لقد تأخر الباحثون كثيراً !!!
ما توصل إليه الباحثون بتقنيات العلم الحديث ، فيما يتعلق بالسواك وفوائده ، قد جاء متأخرا بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ، عما توصل إليه النبي الأمي سيدنا محمد بن
عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه رب العزة : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى)) (لنجم:3) ، (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ )) (الحشر: من الآية7) …
فماذا عسانا أن نعرف عن السواك ؟ وماهي مكانته في السنة النبوية الشريفة ؟ وماذا عن التجارب
والأبحاث الحديثة ، التي أثبتت فاعليته ؟ …
تعريف السواك
السواك تطلق على الفعل أي عملية الاستياك، وساك الشيء أي دلكه وفمه بالعود. ويطلق على عود الآراك اسم “السواك” (بكسر السين) والمسواك (بكسر الميم).
اكتشف فريق بحث دولي المكونات السرية في عيدان السواك الذي يستخدم على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا والبلاد العربية، لتنظيف الأسنان وحماية اللثة من الأمراض. فقد كشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة (إيلينويس) بشيكاغو، وجامعة (ستيلينبوش) في (تايجربيرغ) بجنوب أفريقيا - عن أن السواك يحتوي على مواد طبيعية مضادة للميكروبات تمنع إصابة الفم بالأمراض، وتقلل ظهور التجاويف السنية وأمراض اللثة. وأوضح الباحثون في الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على كشف أسرار قدرة السواك في تنظيف الأسنان - أن أعواد السواك التي عادة ما تستخلص من جذور أو سيقان الأشجار والشجيرات المحلية في البلدان التي تستخدمها، وتُسْتعمل بعد مضغ أطرافها حتى تُهْترأ، ثم تستخدم كفرشاة لتنظيف الأسنان، فعالة كفرشاة الأسنان تمامًا في إزالة طبقة (البلاك) المتراكمة على الأسنان وتدليك اللثة، مشيرين إلى أن هذه الأعواد تمثل بديلاً أرخص ثمنًا لسكان العالم الثالث، حيث لا تتوافر فرش الأسنان.
وأشارت الدكتورة كريستين - أستاذة طب الأسنان واللثة في جامعة إيلينويس الأمريكية
- إلى أن عيدان السواك المستخدمة في ناميبيا مثلاً، بعد استخلاصها من نبات يعرف باسم (ديوسبايروس لايسيويديس)، يحتوي على ستة مركبات تقاوم الميكروبات، أربعة منها متحدة مع مادة (ديوسبايرون) والآخران هما (جوجلون) و (7- ميثيل جوجلون) وهما مادتان سامتان تتواجدان في الجوز الأسود أيضًا، يعتقد أن مركبات الجديدة التي تم اكتشافها في السواك هما الأكثر فعالية ضد البكتيريا، حيث تصل درجة فعاليتهما إلى فعالية مستحضر غسول الفم الذي يعرف باسم (ليستيرين).
وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء الأمريكية إن آلية عمل السواك الذي يعرف في الهند باسم (نيم)، وفي الشرق الأوسط باسم (مسواك)، في قدرته على مهاجمة الميكروبات لم تتضح بعد.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن معدلات تسوس الأسنان بين مستخدمي السواك كانت أقل بالرغم من تناولهم أغذية غنية بالسكريات والنشويات، كما أثبتت دراسات أخرى أن آثاره المزيلة لطبقة البلاك تعادل آثار فرش الأسنان المستخدمة لنفس الهدف.
وقد استخدم فريق البحث أحدث التقنيات الحيوية لعزل المركبات الموجودة في السواك الناميبي، حيث تتركز آليات الحماية في معظم النباتات في اللحاء أو في الأخشاب القريبة منه فتقلل الأشجار بهذه الطريقة خطر إصابتها بالأمراض.
من جانبه، أكد الدكتور كين بيوريل مدير الشؤون العلمية في مجلس الجمعية الأمريكية لطب الأسنان، إن هذه الاكتشافات لا تعني التخلي عن معجون الفلورايد وفرش الأسنان، ولكن السواك قد يكون بديلاً عندما لا تتوافر فرش الأسنان.
وبعد هذا ألا يجدر بنا أن نتذكر قول رسول الله الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) مبيناً أهمية السواك وفائدته التي أثبتها العلم الحديث بعد قرون كما تقدم إذ قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "