لحظة حب غامرة ملأت قلبى فرحاً وسروراً ملأته بأمل كبير و زرعت به حياة لحظة حب غامرة بمعان غفلت عنها قلوب أخرى و قلوب .....لم تعرف معنى الحب و لم تتذوق تلك اللحظة ...لحظة حب
من قلب ظلام الليل الدامس غطى الأجواء واكتئابات نهار قاس يقصم ظهر الخير من قلب الهم القابع فوق القلب من جوف الظلم القاهر للانسان الحر جاءتنى تلك اللحظة ...تغسل كل الهم وتزيح الكابوس السارح فى أعماق الفكر و سويداء القلب و تنير ظلام دامس ما كنت أظن له فجر ....لحظة حب سرت فى القلب و فى العقل فتغير حال الدنيا أمامى و رأيت ما لم أره من قبل
يا لشقاوة من لم يعرف ذاك الحب و يا لشقاوة قلب لم تحى مواته تلك اللحظة ...لحظة حب
لحظة حب مرت كنسيم ربيع و تركت أرضاً مخضرة وأشواق ضريع ...لحظة حب جاءتنى على غير موعد منى ولا ميعاد ...تمنيت لو يتوقف الزمان عندها تمنيت لو اختزل عمرى كله فى تلك اللحظة تمنيت لو اموت وانا فى تلك الحال تمنيت لو تعرف كل الدنيا و كل الناس معنى ذاك الحب تمنيت لو أن الحب الخالد هذا كان بيدى لأرضعه لكل نفس تولد و لكل قلب ينبض تمنيت لو جاء عشاق الدنيا ليكتشفوا كذب عشقهم و سرابه ليروا بلغة القلب و معان العقل ذاك الحب
الان فهمت ...فهمت تلك المقالة لاحد العابدين "نحن فى نعمة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها
الان فهمت ...فهمت موعظة سمعتها منذ زمن قال فيها الواعظ " تعرفوا على الله بلغة الحب
الان فهمت ...فهمت كلمة ابن تيمية "ما يفعل اعدائى أنا جنتى فى صدرى
الان فهمت ...فهمت حنين رابعة العدوية و هى تصف حال الحب الالهى الذى طغى عليها
حبيبي ليس يعادله حبيب ولا لسواه فى قلبى نصيب
حبيبي غاب عن بصرى و شخصى و لكن عن فؤادى لا يغيب
الان فهمت ...فهمت خماسية عمر بهاء الدين الاميري فى مناجاته الرقيقة و صرت اشدو معه
كلما امعن الدجى وتحالك شممت فى غورة الرهيب جلالك
و تراءت لعين القلب برايا من جمال انست فيها جمالك
و تراءى لمسمع الروح همس من شفاه النجوم يتلو الثنا لك
و اعترانى توله و خشوع واحتوانى الشعور انى حيالك
ما تمالكت ان يخر كيانى ساجدا واجدا و من يتمالك؟
الان فهمت ...فهمت معنى الحب ...فى لحظة حب
مسكين ذاك الشاب الذىيتخيل أنه يحب فتاه فيهيم بها تيها و ينسى كل حدود
مسكينة هذه الفتاة التى تظن انها تحب فتى الاحلام فتهيم به تيها و تتجاوز كل حدود
مساكين هؤلاء المحبين عبر القرون ...لم يعرفوا الا نتفا من معنى الحب و انى لهم ان يعرفوا و لم يمروا بتلك اللحظة لحظة حب
لحظة حب خالد غمرت قلبى بكل معانى الحب ,بكل معانى الشوق ,بكل معانى العشق ,بكل معان يعجز عنها القلم و تعجز عنها الكلمات ...تمنيت لو كان ملكى روائع القصيد وابلغ الاشعار و لو ان بلغة المتنبى و ابى تمام والجاحظ طوع بنانى , ولو ان فى عقلى بحر محيط من الالفاظ والمعانى و كل قواميس لغة الضاد ..بل كل اللغات ,لأعبر عن تلك اللحظة ... لحظة حب....لكن هيهات
لحظة حب عامرة ملأت قلبى بضياء ,ملأت روحى بنعيم صغر امامه كل نعيم الدنيا ,و فهمت لأول مرة كيف تكون الجنة ...مجرد أسماء للتشبيه لكن حقيقتها لم ترها عين و لم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر ,و فهمت كيف يشتاق أهل الجنة إليها , وفهمت ولأول مرة كيف يشتاق المحبين الى ربهم شوق العاشقين المتيمين ...كل ذلك فى تلك اللحظة .. لحظة حب
ان المعرفة نور و من نور الله يكون كل نور , ولحظة الحب تلك أضاءت لى بنور الله طريق المعرفة و الفهم ...وفى لحظة حب واحدة اختزل التاريخ كله وتكور الزمان و المكان امامى ,وفهمت كيف ان الدنيا لا تساوى همها و ان الاخرة خير لنا بل وابقى
