بسم الله الرحمان الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله
من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا
أما بعد ,
فأحييكم بتحية الاسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
صلاة المسبوق في الجماعة وكيفية اتمامها بالتفصيل *مهم جدا*
مَن لحقَ بجماعة يُصلُّون ، في المسجد أو غيره ، فعليه أن يَمشي بسكينة ووقار ، ولا يُسرع حتَّى ولو وجد الإمامَ قد بدأ في الصَّلاة . فإذا وصلَ إلى الصَّفّ وأخذ مكانه فيه ، فعليه أن يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يدخُل مع الإمام على الهيئة التي يجدُه عليها : إذا وجدهُ ساجدًا مثلاً ، يسجدُ معه ثمّ يَتبَعُه في ما بَقي من الصَّلاة ، ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ويُتمّ وحدهُ ما فاتَه من ركعات .
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إذَا سَمعتُم الإقامةَ فَامْشُوا إلى الصَّلاة وعليكُم بالسَّكينَة والوقار ، ولا تُسْرعُوا ، فَما أدْرَكْتُم فصَلُّوا ، وما فاتَكُم فأَتِمُّوا . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 1 - ص 228 - رقم الحديث 610) .
وروى أبو داود في سُنَنه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إذا جئتُم إلى الصَّلاة ونحنُ سُجودٌ ، فَاسْجُدُوا ولا تَعُدُّوها شيئًا ، ومَن أدركَ الرّكعة فقد أدركَ الصَّلاة . (سنن أبي داود - الجزء 1 - ص 236 - رقم الحديث 893) .
وجمهورُ العُلَماء يقول بأنَّ مَن دخلَ مع الإمام في الصَّلاة قبل أن يرفَع الإمامُ رأسَهُ من الرُّكوع ، فقد أدركَ الرّكعة . أي أنَّ مَن لَحقَ بالجماعة ، فكبَّر تكبيرة الإحرام ودخلَ في الصَّلاة والإمامُ واقفٌ يقرأ الفاتحة أو السّورة ، أو وجدهُ راكعًا ، فكبَّر وركع وأمكَنَ يَدَيْه من رُكْبَتَيه قبل أن يرفع الإمام رأسَه من الرُّكوع ، فقد أدركَ الرّكعة ، ولا يُعيدُها بعد ذلك .
أمّا إذا وجد الإمامَ قد رفع من الرُّكوع ، أو وجدهُ ساجدًا أو جالسًا للتَّشهُّد ، فعليه أن يُكبّر تكبيرة الإحرام ، ثمّ يدخُل معه في الصَّلاة على الهيئة التي وجده عليها ، ثمّ يُعيدُ هذه الرّكعة .
وكيفيّة إتمام الصَّلاة هي كما يلي :
عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه المسبوقُ ، بل يَقفُ ليُتمَّ ما فاتَهُ من ركعات لم يُصلّها مع الإمام ، فيأت بها بالتَّرتيب : يبدأُ بالرّكعة الأولى التي فاتَتْهُ مع الإمام ، ثمّ الرّكعة الثّانية ، وهكذا .
وهذا تفصيلٌ بجميع الحالات ، سواء كان المسبوق ولدًا أو بنتًا :
- إذا لَحق بجماعة يُصلُّون صلاة العشاء ، وأدركَ الإمامَ في الرّكعة الأولى يقرأ الفاتحة أو سورةً أو شرعَ في الرُّكوع ، فإنَّه يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يدخلُ مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها . فإذا أدركَ الرّكعة قبل أن يرفع الإمامُ رأسه من الرّكوع ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه مع الإمام ، ويُسلّم معه ، ولا يزيدُ شيئًا لأنّه أدركَ كلّ الرّكعات .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّانية ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ فقط الرّكعة الأولى . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي هذه الرّكعة ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (وإذا كانت فتاة فإنَّ جميع صلاتها سرّ) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّالثة ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ الرّكعة الأولى والرّكعة الثّانية . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي هاتين الرّكعتين ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (إذا كان ولدًا) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يقوم لقضاء الرّكعة الثّانية ، فيَقرأ أيضًا الفاتحة والسّورة جهرًا ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الرّابعة ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ الرّكعات الأولى والثّانية والثّالثة . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي الثّلاث ركعات ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (إذا كان ولدًا) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ويتشهّد لأنّ هاته الرّكعة تُعتَبَرُ الرّكعة الثّانية بالنّسبة له : الأولى صلاَّها مع الإمام وهذه الثّانية ، والتّشهُّد واجبٌ بعد كلّ ركعتين .
ثمّ يقوم لقضاء الرّكعة الثّانية التي فاتَتْه مع الإمام (وهي الرّكعة الثّالثة بالنّسبة له) ، فيَقرأ أيضًا الفاتحة والسّورة جهرًا ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يقوم لقضاء الرّكعة الثّالثة (وهي الرّكعة الرّابعة بالنّسبة له) ، فيَقرأ الفاتحة فقط سرّا ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
هذا بالنّسبة لصلاة العشاء .
