للذهب من منجم السكري يرجع إلي الثلاثينيات من القرن الماضي وكان اسمه منجم الذهب الحكومي.
ويوضح د.عادل أن العمل الاستكشافي الجيد والتقييم والحفر المتميز كلها عوامل أعطت منجم السكري التصنيف الحالي من بين أكبر عشرة مناجم علي مستوي العالم ويوجد في مصر أكثر من100 منجم ذهب سبق استغلالها وتقوم هيئة الثروة المعدنية حاليا بطرح هذه المناجم للاستثمار الاجنبي عن طريق مزايدات عالمية تم بالفعل طرح مزايدتين لاستغلال مناجم الذهب بنظام المشاركة وكانت المزايدة الأخيرة عام2009 قد أسفرت عن رسو بعض المناطق علي بعض الشركات الأجنبية وجار استكمال الإجراءات القانونية لبدء استكشاف هذه المناطق.
ويضيف د.عادل أنه توجد بعض الشركات العاملة في مجال الإنتاج مثل شركة حمس مصر في منطقة حمش وسط الصحراء الشرقية إلي جانب قيام بعض الشركات الأجنبية لاستكشاف مثل شركة ساني دبي جنوب غرب القصير ومنطقة الشلاتين وشركة الكسندرا نوبيا بمنطقة أبومروات.
التنقيب في جبال السكري
وقد انطلقت وانتشرت فرق العمل فوق التباب الجبلية وأخذت تعمل وفق برامج جيولوجية, كما يشير الجيولوجي بهاء عادل صادق رئيس قسم الجيولوجيا بالموقع فإن ألوان الجبل المختلفة تعطي مؤشرا علي وجود شيء ما في هذا الجبل, فيبدأ الجيولوجي بالاهتمام به ويبدأ بأخذ عينات عشوائية للتحليل حيث يتم إجراء جراحة بالآبار الاختبارية لعمق الصخور فيتم حفر بئر اختبارية كل100 متر فإن أتت بنتيجة ايجابية فإن الحفر يكون كل50 مترا ثم25 مترا حتي تصل إلي8 أمتار لأن المناطق التي تختزن المعادن في جبل السكري ممتدة وليست مقطوعة كما هي الحال في كل مناجم العالم وهذا ما يميز منجم السكري عن كل مناجم العالم وهذا معناه ضمان الدقة في العينات المسحوبة وضمان جدوي التشغيل.
من جانبه, يقول المهندس هيثم عكاشة ـ مهندس تعدين ومناجم ـ عقب انتهاء عمل الجيولوجي يبدأ عمل مهندس التعدين فيعطيني الخامة حسب المكعبات أعلي تصميم الحفرة حيث اخذ مكعبات الصخر التي تحتوي علي الذهب واضطر إلي اخذ التي ليس فيها ذهب ثم أدخل بحفر التفجير لحفر آبار المتفجرات وذلك لتفكيك الصخور لتمييز الذهب ثم بعد ذلك يبدأ الجيولوجي تحديد بلوكات الخام من الصخور.
إنتاج الذهب
يمر إنتاج الذهب بعدة مراحل تبدأ ـ كما يقول عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري بتكسير الخام وبالنسبة لمنجم السكري فإنه يعمل بطريقتين الطريقة الأولي طريقة المنجم المكشوف ويتم فيها تفجير الخام وعمل مصاطب لاستخراج الخام وتصنيفه حسب درجة تركيز الذهب الخام. أما الطريقة الأخري فهي طريقة التنجيم تحت السطح للوصول إلي النطاقات الغنية بالذهب بعد استخراج الخام تبدأ مرحلة التكسير والطحن لدرجة تسمح بمرور الذهب عبر محلول سيانيد الذي يقوم بإذابة الذهب داخل تنكات معدة لهذا الغرض بالمصنع. بعد ذلك تأتي يضيف الراجحي مرحلة امتزاز, وشفط الذهب من حبيبات الفحم النشط وهو نوع من الفحم النباتي المعد لهذا الغرض يمر بعد ذلك بمرحلة الاسترجاع وفيها يتم استخلاص الذهب من الفحم في محاليل ذات تركيزات عالية تليها مرحلة التحليل الكهربي, وفيها يتم ترسيب الذهب علي ألواح داخل خلية كهربية, حيث يتم جمع رواسب الذهب وتجفيفها في أفران مخصصة وخلطها ببعض الكيماويات اللازمة للصهر بنسب محددة ويتم صهرها وسبكها وصبها في قوالب معدة لذلك فتكون النتيجة ذهبا محملا بنسبة من الفضة وبعض الشوائب التي لا تذكر ثم توضع بعد ذلك الأرقام المسلسلة علي كل سبيكة وتجري التحاليل الخاصة بها في معمل الشركة بالموقع ويعد ذهب منجم السكري من أجود أنواع الذهب علي مستوي العالم حيث تصل درجة نقائه من90 إلي97 في المائة وهو ما يعادل عيار32 بلغة الذهب.