و رأيت النور نور الله يقذف فى قلبى فتهيج كل احاسيسي و مشاعرى و تضطرم الاشواق فى كل ذرات جسدى , ويجرى الدم عاشقا ملتاها صارخا الله الله ربى
فى لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحبك من قبل ...فى لحظة حب أحببتك ربى كما لم احب احداً من قبل ...فى لحظة حب احببت بحبك كل من تحب ...فى لحظة حب احببت بحبك السماء و الارض ,احببت الطيور و الزروع ,احببت الجبال والبحار ,احببت الاسماك فى بحارها , والمعادن فى ارحامها وكل من خلقت ...ألسيوا جميعا بحبك وحمدك يسبحون؟
فى لحظة حب احببت دينك الذى ارتضيت , ورسولك الذى بعثت , وكتابك الذى أنزلت, و كيف لى ان لا احبهم ومن اجلنا فعلت؟ احببتهم حبا جديدا ...حبا كبيرا ...حبا عظيما فوق حب ,فى لحظة حب احببت اسماءك الحسنى وصفاتك العلى ,تقدست ربى و تعاليت....أحببتها حب فهم ومعرفة و ذوق
فى لحظة حب احببت نداءك بيا حنان يا منان يا ودود يا لطيف , وكيف لا و قد تفضلت و مننت ومن ألطاف جود المعانى وهبت و رزقت و أفضت ...فى لحظة حب تفتحت امامى ابواب رحمات واسعة غامرة فياضة مفعمة بكل معانى الحب ..الحب منك لكل عبادك... وبدأت أفهم بعض من معانى الرحمن الرحيم ...وبعض من معانى دعاء أهل الكهف "ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
فبرحمتك عشنا و برحمتك فيها نعيش ,و فى رحمتك نرجو ان تتغمدنا ,فرحمتك العامة وهب لكل الناس و رحمتك الخاصة وهب لمن تحب ,فاللهم اجعلنا ممن تحب
فى لحظة حب احببت طاعتك ,وتلذذت بمناجاتك و عبادتك ,و عرفت ان من احبك اطاعك و من اطاعك احبك ,وفى لحظة حب كرهت معصيتك ...كيف يعصيك من أحبك؟ بل هل يعصيك ابتداء محب؟
تعصى الله و انت تظهر حبه هذا لعمرى فى القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع
فى كل يوم يبتديك بنعمة منه وانت لشكر ذاك مضيع
و فى لحظة حب احببت القرب منك ...احببت التودد اليك ,احببت مناجاتك وحدى فى جوف الليل او وضح النهار ...احببت اعتمادى عليك ...احببت اعتضادى بك و الارتكان اليك و الارتماء على عتباتك
متبتلا ...متذللا ...متوددا ....متناسيا ما قد اهم
فى لحظة حب احببت السجود لك ,احببته حبا انسانى طوله فلم اشعر بالزمان لا المكان على الارض سجد الجبين ,و فى السماء ,حلقت الروح فى عالم من جمال و روح وريحان ,و شعرت بنعمة الاسلام لك ...مساكين هؤلاء الذى لا يعرفون الاستسلام لك ,مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ...مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم فى التراب لغير وجهك ...مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية فى الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك ...لقد شعرت بسجودى هذا اننى اعلى من كل القيود ,و كيف لا وانا اسجد لك و شعرت انها سجدة الحرية الحقة التى تعتق النفس فيها من اغلال الارض و قيودها و احقادها فتحررت نفسى و روحى و عقلى و كل كيانى و صرت بها حرا حرا
و فى تلك اللحظة .. لحظة حب وخضوع فهمت قول الحبيب محمدا "ارحنا بها يا بلال
كم كنت مرتاحا فى حضرتك ...كم كنت مرتاحا فى سجودى لك ...فى تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب . وفى لحظة حب شعرت كم انت منى قريب قريب و احسست بك تسمع كلامى وترى مكانى و تعلم حالى ,ففاضت عباراتى و ارتعد القلب نشوة و حبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع ...يا حبيبي يا الله ....يا االه يا حبيبي امد بها الصوت مدا ...فى نغم ساحر و نداء خاشع ,سكن به الجسد و اطمأن به القلب و هدأت به الجوارح ...فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ...وكل الزمن
عندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الاشياء ,و يسمو ذاك القلب و تسمو الروح و الاحاسيس و المشاعر....يسمون جميعا فوق الدنيا ...يرفرفون باجنحة فضية فى افق عال وسماء , وتنزاح اكتئابات الدنيا و ظلام الليل الدامس ,و يعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب و يضئ الدنيا عملا و جهادا...فى لحظة حب حرة من ضغط الارض و قيد الارض و فكر الارض و شر الارض و ظلم الارض....تتفتح ازهار ,تورق اشجار ,و تخضر الارض الموغلة فى البعد عن الله ...فيا كل الناس ... لحظة حب حرة تسرى فى القلوب ...تحييها من موتاها و تبعث فيها من جديد ....حياتها
هنا فى دنيا الناس , توجد قلوب قد تحجرت ,منها من اخذ الدين رسوما جوفاء ,ومنها من عبد الله بخوف دون رجاء ,ومنها من اظلم قلبه بطغيان المادة أو المعصية سواء ,ومنها ومنها...فأنى لهؤلاء أن يعرفوا معانى الحب او حال المحبين ,ولكن من رحمة رب العالمين أن تبقى فى كل زمان و مكان تلك الطائفة الوسطية التى تأخذ من كل شئ احسنه فعمرت قلوبها بالحب قبل الخوف وبالرحمة قبل الغضب و أقفلت قلوبها عن الدنيا و ان جعلتها فى ايديها و مرت بتلك اللحظات ...وتلك الساعات الخالدات ...لحظات الحب القدسى و ساعاته
ومرت بى تلك اللحظة ...لكنها ليست كباق اللحظات ...مرت سريعا لكنها بقت اثرا و معنى مرت و تركتنى انادى الحبيب و اضرع اليه مناجيا
يا من يرى ما فى الضمير و يسمع انت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها يا من اليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن رزقه فى قول كن امنن فان الخير منك اجمع
مالى سوى فقرى اليك وسيلة فبالافتقار اليك فقرى ادفع
مالى سوى قرعى لبابك حيلة فلئن رددت فاى باب اقرع
ومن الذى ادعو واهتف باسمه ان كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك ام تقنط عاصيا الفضل اجزل والمواهب اوسع
اللهم لا تحرمنى حبك و لا تسلبنى محبتك و اجعلنى ممن احببتهم و رضيت عنهم فى تلك اللحظة و فى كل لحظة امين
منقول
من قلب ظلام الليل الدامس غطى الأجواء واكتئابات نهار قاس يقصم ظهر الخير من قلب الهم القابع فوق القلب من جوف الظلم القاهر للانسان الحر جاءتنى تلك اللحظة ...تغسل كل الهم وتزيح الكابوس السارح فى أعماق الفكر و سويداء القلب و تنير ظلام دامس ما كنت أظن له فجر ....لحظة حب سرت فى القلب و فى العقل فتغير حال الدنيا أمامى و رأيت ما لم أره من قبل
يا لشقاوة من لم يعرف ذاك الحب و يا لشقاوة قلب لم تحى مواته تلك اللحظة ...لحظة حب
لحظة حب مرت كنسيم ربيع و تركت أرضاً مخضرة وأشواق ضريع ...لحظة حب جاءتنى على غير موعد منى ولا ميعاد ...تمنيت لو يتوقف الزمان عندها تمنيت لو اختزل عمرى كله فى تلك اللحظة تمنيت لو اموت وانا فى تلك الحال تمنيت لو تعرف كل الدنيا و كل الناس معنى ذاك الحب تمنيت لو أن الحب الخالد هذا كان بيدى لأرضعه لكل نفس تولد و لكل قلب ينبض تمنيت لو جاء عشاق الدنيا ليكتشفوا كذب عشقهم و سرابه ليروا بلغة القلب و معان العقل ذاك الحب
الان فهمت ...فهمت تلك المقالة لاحد العابدين "نحن فى نعمة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها
الان فهمت ...فهمت موعظة سمعتها منذ زمن قال فيها الواعظ " تعرفوا على الله بلغة الحب
الان فهمت ...فهمت كلمة ابن تيمية "ما يفعل اعدائى أنا جنتى فى صدرى
الان فهمت ...فهمت حنين رابعة العدوية و هى تصف حال الحب الالهى الذى طغى عليها
حبيبي ليس يعادله حبيب ولا لسواه فى قلبى نصيب
حبيبي غاب عن بصرى و شخصى و لكن عن فؤادى لا يغيب
الان فهمت ...فهمت خماسية عمر بهاء الدين الاميري فى مناجاته الرقيقة و صرت اشدو معه
كلما امعن الدجى وتحالك شممت فى غورة الرهيب جلالك
و تراءت لعين القلب برايا من جمال انست فيها جمالك
و تراءى لمسمع الروح همس من شفاه النجوم يتلو الثنا لك
و اعترانى توله و خشوع واحتوانى الشعور انى حيالك
ما تمالكت ان يخر كيانى ساجدا واجدا و من يتمالك؟
الان فهمت ...فهمت معنى الحب ...فى لحظة حب
مسكين ذاك الشاب الذىيتخيل أنه يحب فتاه فيهيم بها تيها و ينسى كل حدود
مسكينة هذه الفتاة التى تظن انها تحب فتى الاحلام فتهيم به تيها و تتجاوز كل حدود
مساكين هؤلاء المحبين عبر القرون ...لم يعرفوا الا نتفا من معنى الحب و انى لهم ان يعرفوا و لم يمروا بتلك اللحظة لحظة حب
لحظة حب خالد غمرت قلبى بكل معانى الحب ,بكل معانى الشوق ,بكل معانى العشق ,بكل معان يعجز عنها القلم و تعجز عنها الكلمات ...تمنيت لو كان ملكى روائع القصيد وابلغ الاشعار و لو ان بلغة المتنبى و ابى تمام والجاحظ طوع بنانى , ولو ان فى عقلى بحر محيط من الالفاظ والمعانى و كل قواميس لغة الضاد ..بل كل اللغات ,لأعبر عن تلك اللحظة ... لحظة حب....لكن هيهات
لحظة حب عامرة ملأت قلبى بضياء ,ملأت روحى بنعيم صغر امامه كل نعيم الدنيا ,و فهمت لأول مرة كيف تكون الجنة ...مجرد أسماء للتشبيه لكن حقيقتها لم ترها عين و لم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر ,و فهمت كيف يشتاق أهل الجنة إليها , وفهمت ولأول مرة كيف يشتاق المحبين الى ربهم شوق العاشقين المتيمين ...كل ذلك فى تلك اللحظة .. لحظة حب
ان المعرفة نور و من نور الله يكون كل نور , ولحظة الحب تلك أضاءت لى بنور الله طريق المعرفة و الفهم ...وفى لحظة حب واحدة اختزل التاريخ كله وتكور الزمان و المكان امامى ,وفهمت كيف ان الدنيا لا تساوى همها و ان الاخرة خير لنا بل وابقى
و رأيت النور نور الله يقذف فى قلبى فتهيج كل احاسيسي و مشاعرى و تضطرم الاشواق فى كل ذرات جسدى , ويجرى الدم عاشقا ملتاها صارخا الله الله ربى
فى لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحبك من قبل ...فى لحظة حب أحببتك ربى كما لم احب احداً من قبل ...فى لحظة حب احببت بحبك كل من تحب ...فى لحظة حب احببت بحبك السماء و الارض ,احببت الطيور و الزروع ,احببت الجبال والبحار ,احببت الاسماك فى بحارها , والمعادن فى ارحامها وكل من خلقت ...ألسيوا جميعا بحبك وحمدك يسبحون؟
فى لحظة حب احببت دينك الذى ارتضيت , ورسولك الذى بعثت , وكتابك الذى أنزلت, و كيف لى ان لا احبهم ومن اجلنا فعلت؟ احببتهم حبا جديدا ...حبا كبيرا ...حبا عظيما فوق حب ,فى لحظة حب احببت اسماءك الحسنى وصفاتك العلى ,تقدست ربى و تعاليت....أحببتها حب فهم ومعرفة و ذوق
فى لحظة حب احببت نداءك بيا حنان يا منان يا ودود يا لطيف , وكيف لا و قد تفضلت و مننت ومن ألطاف جود المعانى وهبت و رزقت و أفضت ...فى لحظة حب تفتحت امامى ابواب رحمات واسعة غامرة فياضة مفعمة بكل معانى الحب ..الحب منك لكل عبادك... وبدأت أفهم بعض من معانى الرحمن الرحيم ...وبعض من معانى دعاء أهل الكهف "ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا
فبرحمتك عشنا و برحمتك فيها نعيش ,و فى رحمتك نرجو ان تتغمدنا ,فرحمتك العامة وهب لكل الناس و رحمتك الخاصة وهب لمن تحب ,فاللهم اجعلنا ممن تحب
فى لحظة حب احببت طاعتك ,وتلذذت بمناجاتك و عبادتك ,و عرفت ان من احبك اطاعك و من اطاعك احبك ,وفى لحظة حب كرهت معصيتك ...كيف يعصيك من أحبك؟ بل هل يعصيك ابتداء محب؟
تعصى الله و انت تظهر حبه هذا لعمرى فى القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع
فى كل يوم يبتديك بنعمة منه وانت لشكر ذاك مضيع
و فى لحظة حب احببت القرب منك ...احببت التودد اليك ,احببت مناجاتك وحدى فى جوف الليل او وضح النهار ...احببت اعتمادى عليك ...احببت اعتضادى بك و الارتكان اليك و الارتماء على عتباتك
