الإعتـــذار بعد فـوات الأوان
الإنسان بطبعه تكثر علاقاته مع من حوله و في جميع المجالات التي يعمل فيهـا
و لكن كثيراً ما يجد الإنسان نفسه في مواقف يُحسد عليهــا و يحصل فيهـا تصادم
و تُصبح خارجة عن المعقول و خاصة إذا كان الشخص من أعز النــاس إليـك
*****
في هذه الحيـاة قد يجد الإنسان في حياته شخصاً يمنحه كل شيء و يكون سنداً له
و لكن قد يزول كل شيء بعد ذلكـ
و يُصبح كل شيء بلا فائدة تاركـ ورائه جراح و ألام لا يُشفيهـا الزمن
يحفرها بداخل قلــوبنا و لا يجد ما يُقابلنا به سوى كلمة أسف أو لم أقصد ذلكـ
و بعد أن لا نقبل إعتذراه الذي لا أساس له من الصحة يوضع الإنسـان في خانة الظالــم
غريب و عجيب حتى المفاهيم أصبحت معكـوسة !!
مُتناسياً ما خلفه من جراح و ألام و ما خلف قلبه المريض و نفــسه الدنيئة
التي لا تعرف إلا الأحقـاد و الغدر
مُتعبر أنهــا مرحلة و قد فــات عليها الزمان و تُطوى كما يُطوى الكتاب
يترك الإنسان ينزف و مخلف بداخله جـراح لن تندمـل بسهولــة
و قد فات الأوان للإعتدار فقد طويت الصفحة و لن تُفتح من جديد
و الغريب في الأمر يجعل ما قام به ذنبــاً صغيراً قادر الإنسان على تجاوزه و نسيانـه
*****
و هذا كله نتيجة عدم المبالاة بمشاعر الأخرين و التسرع في إبــداء الأراء
ضارب كل شيء عرض الحائط دون تحكيم العقل و المنطق في كلامه
و يتكرر الأمـر مرات عديدة و لا تجد منهم إلا نفس التعليل لتصرفاته
حتى يُــدركــ الإنسان أنه ما يقوم به سوى تمثيلية يستعملها كلما إدعت الضرورة
و يأتيك بكلمة أسف أو لم أقصد
لكي يحقق مصالحه عندكــ و بوجه ملائكي و كأن ما فعله معكـ لا شيء بالنسبة إليـه
*****
إلى متى
الإنسان يُخطأ في حق أخيه و صديقه و يترك به جرحاً عميقا و يُسيء إلــيه
و سكب على الصفحات البيضاء السواد و عدم تطهيرها من جديد
لأنه يجد نفسه قد فات الأوان و لن يُصلح ما قام بـه