نقل الذهب
بعد ذلك تأتي مرحلة شحن الذهب للتنقية خارج البلاد( كندا) وعندما سألنا عن سبب ذلك ولماذا لا تتم تنقيته في مصر؟ أجابنا مصطفي كمال مندوب مصلحة الدمغة والموازين الذي حضر عملية صب وشحن الذهب بأنه لكي تتم تنقية الذهب داخل مصر يشترط أن توجد6 مناجم علي الأقل تنتج إنتاجا حقيقيا, وفي هذه المرحلة يوجد مندوبو مصلحة الدمغة والموازين لأخذ عينات من كل سبيكة وتحليلها في معمل الشركة واستخراج شهادة بنتائج التحليل.
ويشير مندوب مصلحة الدمغة والموازين إلي أن جميع المتحصلات من بيع الذهب يتم وضعها في شركة السكري للعمليات, وهي الشركة المشتركة بين الشركة الفرعونية لمناجم الذهب وهيئة الثروة المعدنية, وذلك لرفض البنك المركزي شراء الذهب المنقي من منجم السكري لوجود فائض لديه.
ويضيف أحمد إمام, مندوب مصلحة الدمغة والموازين إن سبيكة الذهب توزن ثلاث مرات قبل أخذ العينة وبعدها وهي قائمة كذلك يتم ختمها بثلاثة أختام ثم تأتي بعد ذلك إجراءات شحن وتأمين الذهب الذي تقوم به شركة أمانكو وهي الوكيل المصري لشركة بريمكس العالمية للتأمين ترافقها قوات من شرطة مرسي علم والجيش والأمن القومي وتستخدم في سبيل ذلك سيارة ألمانية الصنع مصفحة ضد الرصاص والأسلحة النارية.
إجراءات أمنية
وبسؤال عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري عما أثير من الشائعات التي ترددت عن تهريب الذهب أفاد بأن هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة ولا يوجد عليه أي سند من الحقيقة حيث ان جميع العمليات الخاصة يصب وشحن الذهب تتم بحضور مندوبين من هيئة الثروة المعدنية ومصلحة الدمغة والموازين بالاضافة إلي إجراءات الأمن الصارمة حيث يتم تفتيش كل من يدخل إلي حجرة الذهب بمن فيهم مدير المنجم نفسه وكذلك يتم التفتيش بعد الخروج ناهيك عن نقطة التفتيش التي توجد علي مشارف المنجم إلي جانب ذلك ـ وهو الأهم ـ توجد92 كاميرا مراقبة تراقب كل صغيرة وكبيرة وترصد كل ما يحدث داخل الموقع فهل بعد ذلك كله هناك فرصة أو مجال لتهريب حتي لو ذر من الذهب؟
أصل الشائعات
ويبين الراجحي أن أصل الشائعات يرجع إلي أنه يتم بصفة دورية إجراء تحليل مخدرات علي كل العاملين بمنجم السكري وذلك ضمانا لسلامة العامل أؤلا وسلامة زملائه ثانيا, وسلامة المعدة التي يعمل عليها ثالثا. ومن يثبت تعاطيه المخدرات يتم فصله فورا وقد تم بالفعل فصل خمسة أو ستة عمال فهؤلاء هم الذي اطلقوا هذه الشائعة نكاية في الشركة.
