نجوم مصرية
منتديات نجوم مصرية المنتدى العام المنتدى الإسلامي والنقاشات الدينية



تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل




تعدد الزوجات من دروس الشيخ ابو اسحاق

 

تعدد الزوجات

إن موضوع تعدد الزوجات ليس بالأمر السهل ولا هو بالموضوع البسيط . من يتلقى موضوع التعدد لابد أن يتلقاه تلقياً إيمانياً لأنه لا يصلح فيه إلا الإيمان فلا يخفف أى شئ من لهواء الدنيا وهجيرها إلا الإيمان . إن المرء قد يضحى بالشئ النفيس إذا كان الإيمان هو الحافز له على ذلك . عندما نستمع إلى المسائل الكبيرة فلابد أن نستحضر الإيمان ولا نستحضر غل الدنيا.
لما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة من مكة إلى المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار كان ممن آخى بينهم سعد بن الربيع الأنصارى وعبد الرحمن بن عوف المهاجرى (وقد ترك المهاجرين أموالهم وديارهم فى مكة وذهبوا إلى إناسٍ فى ديارهم وأموالهم) فقال سعد بن الربيع لأخيه عبد الرحمن بن عوف : أنا لى زوجتان فأنظر إلى أيهما أعجب لك أطلقها لك وتتزوجها . ولا نعرف شيئاً من هذا عن العرب أن يضحوا بنسائهم أو يخيروا إخوانهم أن يختاروا من نسائهم ليطلقوهم فيتزوجوهم ، فللعرب غيرة تصل إلى حد الموت ونتكلم هنا عن العرب الحقيقين صدر الإسلام وليس أشباه الرجال اليوم الذين تربوا على موائد الغرب هولأء الذين لا يغارون على نسائهم . والعرب من شدة غيرتهم على نسائهم كانوا يأخذونهم معهم لأى معركة ليثبتوا فى المعركة ولا يتخلفوا خشية عليهم إن تركوهم فى البيوت وحدهم ، وليس العربى الذى يتنازل عن زوجته لرجل أخر ولكن سعد بن الربيع تكلم بمنطق الإيمان فسهل عليه أن يقول لأخيه عبد الرحمن بن عوف أنظر أعجب المرأتين أطلقها لك فتتزوجها .
موضوع التعدد هو حل لمشكلة العنوسة فى مصر نذكر إحصائية للجهاز المركزى للتنظيم والإدارة فى مصر وقد نشرت فى مجلة أكتوبر فى ملف بعنوان 9 مليون مطلق وعانس وأرمل فى مصر (والصفات مؤنثة) بجانب أن هناك 8 مليون قضية طلاق وخلع فى المحاكم ولنفترض أن ثلثى هذ العدد أى حوالى 2 مليون سيعودوا لبيوتهم سيبقى لدينا 2 مليون تضاف إلى التسعة مليون يصبح العدد 11 مليون ، وهذا العدد لا تحسب نسبته إلى نسبة مجموع السكان ككل ولكن سنقول إن عدد النساء فى سن الزواج فى مصر بتفديرات إحصائية حوالى 30 مليون إمرأة منهم 11 مليون النسبة التى ذكرنا أى حوالى 30% من عدد النساء مطلق وعانس وأرمل ، يبقى من ال 30 مليون 19 مليون منهم نسبة ليست بالقليلة فوق سن الثلاثين أو ما بين الثلاثين والخامسة والثلاثين والتى تزيد عن الخامسة والثلاثين تنضم لنسبة الـ 11% ، نلاحظ إذن أن النسبة ترتفع لأن عدد النساء فى تزايد كما أن العمر لا يتوقف فقط فكر – أو فكرى فى الأمر قليلاً.
