إن أكثر الناس لا يتركون أنفسهم لمباهج الحياة تراهم إذا حدث لأحدهم مصيبة أو أصابه هم أو غم اسودت الدنيا أمام عينيه وصارت كل كلماته مشرأبة بالحزن
وأفعاله تنم عن حزن عميق.
فالسؤال الأن لماذا الحزن؟
ولماذا حملان الهم؟!
لقد جربنا الحزن فما نفعنا فى شىء .
أنا لاأنكر أننا لابد أن نمر بمواقف وأوقات لابد أن نحزن فيها ولكن لابد أن يمر الحزن سريعا ثم نلتفت إلى ماهو أهم
. ولله در الشاعر حينما قال:
سهرت أعين ونامت عيون
فى شئون تكون أو لاتكون
فدع الهم ما استطعت فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك ما كان بالأمس سيكفيك فى غد ما سيكون
إن الذكى هو من إذا مر بموقف فيه حزن أو ألم تعلم منه وأثر فيه وكان دافعا له وأثر فيه بالإيجاب فى أيامه القادمة.
إذا ما أصابتك مصيبة فقل قدر الله وما شاء فعل وعسى أن يكون نجانى الله مما هو شر منها.
وإذا أصابتك ضائقة فأعلم أن الله يريد أن يسمع صوتك فادعو الله ليفرج همك.
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
حاول أن لا تجعل حياتك تسير على وتيرة واحدة لان النفس البشرية بطبيعتها تمل.
وابحث دائما عن الجديد وحاول أن تكتشف نفسك وأن تتعرف على ما بداخلك وأن تتعرف على مواهبك.
لا تحمل هم المستقبل وإلى أين سيسير مصيرك وإلما سوف تسير وتحمل هم الدراسة والوظيفة وهم الزوجة والأولاد.
قال الشاعر: دع المقادير تسير فى أعنتها ولا تنامن إلا خالى البال
ما بين طرفة عين وإنتباهتها يغير الله من حال إلى حال
ابتسم
فلك رب يحميك ورزق يأتيك
وبيت يأويك ودين أعزنا الله به وقرأن انعم الله به علينا
وأمن يحلم به الكثير ونيل هو نهر من أنهار الجنة وبيئةبها من أهل الكرم والجود والمحبة ومن أحببناهم وأحبونا فى الله.
ابتسم
فلكل وردة شوك ولن تمر الحياة بدون ألم فلا تكترث لها وحدد أهدافك وأعمل على تحقيقها.
ابتسم
إن ضاقت بك السبل وساء حال البلاد فاعلم أن النصر قادم وأنه سيأتى يوم وينصلح الحال.
فأعمل أنت والله المستعان فعسى الفرج يكون قريبا.
عسى فرج يكون عسى نعلل أنفسنا بعسى فلا تقنط وإن لاقيت هما يقبض النفس فأقرب مايكون المرء من فرج إذا يئسا وأخيرا كن متفائل أثبتت الدراسات الحديثة أن الأشخاص المتفائلون هم أطول الناس أعمارا وأنهم أكثر الناس قدرة على إتخاذ القرارات الحاسمة لذلك فهم يصلحون لتقلد المناصب الإدارية الكبرى
. كذلك المتفائلون هم أكثر الناس قدرة على مواجهة ضغوطات الحياة وأختم بأبيات للشاعر الكبير إيليا أبو ماضى يقول فيها: قال : السماء كئيبة ، وتجهما قلت :
ابتسم
يكفي التجهم في السما قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟ قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كله متألما قال : التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما أو غادة مسلولة محتاجة لدم وتنفث كلما لهثت دما قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة لو لم تكن منهم أجل وأعظما قال : المواسم قد بدت أعلامها وتعرضت لي في الملابس والدمى وعلي للأحباب فرض لازم لكنّ كفي ليس تملك درهما قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل حيا ولست من الأحبة معدما قال : الليالي جرعتني علقما قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما أتراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما يا صاح لا خطر على شفتيك أن تتثلما والوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم ولذا نحب الأنجما قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما قلت : ابتسم مادام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما. دمتم بود جعلنا الله وإياكم من أهل السعادة فى الدنيا والأخرة.
أحبكم فى الله