وعما أثير ايضا بشأن مشاركة النظام السابق في أرباح منجم السكري قال الراجحي: لقد عانينا الكثير من المشكلات واعترض طريقنا الكثير من العراقيل والعقبات ولانزال إلي الحد الذي وصل إلي اغلاق المنجم لمدة5 سنوات من2011 إلي2005 ولجأنا إلي التحكيم الدولي وهذا أبسط رد يمكن أن يقال لمن يثير هذا الكلام لأن النظام السابق لو كان شريكا في منجم السكري لما كنا عانينا هذه العاناة ولانزال نعاني.
حوافز لتشجيع الاستثمار
ويتمني الراجي علي الحكومة أن يكون هناك حوافز تشجيعية تسمح بجذب الاستثمار الأجنبي في مجال التعدين للعمل في مصر وإلي الآن لم يتم تسويق الأماكن التعدينية في مصر بالطريقة المثلي. وقد زار منجم السكري أكثر من120 شركة عالمية انبهر المسئولون فيها بما رأوه من عمالة وخبرة جيولوجية وثروات معدنية في مصر لكنهم بعد أن يطلعوا علي الاتفاقية المبرمة بين الشركة والحكومة ـ ممثلة في هيئة الثروة المعدنية ـ يلوذون بالفرار ويعودون إلي بلادهم.
ويطالب الراجحي بسرعة إصدار قانون الثروة المعدنية الجديد وذلك لحماية المستثمر وتشجيعه علي الاستثمار في مصر كما أن دخل مصر من التعدي يمكن أن يفوق دخلها من قناة السويس والبترول والسياحة مجتمعة لو تم تعديل قانون التعدين الأمر الذي يساعد علي تسويق مصر تعدينيا في العالم.
ويلفت الراجحي النظر إلي أن العالم يقوم بإنفاق4 مليارات دولار علي الابحاث التعدينية نصيب مصر منها صفر فالقانون المصري هو القانون الوحيد الذي توجد فيه مشاركة للحكومة في الإدارة واقتسام الأرباح.
حق الانتفاع
وتحصل مصر علي اجمالي نسبة3% من صافي مبيعات الذهب والمعادن الأخري لمنجم السكري وتعفي الشركة في المقابل من الضرائب من أي نوع حتي عام2030 وأنه بمجرد أن تسترد شركة سنتامين ايجيبت تكلفة استثماراتها فانها ستقسم أرباحها من المنجم بالتساوي مع الحكومة المصرية.
عائدات بيع الذهب
وبسؤال يوسف الراجحي, مدير عام الشركة الفرعونية لمناجم الذهب, عن سبب خروج الذهب للتنقية خارج مصر ولماذا لا تتم تنقيته داخل مصر أفاد أنه لا يوجد في مصر مكان معتمد يعطي شهادة بان هذا الذهب نقي بنسبة99.99% ومن ثم إعطاء ختم بأن هذا الذهب صالح للبيع.
حول هذه الصناعة الاستراتيجية والشائعات التي انتشرت حول سرقة الذهب أيام الثورة ومشاركة النظام السابق في منجم السكري بادرت الأهرام بتقصي الحقائق فقامت بجولة داخل المنجم لتستبين الحقيقة كاملة بكل أمانة وموضوعية.
قسوة الطبيعة
جبال السكري ترقد في كنوز من الذهب وتبعد هذه الجبال350 كيلومترا مجموعة جبلية تأخذ أشكالا هرمية شاهقة الارتفاع.
تاريخ المنجم
يقول عصمت الراجحي, مدير عام منجم السكري وأحد المساهمين في الشركة الفرعونية لمناجم الذهب صاحبة استغلال المنجم: إن منجم السكري هو منجم ذهب في منطقة جبل السكري الواقعة في صحراء النوبة( جزء من الصحراء الشرقية) ويقع علي بعد03 كيلو مترا جنوبي مدينة مرسي علم في محافظة البحر الأحمر وتحصل علي حق استغلاله شركة السكري وهي شركة مشتركة بين هيئة الثروة المعدنية وسنتامين مصر التي يملكها المهندس سامي الراجحي بعدما استحوذت علي الشركة المستغلة الشركة الفرعونية لمناجم الذهب ومنجم السكري هو منجم مصر الأول للذهب في العصر الحديث ومن أكبر عشرة مناجم علي مستوي العالم والثاني علي العالم من حيث الاحتياطي.