- وإذا لَحق المسبوقُ بجماعة يُصلُّون صلاة الظُّهر أو العصر ، فإنَّه يُتمُّ صلاتَه مثلما ذكَرنا في صلاة العشاء ، غير أنَّ كلَّ صلاته تكون سرّا .
- وإذا لَحق بجماعة يُصلُّون صلاة المغرب ، وأدركَ الإمامَ في الرّكعة الأولى يقرأ الفاتحة أو سورةً أو شرعَ في الرُّكوع ، فإنَّه يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يدخلُ مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها . فإذا أدركَ الرّكعة قبل أن يرفع الإمامُ رأسه من الرّكوع ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه مع الإمام ، ويُسلّم معه ، ولا يزيدُ شيئًا لأنّه أدركَ كلّ الرّكعات .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّانية ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ فقط الرّكعة الأولى . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي هذه الرّكعة ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (وإذا كانت فتاة فإنَّ جميع صلاتها سرّ) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّالثة ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ الرّكعات الأولى والثّانية . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي الرّكعتين ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (إذا كان ولدًا) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد لأنّ هاته الرّكعة تُعتَبَرُ الرّكعة الثّانية بالنّسبة له : الأولى صلاَّها مع الإمام وهذه الثّانية ، والتّشهُّد واجبٌ بعد كلّ ركعتين كما ذكَرنا . ثمّ يقوم لقضاء الرّكعة الثّانية (وهي الرّكعة الثّالثة بالنّسبة له)، فيَقرأ أيضًا الفاتحة والسّورة جهرًا ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا لَحق بجماعة يُصلُّون صلاة الصّبح ، وأدركَ الإمامَ في الرّكعة الأولى يقرأ الفاتحة أو سورةً أو شرعَ في الرُّكوع ، فإنَّه يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يدخلُ مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها . فإذا أدركَ الرّكعة قبل أن يرفع الإمامُ رأسه من الرّكوع ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه مع الإمام ، ويُسلّم معه ، ولا يزيدُ شيئًا لأنّه أدركَ كلّ الرّكعات .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّانية ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ فقط الرّكعة الأولى . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي هذه الرّكعة ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة جهرًا (وإذا كانت فتاة فإنَّ جميع صلاتها سرّ) ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ، ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا لَحق بجماعة يُصلُّون الصّبح أو الظّهر أو العصر أو المغرب أو العشاء ، وأدركَ الإمامَ بعد أن رفع رأسَه من الرُّكوع في الرّكعة الأخيرة ، أو وجده في السّجود أو التّشهُّد من هذه الرّكعة ، فإنّه في هذه الحالة يكونُ قد فاتَتْهُ جميع الرّكعات ، لكنّه مع ذلك يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يَدخُل مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها ، ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليُصلّي الصّلاة بجميع ركعاتها ، ويكونُ له أجر الجماعة بإذن الله .
- وإذا لَحق بجماعة يُصلُّون صلاة الجُمعة (وسنتحدّث عن هذه الصّلاة في عنصر قادم) ، وأدركَ الإمامَ في الرّكعة الأولى يقرأ الفاتحة أو سورةً أو شرعَ في الرُّكوع ، فإنَّه يُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يدخلُ مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها . فإذا أدركَ الرّكعة قبل أن يرفع الإمامُ رأسه من الرّكوع ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه مع الإمام ، ويُسلّم معه ، ولا يزيدُ شيئًا لأنّه أدركَ كلّ الرّكعات .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة والإمامُ في الرّكعة الثّانية ، فإنّه يُتمُّ صلاتَه معه ، ويكون قد فاتَتْهُ فقط الرّكعة الأولى . ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليَقضي هذه الرّكعة ، فيَقرأ الفاتحة والسّورة سرّا ، ثمّ يركع ويرفع من الرّكوع ويسجد مرّتين ، ثمّ يجلس ويتشهّد التّشهّد الأخير ، ثمّ يُسلّم .
- وإذا دخلَ في الصَّلاة بعد أن رفع الإمامُ رأسَه من الرُّكوع في الرّكعة الثّانية ، أو وجده في السّجود أو التّشهُّد من هذه الرّكعة ، فإنّه في هذه الحالة تكونُ قد فاتَتْهُ صلاة الجُمعة ، لكنّه مع ذلك يَنوي صلاة الظُّهر ، ويُكبّر تكبيرة الإحرام واقفًا ، ثمّ يَدخُل مع الإمام على الهيئة التي يَجدُه عليها ، ثمّ ، عندما يُسلّم الإمام ، لا يُسلّم معه ، بل يَقفُ ليُصلّي الظّهر أربع ركعات ، ويكونُ له أجر صلاة الجمعة بإذن الله .
موقع الطريق إلى الله
لا تنسونا من صالح دعائكم