طائـــــــر الشـــــــوق
ولهيبٌ مِن هَوى النفسِ لَه
يَحرِقُ مُهْجَتي
كُلَّما دَاعبَ الوجدُ رُوحِي
أَحْسَستُ مَنِيَتي
فَأُطْلِقُ طَائرَ الشَّوقِ يَبْحثْ عَنَّه
لَعلَّه يَأْتيِني بِما يُسكِنُ لَوْعَتي
يا طائِرَ الشَّوقِ حَلِّق عِنْدَه
إلزم يمينَه وقَبِّل رَأْسَه..
واحذَرْ أَن يصِلَهُ مِنْكَ أَنِينِي
أو بُعدَه الذي تَلَّ الجَبينِ
و انأي بعَينِك عَنْ نَاظِرَيْهِ
حِينَ تَسْقُطُ دَمعَةٌ تَهْفُو إِليه
يا طَائِرِي أَخْبْرني َكيفَ وَجدَّته
أَََمَا زَالَ حُبي يَسْكُنُ أَيْكَه؟
أَم أنه فَارَقَ دُنْيَاهُ َكما فَارَقْتُه؟
أَلا دَنوتَ مِنْهُ فَتَحْمِلُ للرِوحِ عَبِيرَهُ
وَتَسْتَجدِي هَمساً قَدْ اشتقتُ لَه
لَكِنْ لا تُخْبِرهُ أنَّاتِي ولَهيب تَنَهُّدَاتي
َبل ارِوي لَه كيفَ أَغْرَقُ في مَلَذَّاتِي
وكيف صِرتُ أَسِيرَةَ رغَبَاتِي وَشَهَواتي
و أَنني ما عدتُ أَبَداً أَذْكُره
ما عدتُ !... ما عدتُ!
يا طَائِري إِني أَموتُ بِلَوْعَتِي
فأَهِيمُ عَلى وَجْهِي أُناَدِيه..
وأظمأُ ِمنْ بَعدِ رِواءٍ وَتشيبُ صَبَابَتي
آه. لَوْ أن أَضْلُعِي تَخرجُ عَنْ صَمتِها
لأَحْرَقَتْ بِلَهِيبِها شُهب..
أو أن عَيْني اسْتَرسَلَتْ ِفي أَدْمُعِها
لأَغْرَقَتْ مِن فَيْضِهَا أمم..
بالشَّوقِ أَنْتَ يَا طَائِري ِإَليه مُحَمَّلُ
فآتيني بِطَيْفِهِ عَلى جَنَاحَيْكَ ولا تتعللُ
رُبَما جَادَ القدرُ عَلَيَّ بما آمل..
فَبَيْنَ عَشِيةٍ وَضُحَاهَا كُل أَمرٍ بمشيئتِه يَتَبَدَّلُ