نصائح صحية للحوامل والأطفال ومرضى السكري في شهر الصيام
فوائد الصوم لا تقتصر على الأصحاء بل يستفيد منها كثير من المرضى
منذ سنوات عدة احتل الصوم مكانة واضحة بين الأبحاث التي تقوم بها كثير من المعاهد والمؤسسات البحثية في العالم خصوصا في الغرب بعد أن تنبهوا إلى الفوائد الصحية للصيام (النفسية منها والجسدية)، وقد أظهرت تلك البحوث العديد من الفوائد الصحية للصيام عموما، ولصيام شهر رمضان على وجه التخصيص.
ولا تقتصر فوائد الصوم على الأصحاء فقط بل يستفيد منها كثير من المرضى كالمصابين بداء السكري وارتفاع ضغط الدم، وحتى النساء الحوامل والأطفال، فعلى الرغم من كونهم فئة في المجتمع لها احتياجاتها الخاصة، فإن الدراسات أثبتت قدرتهم على الصيام مع مراعاة بعض الاحتياطات.
* صيام مريض السكري
* مما يلاحَظ في هذا الشهر الفضيل أن البعض من مرضى داء السكري لا يلتزمون بالحمية الغذائية المتبَعة قبل شهر رمضان التي تناسب حالتهم الصحية، والبعض الآخر من هؤلاء المرضى يقومون تلقاء أنفسهم ودون استشارة الطبيب بتغيير نوع العلاج المنتظمين على تناوله طوال السنة، فمثلا يستبدل البعض منهم بحقن الأنسولين الحبوب لسهولة أخذها. وبديهي أن هؤلاء المرضى يتعرضون لاضطراب في مستوى السكر في الدم وقد ينتهي الأمر بهم بحدوث غيبوبة السكر.
من المعروف أن موائد الإفطار والسحور في مجتمعنا تمتلئ بما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب، ومن المألوف أن يكون في تناول الطعام نوع من الإسراف مما يتسبب في حدوث أزمات صحية أكثرها يقع في الجهاز الهضمي. ومرضى داء السكري من أكثر الفئات التي تتأثر في هذا الشهر الفضيل نتيجة عدم اتباعهم الطرق الصحية في تعاملهم مع الطعام وبذلك يفوتون فرصة الاستفادة الصحية من هذا الشهر. أما عن تغيير طريقة العلاج من نوع لآخر وكذلك الجرعة فيجب أن يتم ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج.
* نصائح حول السكري
* وفي ما يلي نقدم مجموعة من النصائح الغذائية لمرضى السكري في رمضان:
ـ بدء الإفطار على التمر، على أن لا يتجاوز عدد التمرات ثلاثا فقط.
ـ السوائل: ننصح بتناول العصير الطازج الذي لا يحتوي على مواد حافظة.
ـ اللبن الرائب: يكون قليل الدسم، أو خاليا منه.
ـ الشوربة: يتم تحضيرها من خلاصة اللحم أو الدجاج، ويتم نزع الجلد عن الدجاج للتخلص من أكبر قدر من الدهون، ويُعتبر الشوفان من أهم العناصر الغذائية لمرضى السكري في رمضان، وكذلك طبق السلطة الخضراء.
ـ المعجنات مثل السمبوسة: يُستحسن الابتعاد عن المقلي منها واستبدال المخبوز في الفرن بها، وأن تكون الحشوة إما جبنا قليل الدسم أو لحما مفروما دون دهن.
وبالنسبة إلى وجبة السحور: يطبق نفس الريجيم المعمول به في وجبة الإفطار من حيث عدد الحصص ونوعية الغذاء، مع استبعاد المأكولات المقلية وأن يتم تأخير السحور.
مع مراعاة عدم الإفراط في تناول الحلويات والمواد السكرية، ومزاولة الرياضة مثل الهرولة والجري المعتدل بانتظام، وتناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج، والتخفيف من الإجهاد النفسي والبعد عن مواطن التوتر النفسي خصوصا في هذا الشهر الكريم.
* صيام النساء الحوامل
* في حديثها لـ«صحتك» تقول الدكتورة منيرة خالد بلحمر استشارية طب المجتمع رئيسة قسم التوعية الصحية بإدارة الرعاية الصحية الأولية بمحافظة جدة وعضو لجنة التثقيف الصحي بمجلس تطوير الخدمات الصحية بمنطقة مكة المكرمة، إن نسبة من الحوامل اللاتي يعانين مرض السكري من النوع الأول أو ممن يعانين سكر الحمل، وهؤلاء ينصحن بالامتناع عن الصيام من الوجهة الطبية، خصوصا الحوامل اللاتي يستعملن الأنسولين أكثر من مرة في اليوم، ويجب تحديد وقت الأنسولين وكميته لكل مصابة بالسكري، لأن الوقت والكمية يختلفان في رمضان عنهما في أي شهر آخر. ولا يختلف الوضع في رمضان بالنسبة إلى الحامل التي تشكو بعض الأمراض التي تستدعي تناول علاجات مختلفة بل يجب أن تؤخذ العلاجات نفسها في أوقات يتم تنسيقها مع الطبيب المعالج. وفي حالة الأمراض التي تستدعي أخذ المضادات الحيوية، فتنصح المريضة بالإفطار لأن أي تغيير في كيفية أخذ العلاج ووقته غير مقبول لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات هي في غنى عنها.