ويعد منجم السكري أحدث منجم تقوم علي تشغيله شركة سنتامين مصر المحدودة وتبلغ مساحة المنجم061 كيلومتر مربعا ومرخص للعمل لمدة30 سنة قابلة للتجديد مرة أخري لمدة مماثلة ومخزون المنجم عبارة عن نطاق هش وسهل التكسير يحوي مخزون الذهب الذي نجده متداخلا مع مركبات شبه جرانيتية من بلورات التوناليت الجرانيتية ذات الحبيبات البركانية.
ويضيف الراجحي أن منجم السكري استخدم قديما في عهد الفراعنة, حيث توجد دلالات علي ذلك متمثلة في عدة نطاقات من الحفر ومن المتوقع أن يتم إنتاج1.5 جرام لكل طن كما أن المتخلف من المعادن الأخري الناتجة عن ذلك يعادل473 مليون طن علي مدي15 عاما وينقسم المنجم إلي أربعة نطاقات هي فرعون ورع وآمون وغزال.
ويشير الدكتور عادل محمد علي جيولوجي وممثل هيئة الثروة المعدنية الذي حضر عملية صب وسحن الذهب ـ إلي أن آخر إنتاج حقيقي للذهب من منجم السكري يرجع إلي الثلاثينيات من القرن الماضي وكان اسمه منجم الذهب الحكومي.
ويوضح د.عادل أن العمل الاستكشافي الجيد والتقييم والحفر المتميز كلها عوامل أعطت منجم السكري التصنيف الحالي من بين أكبر عشرة مناجم علي مستوي العالم ويوجد في مصر أكثر من100 منجم ذهب سبق استغلالها وتقوم هيئة الثروة المعدنية حاليا بطرح هذه المناجم للاستثمار الاجنبي عن طريق مزايدات عالمية تم بالفعل طرح مزايدتين لاستغلال مناجم الذهب بنظام المشاركة وكانت المزايدة الأخيرة عام2009 قد أسفرت عن رسو بعض المناطق علي بعض الشركات الأجنبية وجار استكمال الإجراءات القانونية لبدء استكشاف هذه المناطق.
ويضيف د.عادل أنه توجد بعض الشركات العاملة في مجال الإنتاج مثل شركة حمس مصر في منطقة حمش وسط الصحراء الشرقية إلي جانب قيام بعض الشركات الأجنبية لاستكشاف مثل شركة ساني دبي جنوب غرب القصير ومنطقة الشلاتين وشركة الكسندرا نوبيا بمنطقة أبومروات.
التنقيب في جبال السكري
وقد انطلقت وانتشرت فرق العمل فوق التباب الجبلية وأخذت تعمل وفق برامج جيولوجية, كما يشير الجيولوجي بهاء عادل صادق رئيس قسم الجيولوجيا بالموقع فإن ألوان الجبل المختلفة تعطي مؤشرا علي وجود شيء ما في هذا الجبل, فيبدأ الجيولوجي بالاهتمام به ويبدأ بأخذ عينات عشوائية للتحليل حيث يتم إجراء جراحة بالآبار الاختبارية لعمق الصخور فيتم حفر بئر اختبارية كل100 متر فإن أتت بنتيجة ايجابية فإن الحفر يكون كل50 مترا ثم25 مترا حتي تصل إلي8 أمتار لأن المناطق التي تختزن المعادن في جبل السكري ممتدة وليست مقطوعة كما هي الحال في كل مناجم العالم وهذا ما يميز منجم السكري عن كل مناجم العالم وهذا معناه ضمان الدقة في العينات المسحوبة وضمان جدوي التشغيل.
من جانبه, يقول المهندس هيثم عكاشة ـ مهندس تعدين ومناجم ـ عقب انتهاء عمل الجيولوجي يبدأ عمل مهندس التعدين فيعطيني الخامة حسب المكعبات أعلي تصميم الحفرة حيث اخذ مكعبات الصخر التي تحتوي علي الذهب واضطر إلي اخذ التي ليس فيها ذهب ثم أدخل بحفر التفجير لحفر آبار المتفجرات وذلك لتفكيك الصخور لتمييز الذهب ثم بعد ذلك يبدأ الجيولوجي تحديد بلوكات الخام من الصخور.
