(تمدين الشنطيطي)
متعنتر متشنتر متبختر
متشبثا بوداعة بلجام
فكأنه حين استوى من لوعة
متشبها بأبيضات نعام
وكأن حين وحيثما لم يأته
كان البطاح برأسه برخام
فجعلت يوما من ليالي الشنفلي
قد استقر بكل رجل مدام
وتسوسن الشنكاح قعقع زخلة
فتسلم المشلول من أيام
إذ لما كان الشرشبي ملوحا
فبدا الأنيق مطمح الاحلام
وقديدد الأشفار لحلح مرة
فبدوت مرشوقا بألف سهام
فالفرق بين العد والمتعدد
كتبهوء الفسفور بالحمام
وتبعبل المحمول رنا يومها
حتى غرقت بألف ألف منام
إذ ظاطت الأشناب طرف الجورب
وتكوتش الإنسان كالأفلام
مرآة قلبي قد أقامت حاجزا
فغدوت منبرزا بكل مقام
قد جاع ذئب في مداخن عمره
فقضى على جمل بألف سنام
الصحة الخضراء من أجنابها
ذهبت وذهب الخيل والأنعام
وبدا كشمروخ الغضارف ناشبا
في مذبهل الفتق بالأنجام
كلب السمارة مازحا بنيابه
في كوم لحم الشرم كالأنسام
نيق نياق ناقة مع ناقة
قد نيق يوما في غضون زحام
من بعد ما نيق الغداة بيومها
مات المواح بلهفة استسلام
أسد وليث بادي في شوقه
للقاء عود ساحر الأنغام
يا داخلا ما بين نار ونارة
لن تستفيد بغير لسع علام
يا تاركا قدم الملامة بربأت
افقأ بعين اللوم كل ملام
واعلم بأن الذئب جاع لوهلة
أكل القطيع وصاحب الأغنام
واعلم بأن الشعر ناح بشقة
فغدا كبلح خارج الأبطام
إن كان عيبا أن يحط بثقله
فالعيب فعلا لعبة العوام
إن كان جرما أن يقل منامه
فالوقت سلخا قمة الإجرام
لومرة غربا أحاط بشرقه
فالطعم مثل اللفت بالفنضام
أحسن علامك حيث شئت فقلما
ربط الذءوبة منبعا بكلام
ولتلعب السنطاء دورا بارعا
فالمود خلفي والشريز أمامي
وإذن رأيت براءة في مهدها
فاعلم بأن الزنط بالأزلام
إن لم تناهز ذات يوم مبسما
حق عليك الرقص دون حزام
كم ذات يوم حين كانت بينما
عبثت بدار اليوم بالدمام
في يوم شمس عنتري ممطر
برزت عناقيد المروج لئام
والحرص ولد إنفجارا شابه
خلط الكنوج بزلمة الأصنام
من فاز بالبرق المرعرد وقتها
فقد استحق الفوز بالأوسام
شبك المروءة باعدت زلفاته
لما أراد وصوله لمرام
وتقطعت شجر المحبة كوزها
نفس المحيط بجبنة الأسنام
وأضيئت الأنوار في واد لها
وتشعب الزفلون من أوهام
سلبت معاني النوم كل الموطن
مثل الإجابة جانب الإبهام
إحساسها حس حسيس حسحس
كحساستي بالبرد يوم زكام
وكسرت أضلاعا توجب شنقها
كتكسر الأوراق بالأقلام
فبدوت حقا حين كاكت يومها
كالمستقر بثكنة الخدام
فغدا قريب الماء قد متسرسبا
بغرابة بشمال ارض الشام
لما دنا من كهربوز مبهر
عفقت برأس الخال والأعمام
وشلنكحات باديات موصدا
فرأيت موقده بغير تهام
تركت أهازيج الوسامة وكرها
حتى تربع فيه كل هوام
وسحابة السحاب نامت بالفلا
فقضت على سحاحة الأغيام
أسلمت من كل المراجع سحلبا
حتى غرقت بوسط ألف سلام
وشربت شوبا من ثناياه التي
قد أوقعت من جوزة الشمام
لن تستفيد من الملاءة ذرة
حتى تحب بوصفها إعلامي
وحجاشر الموزون كانيولا لها
برز الملثم لولوا استعلام
يا أم سلمى أي هر قد علا
فلترجميه بشقة الشمام
حطت مواسير الهوى في شرفتي
حتى رأيت بعينها استحمامي
فبدوت مزخوما بقطنة اجرحي
كالموردي بلحظة استجمام
مج المواجع قد تألم مألما
جعل المناشئ من هوى الأولام
كطاطة الأسلاك فرغت موسدا
وعمود دجلة ناقص الأشحام
وتوعوجت كسارة من بندق
لعنت مكان الجمر عند منامي
ورمال شاطئ وردها قد ولولت
فغدوت مشتاقا إلى البسام
إن الكرامة من كرامة نملة
وسنا الهداهد عندها إيضام
أسبوع يوم الشهر قد أضحى غدا
هلا عقدت منابر الأشرام؟؟
هلا زرعت بكل أصيص لنا
نظر العيون مبعثر الأخرام؟؟
إن الكرام إذا تبعثر نقدهم
فالعشب للإنسان هدف سامي
وشربت من حيث المواجع أوجدت
وسكبت مسحوقا من الآلام
شرف الصنوبر قد تقوقع عندما
نشذت حروف الطرف بالإيلام
دندلت من وجعي بأرض الموصل
وبقيت حتى صار نصف تمام
ثوب الزنافل باديا من نضجه
حتى بدا لونا بغير علام
لما وجدت بأرض لندن شقتي
من يومها صار القرير إمامي
ورأيت شريانا تشولم برزه
لما وضعت بكل ألف لام
لا تحسبن النشب باهر طلعه
حتى إذا عرجت برأس حطام
حتى العراقي استحالت شوربة
وتنوع الإنباح كل حرام
فعلى كلامك كل بحر جافف
وعلى حريم الويم كل سلام