بالنسبة إلى المرأة الحامل يُسمح لها بالصيام في الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل إذا لم تكن تعيقها عن ذلك مشكلة صحية ولم تكن تعاني من مشكلات الوحام. أما في الأشهر الرابع أو الخامس أو السادس من الحمل فلا توجد محاذير طبية من الصيام، بينما في الأشهر الأخيرة ننصحها بالإفطار لأن الصيام قد يؤثر عليها وعلى جنينها أيضا.
وحول احتياجات المرأة الحامل الغذائية في رمضان، أضافت د. منيرة أن الحامل، بشكل عام، تزيد احتياجاتها الغذائية «خصوصا في المرحلتين الثانية والثالثة من الحمل» بنحو 300 سعرة حرارية عن احتياجات المرأة غير الحامل سواء في رمضان أو غيره من الأشهر الأخرى، وهذا لا يعني زيادة كبيرة في كميات الطعام أو الحلويات ولكنها تعني تناول كوبين من الحليب قليل الدسم وقطعة من الخبز. كما تحتاج الحامل إلى 15 غراما إضافيا من البروتين، وإلى زيادة بعض العناصر الغذائية الأخرى وأهمها الحديد الذي يتوافر في الكبد واللحوم الحمراء والدجاج وصفار البيض والبقوليات والخضراوات، وأيضا الكالسيوم الذي يتوافر في الحليب ومنتجاته والسردين مع العظام.
ويفضل للحامل تقسيم وجبتها من الإفطار إلى وجبات خفيفة كاملة بدلا من وجبة واحدة كبيرة كي لا تشعر بالغثيان وصعوبة التنفس، وعليها الإكثار من شرب السوائل قبل الوجبة أو بعدها وليس خلالها، خصوصا إذا كان الجو حارا. أما للتغلب على حالة الإمساك نتيجة الزائد على الأمعاء من الجنين، فعليها الإكثار من الأغذية الغنية بالألياف وشرب السوائل وممارسة الرياضة. وحول فحص دم الحامل في نهار رمضان، فقد أفتى العلماء بأن تحاليل الدم البسيطة لا تفسد الصوم وعليه تنصح الحامل بالانتظام في المتابعة الدورية للحمل لدى طبيبها المعالج.
* صيام الأطفال
* يبدأ صيام الأطفال بتشجيع الأهل أطفالهم بتجربة الصيام عند بلوغهم سن العاشرة على أن يكون تحت مراقبتهم ووفقا لضوابط معينة.
ويفضل أن يبدأ الطفل في طعام الإفطار بتناول السوائل كالعصير أو الشوربة ثم يترك ليرتاح قليلا على أن يتابع تناول طعامه بعد ذلك مع بقية أفراد الأسرة. ويراعى أن يحتوي طعامه على جميع المكونات الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل وأن تتضمن الوجبة أحد أنواع اللحوم مع الخضراوات إضافة إلى الأرز أو المعكرونة إلى جانب طبق السلطة المعد من الخضروات الطازجة، ويفضل أن تكون الفواكه الطازجة تحلية ما بعد الإفطار بدلا من الحلويات والسكريات.
ويجب أن يكون السحور في وقت متأخر من الليل «قبل الإمساك بنحو ساعتين» محتويا على أطعمة بطيئة الهضم كالبيض واللبن والفول والمربى والخضراوات الطازجة، مع كمية وافية من السوائل ويفضل أن تكون من العصائر الطبيعية من دون إضافة السكر.
وخلال الصيام يُنصح الأطفال بعدم بذل مجهود عضلي أو جسدي حتى لا يتعرضوا للإنهاك العضلي نتيجة فقدان الوسائل والأملاح الضرورية.
يُمنع الأطفال المصابون بارتفاع في درجة الحرارة من الصيام كونهم بحاجة إلى تناول السوائل بكثرة خلال ساعات النهار إضافة إلى الدواء. أما الأطفال المصابون بأمراض مزمنة كالربو فيمكنهم مواصلة صيامهم وعلاج حالتهم بواسطة الحقن أو البخاخات بدلا من الأدوية التي تعطى عن طريق الفم.
وبالنسبة إلى مرضى السكري من الأطفال، فيجب على الوالدين استشارة الطبيب المعالج حتى لا يتعرضوا لمضاعفات السكري الخطيرة وهي إما نقص السكر في الدم نتيجة بذل مجهود كبير وإما زيادة جرعة العلاج وإما زيادة السكر في الدم بسبب الإسراف في تناول الأكل.