إنتاج الذهب
يمر إنتاج الذهب بعدة مراحل تبدأ ـ كما يقول عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري بتكسير الخام وبالنسبة لمنجم السكري فإنه يعمل بطريقتين الطريقة الأولي طريقة المنجم المكشوف ويتم فيها تفجير الخام وعمل مصاطب لاستخراج الخام وتصنيفه حسب درجة تركيز الذهب الخام. أما الطريقة الأخري فهي طريقة التنجيم تحت السطح للوصول إلي النطاقات الغنية بالذهب بعد استخراج الخام تبدأ مرحلة التكسير والطحن لدرجة تسمح بمرور الذهب عبر محلول سيانيد الذي يقوم بإذابة الذهب داخل تنكات معدة لهذا الغرض بالمصنع. بعد ذلك تأتي يضيف الراجحي مرحلة امتزاز, وشفط الذهب من حبيبات الفحم النشط وهو نوع من الفحم النباتي المعد لهذا الغرض يمر بعد ذلك بمرحلة الاسترجاع وفيها يتم استخلاص الذهب من الفحم في محاليل ذات تركيزات عالية تليها مرحلة التحليل الكهربي, وفيها يتم ترسيب الذهب علي ألواح داخل خلية كهربية, حيث يتم جمع رواسب الذهب وتجفيفها في أفران مخصصة وخلطها ببعض الكيماويات اللازمة للصهر بنسب محددة ويتم صهرها وسبكها وصبها في قوالب معدة لذلك فتكون النتيجة ذهبا محملا بنسبة من الفضة وبعض الشوائب التي لا تذكر ثم توضع بعد ذلك الأرقام المسلسلة علي كل سبيكة وتجري التحاليل الخاصة بها في معمل الشركة بالموقع ويعد ذهب منجم السكري من أجود أنواع الذهب علي مستوي العالم حيث تصل درجة نقائه من90 إلي97 في المائة وهو ما يعادل عيار32 بلغة الذهب.
نقل الذهب
بعد ذلك تأتي مرحلة شحن الذهب للتنقية خارج البلاد( كندا) وعندما سألنا عن سبب ذلك ولماذا لا تتم تنقيته في مصر؟ أجابنا مصطفي كمال مندوب مصلحة الدمغة والموازين الذي حضر عملية صب وشحن الذهب بأنه لكي تتم تنقية الذهب داخل مصر يشترط أن توجد6 مناجم علي الأقل تنتج إنتاجا حقيقيا, وفي هذه المرحلة يوجد مندوبو مصلحة الدمغة والموازين لأخذ عينات من كل سبيكة وتحليلها في معمل الشركة واستخراج شهادة بنتائج التحليل.
ويشير مندوب مصلحة الدمغة والموازين إلي أن جميع المتحصلات من بيع الذهب يتم وضعها في شركة السكري للعمليات, وهي الشركة المشتركة بين الشركة الفرعونية لمناجم الذهب وهيئة الثروة المعدنية, وذلك لرفض البنك المركزي شراء الذهب المنقي من منجم السكري لوجود فائض لديه.
ويضيف أحمد إمام, مندوب مصلحة الدمغة والموازين إن سبيكة الذهب توزن ثلاث مرات قبل أخذ العينة وبعدها وهي قائمة كذلك يتم ختمها بثلاثة أختام ثم تأتي بعد ذلك إجراءات شحن وتأمين الذهب الذي تقوم به شركة أمانكو وهي الوكيل المصري لشركة بريمكس العالمية للتأمين ترافقها قوات من شرطة مرسي علم والجيش والأمن القومي وتستخدم في سبيل ذلك سيارة ألمانية الصنع مصفحة ضد الرصاص والأسلحة النارية.
إجراءات أمنية
وبسؤال عصمت الراجحي مدير عام منجم السكري عما أثير من الشائعات التي ترددت عن تهريب الذهب أفاد بأن هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة ولا يوجد عليه أي سند من الحقيقة حيث ان جميع العمليات الخاصة يصب وشحن الذهب تتم بحضور مندوبين من هيئة الثروة المعدنية ومصلحة الدمغة والموازين بالاضافة إلي إجراءات الأمن الصارمة حيث يتم تفتيش كل من يدخل إلي حجرة الذهب بمن فيهم مدير المنجم نفسه وكذلك يتم التفتيش بعد الخروج ناهيك عن نقطة التفتيش التي توجد علي مشارف المنجم إلي جانب ذلك ـ وهو الأهم ـ توجد92 كاميرا مراقبة تراقب كل صغيرة وكبيرة وترصد كل ما يحدث داخل الموقع فهل بعد ذلك كله هناك فرصة أو مجال لتهريب حتي لو ذر من الذهب؟
أصل الشائعات
ويبين الراجحي أن أصل الشائعات يرجع إلي أنه يتم بصفة دورية إجراء تحليل مخدرات علي كل العاملين بمنجم السكري وذلك ضمانا لسلامة العامل أؤلا وسلامة زملائه ثانيا, وسلامة المعدة التي يعمل عليها ثالثا. ومن يثبت تعاطيه المخدرات يتم فصله فورا وقد تم بالفعل فصل خمسة أو ستة عمال فهؤلاء هم الذي اطلقوا هذه الشائعة نكاية في الشركة.
وعما أثير ايضا بشأن مشاركة النظام السابق في أرباح منجم السكري قال الراجحي: لقد عانينا الكثير من المشكلات واعترض طريقنا الكثير من العراقيل والعقبات ولانزال إلي الحد الذي وصل إلي اغلاق المنجم لمدة5 سنوات من2011 إلي2005 ولجأنا إلي التحكيم الدولي وهذا أبسط رد يمكن أن يقال لمن يثير هذا الكلام لأن النظام السابق لو كان شريكا في منجم السكري لما كنا عانينا هذه العاناة ولانزال نعاني.
حوافز لتشجيع الاستثمار
ويتمني الراجي علي الحكومة أن يكون هناك حوافز تشجيعية تسمح بجذب الاستثمار الأجنبي في مجال التعدين للعمل في مصر وإلي الآن لم يتم تسويق الأماكن التعدينية في مصر بالطريقة المثلي. وقد زار منجم السكري أكثر من120 شركة عالمية انبهر المسئولون فيها بما رأوه من عمالة وخبرة جيولوجية وثروات معدنية في مصر لكنهم بعد أن يطلعوا علي الاتفاقية المبرمة بين الشركة والحكومة ـ ممثلة في هيئة الثروة المعدنية ـ يلوذون بالفرار ويعودون إلي بلادهم.
ويطالب الراجحي بسرعة إصدار قانون الثروة المعدنية الجديد وذلك لحماية المستثمر وتشجيعه علي الاستثمار في مصر كما أن دخل مصر من التعدي يمكن أن يفوق دخلها من قناة السويس والبترول والسياحة مجتمعة لو تم تعديل قانون التعدين الأمر الذي يساعد علي تسويق مصر تعدينيا في العالم.
ويلفت الراجحي النظر إلي أن العالم يقوم بإنفاق4 مليارات دولار علي الابحاث التعدينية نصيب مصر منها صفر فالقانون المصري هو القانون الوحيد الذي توجد فيه مشاركة للحكومة في الإدارة واقتسام الأرباح.
حق الانتفاع
وتحصل مصر علي اجمالي نسبة3% من صافي مبيعات الذهب والمعادن الأخري لمنجم السكري وتعفي الشركة في المقابل من الضرائب من أي نوع حتي عام2030 وأنه بمجرد أن تسترد شركة سنتامين ايجيبت تكلفة استثماراتها فانها ستقسم أرباحها من المنجم بالتساوي مع الحكومة المصرية.
عائدات بيع الذهب
وبسؤال يوسف الراجحي, مدير عام الشركة الفرعونية لمناجم الذهب, عن سبب خروج الذهب للتنقية خارج مصر ولماذا لا تتم تنقيته داخل مصر أفاد أنه لا يوجد في مصر مكان معتمد يعطي شهادة بان هذا الذهب نقي بنسبة99.99% ومن ثم إعطاء ختم بأن هذا الذهب صالح للبيع.