متبتلا ...متذللا ...متوددا ....متناسيا ما قد اهم
فى لحظة حب احببت السجود لك ,احببته حبا انسانى طوله فلم اشعر بالزمان لا المكان على الارض سجد الجبين ,و فى السماء ,حلقت الروح فى عالم من جمال و روح وريحان ,و شعرت بنعمة الاسلام لك ...مساكين هؤلاء الذى لا يعرفون الاستسلام لك ,مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ...مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم فى التراب لغير وجهك ...مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية فى الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك ...لقد شعرت بسجودى هذا اننى اعلى من كل القيود ,و كيف لا وانا اسجد لك و شعرت انها سجدة الحرية الحقة التى تعتق النفس فيها من اغلال الارض و قيودها و احقادها فتحررت نفسى و روحى و عقلى و كل كيانى و صرت بها حرا حرا
و فى تلك اللحظة .. لحظة حب وخضوع فهمت قول الحبيب محمدا "ارحنا بها يا بلال
كم كنت مرتاحا فى حضرتك ...كم كنت مرتاحا فى سجودى لك ...فى تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب . وفى لحظة حب شعرت كم انت منى قريب قريب و احسست بك تسمع كلامى وترى مكانى و تعلم حالى ,ففاضت عباراتى و ارتعد القلب نشوة و حبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع ...يا حبيبي يا الله ....يا االه يا حبيبي امد بها الصوت مدا ...فى نغم ساحر و نداء خاشع ,سكن به الجسد و اطمأن به القلب و هدأت به الجوارح ...فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ...وكل الزمن
عندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الاشياء ,و يسمو ذاك القلب و تسمو الروح و الاحاسيس و المشاعر....يسمون جميعا فوق الدنيا ...يرفرفون باجنحة فضية فى افق عال وسماء , وتنزاح اكتئابات الدنيا و ظلام الليل الدامس ,و يعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب و يضئ الدنيا عملا و جهادا...فى لحظة حب حرة من ضغط الارض و قيد الارض و فكر الارض و شر الارض و ظلم الارض....تتفتح ازهار ,تورق اشجار ,و تخضر الارض الموغلة فى البعد عن الله ...فيا كل الناس ... لحظة حب حرة تسرى فى القلوب ...تحييها من موتاها و تبعث فيها من جديد ....حياتها
هنا فى دنيا الناس , توجد قلوب قد تحجرت ,منها من اخذ الدين رسوما جوفاء ,ومنها من عبد الله بخوف دون رجاء ,ومنها من اظلم قلبه بطغيان المادة أو المعصية سواء ,ومنها ومنها...فأنى لهؤلاء أن يعرفوا معانى الحب او حال المحبين ,ولكن من رحمة رب العالمين أن تبقى فى كل زمان و مكان تلك الطائفة الوسطية التى تأخذ من كل شئ احسنه فعمرت قلوبها بالحب قبل الخوف وبالرحمة قبل الغضب و أقفلت قلوبها عن الدنيا و ان جعلتها فى ايديها و مرت بتلك اللحظات ...وتلك الساعات الخالدات ...لحظات الحب القدسى و ساعاته
ومرت بى تلك اللحظة ...لكنها ليست كباق اللحظات ...مرت سريعا لكنها بقت اثرا و معنى مرت و تركتنى انادى الحبيب و اضرع اليه مناجيا
يا من يرى ما فى الضمير و يسمع انت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها يا من اليه المشتكى و المفزع
يا من خزائن رزقه فى قول كن امنن فان الخير منك اجمع
مالى سوى فقرى اليك وسيلة فبالافتقار اليك فقرى ادفع
مالى سوى قرعى لبابك حيلة فلئن رددت فاى باب اقرع
ومن الذى ادعو واهتف باسمه ان كان فضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك ام تقنط عاصيا الفضل اجزل والمواهب اوسع
اللهم لا تحرمنى حبك و لا تسلبنى محبتك و اجعلنى ممن احببتهم و رضيت عنهم فى تلك اللحظة و فى كل لحظة امين
منقول