نذكر بعض الأحاديث التى إن إستثمرها المرء فى حياته إستفاد وطال عمره فى الطاعة .
الصلاة فى المسجد الحرام والمسجد النبوى
فى الحديث الذى رواه كثير من الصحابة عن النبى صلى الله عليه وسلم منهم أبو هريرة وعبد الله بن عمر وسعد بن أبى وقاص وجابر بن عبد الله وغيرهم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (صلاة فى مسجدى بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فصلاة فيه بمائة ألف صلاة فيما سواه )
بحساب هذا المقدار فإن المرء إذا صلى فى المسجد الحرام 10 ركعات فإنه يحتاج إلى أن يصلى عشر ركعات لمدة 230 سنة فى أى مسجد أخر لكى تساوى مقدار تلك الركعات العشر فى المسجد الحرام وذلك طبعاً فى الثواب .
صلاة الجماعة
فى حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم رواه كثير من الصحابة أن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفذ فى أكثر من رواية بخمس وعشرين درجة وفى رواية واحدة سبع وعشرين درجة ، ولهذا فقد حض النبى صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة وقد قال : لقد هممت أن آمر رجلاً فيصلى بالناس ثم آمر آخر فيأتى فيُحّرق على الذين يصلون فى بيوتِهم بيوتَهُم . فهولأء الذين يأمر الرسول أن تُحرّق عليهم بيوتهم ليسوا بتاركى الصلاة مطلقاً وإنما هم يصلون فى بيوتهم فما بالنا بمن ترك الصلاة . وأبلغ ما يُحتج به لصلاة الجماعة هو صلاة الخوف والتى تكون فى المعركة وقد آمر الله أن تصلى فى جماعة ، يقول تعالى ( وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم ....) النساء 102 ومعنا معك أى أن تقام الصلاة فى جماعة ، والقبلة تسقط فى صلاة القتال أو الخوف والصلاة تكون جماعة وقى الإتجاه الذى يُتصور أن يأتى منه العدو حتى لو أستدبر القبلة ، فهذ الموطن أولى أن يصلى كل أمرؤ وحده حيث أنه موطن خوف ومع ذلك فقد نهى الله عن هذا وأمر بالجماعة فى ذلك الموطن ولذا فالصلاة فى حال الأمن أولى ، وإن فاتته الصلاه فى الجماعة حال الأمن فسوف يفوته ثواب وأجر ويقع عليه ذنب ووزر .
صلاتى الفجر والعشاء
ورد فى الأحاديث الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( أثقل صلاة على المنافقين الفجر والعشاء ولو أن أحدهم يعلم أنه يأخذ مرماتين ( المرماة هى رجل الدجاجة ) لأتوهما حبواً . وفى حديث ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( من صلى العشاء فى جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر فى جماعة فكأنما قام الليل كله ) . وأحد تلامذة البخارى يقول أنه لم تفوته صلاة العشاء فى جماعة إلا مرة واحدة كان عنده ضيف فشُغل عن الصلاة ولما أراد أن يدرك الجماعة ألتمس مسجداً فى البصرة ولكنه لم يدرك الجماعة أيضاً فصلى العشاء سبع وعشرين مرة حتى يُدرك ثواب الجماعة الذى فاته ، فلما نام رأى أنه يركب فرساً ويركب آخرون أفراساً معه فقال فضربت فرسى حتى يلحق بهم ولم يفعل فقال لى فارسٌ منهم لا تُجهد نفسك فلن تلحق بنا لأنك تركت صلاة العتمه. وتلميذ أخر من تلامذة البخارى فاتته صلاة الجماعة ففعل مثل ما فعل صاحبه فلما نام رأى من يقول له ومن أين لك بتأمين الملائكة ، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول ( من وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له . فصلاة العشاء والفجر تعادل قيام الليل فكيف بمن قام الليل ، لا شك أن هذا سيضيف إلى عمره أعماراً فى الطاعة .
صلاة الجمعة
فى حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم ( من غسّل وأغتسل وبكّر وأبتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وإستمع ولم يلغو له بكل خطوة أجر عمل سنة صيامها وقيامها ) وغسّل أى أمر أهله بالإغتسال ، وأمّا اللغو فالثناء على الله والصلاة على النبى ليس بلغواً ولكن اللغو إنما يكون فى محاورة وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم ( من قال لإخيه أنصت والإمام يخطب فقد لغى ) . هذه هى صلاة الجمعة وما فيها من الثواب وتخيل معى أن إنسان لا يصلى الجمعة فما حاله وما مئآله ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( من ترك ثلاث جُمع متهاوناً طبع الله على قلبه ) والطبع على القلب معناه أنه لا يخرج منه معصيه ولا يدخله إيمان.
صلاة المرأة
فى الحديث السابق الخاص بصلاة الجمعة المرأة تساوى الرجل فى ثواب الجمعة لأنه لا يقوم دليل فى الحديث يُفرق بين المرأة والرجل فى الأجر والأصل فى الأدلة العموم إذا لم تأتى أدلة لتُفصل وهذا بالطبع إن اذن لها زوجها وفى حديث بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إذا إستأذنت أمة أحدكم أن تذهب إلى المسجد فلا يمنعها ) وقال ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) ومع هذا فقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث أم عُمير وهى أمرأة أبى حميد الساعدى أنها قالت يارسول الله إنى لأحب الصلاة معك – أى جماعة فى مسجدك - فقال صلى الله عليه وسلم ( وقد علمت أنك تحبين الصلاة معى وصلاتك فى حجرتك خيرٌ من صلاة فى دارك وصلاتك فى دارك خير من صلاتك فى مسجد قومك وصلاتك فى مسجد قومك خير من صلاتك فى مسجدى هذا ) فالتمست أم عُير أظلم مكان فى بيتها فاتخذت منه مُصلى لها – وكلما كانت صلاة المرأة فى ركن خفى من الحجرة كان أفضل من وسط الحجرة . وهذا الحديث يخص أهل مكة بالأحرى وأهل المدينة فتأمل هذا الثواب الذى وهبه الله للمرأة فى صلاتها فى بيتها فتفوقت على الرجال بصلاتهم فى المسجد الحرام والمسجد النبوى فصلاتها فى المسجد الحرام بمائة ألف صلاة وفى المسجد النبوى صلاتها بألف صلاة وصلاتها فى البيت أفضل .