وهناك رغم ما قلنا من إحصائيات من يقف ضد التعدد والتعدد ليس هو بالأمر السهل فله ضوابط وأصول وهناك من يجب عليه التعدد وهناك من لا يجب عليه فالأمر ليس سهلاً ولا هو مجرد هوى متبع فالجمع بين أمرأتين ليس بالأمر السهل على الأطلاق بل هو من أصعب ما يكون . الرومان قديماً كانوا إذا أرادوا أن يولوا حاكما زوجوه فإذا أستطاع أن يسوس أمرأته جعلوه قائدا وهذه أمرأة واحدة من يسوس أمرأة يصلح أن يكون حاكماً فكيف للمرء أن يسوس أمرأتين وذلك لأن المرأة لا تستقيم أبداً على حال كما أخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم فكل يوم لها طريقة مختلفة والرجل العاقل هو من يستطيع أن يحاور أمرأتين وأن يخرج من العقبات والمكائد بسلاسة ويسر وليس كل الرجال لديهم هذه الملكة بل هى نسبة لا تذكر من الرجال من يجيدون التعامل مع إمرأتين فمن رأى أنه يستطيع أن يتعامل مع إمرأتين فليتزوج أكثر من إمرأة ولا يكون كالأعرابى الذى تزوج من إمرأة أخرى فلطم على وجهة وأنشد يقول : تزوجت إثنتين لفرط جهلى لما يشقى به زوج أثنتين ، فقلت أعيش بينهما خروفاً أُنّعم بين أكرم نعجتين . لقد نعت نفسه بالخروف.
ومن يقف ضد التعدد يحتج بحديث النبى صلى الله عليه وسلم لما علم ان علياً سيتزوج من إبنة أبى جهل على فاطمة إبنة رسول الله (وحجته داحضة كما سنبين بعون الله وتوفيقه) والحديث ورد فى الصحيحين حيث ورد أن علياً رضى الله عنه أراد أن يتزوج من إبنة أبى جهل على فاطمة وأنتشر الخبر فجاءت فاطمة للنبى صلى الله عليه وسلم وقالت إن قريشاً تتحدث أنك لا تغار على بناتك وهذا على يريد أن ينكح أبنة أبى جهل فجمع النبى صلى الله عليه وسلم الناس وقال إن بنى هشام إستئذنونى فى أن ينكحوا إبنتهم علياً فلا آذن لهم ولا آذن لهم ولا آذن لهم إلا أن يطلق علياً إبنتى ، إنى أخاف أن يفتنوا إبنتى ووالله لا تجتمع أبنة رسول الله وإبنة عدو الله تحت سقفٍ واحد ، أما إنى لا أحرم حلالاً ولا أحلل حراماً . فلما سمع على هذا أقلع عن هذا الأمر ومن جملة الحديث ان النبى قال إن فاطمة بضعة منى يُريبُنى ما أرابها ويؤذينى ما آذاها . ومن يرفضون التعدد يحتجون بهذا الحديث وليتهم ما فعلوا فالحديث حجة عليهم لا حجة لهم وحجتهم داحضة يوم القيامة ولدحض حجتهم نقف على ثلاثة وجوه فى الحديث :
أولها : قول النبى صلى الله عليه وسلم (أما إنى لا أحلل حراماً ولا أحرم حلالاً) فالنبى يقول انه لا يرفض التعدد ولا يحرمه وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم متزوجون بأكثر من أمراة ولا نعلم واحداً منهم كان تحته أمرأة واحدة .
الوجه الثانى : هذا الامر خاص بالنبى صلى الله عليه وسلم وهو فيه إيذاء للنبى وما كان لأحد كائناً ما كان أن يؤذى رسول الله فكيف بعلى بن أبى طالب وهو من هو عند رسول الله . إن فاطمة بضعة من رسول الله من آذاها فقد آذى رسول الله وقد خشى أن تفتن من قوم أبى جهل وإبنتهم وهذا من أشد الإيذاء لها وبالطبع لرسول الله وما كان لأحد أن يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تابع نجوم مصرية على أخبار جوجل


الوجه الثالث : لا تجتمع إبنة رسول الله وإبنة عدو الله تحت سقف واحد .
ولهذا فلم يتزوج علياً رضى الله عنه على فاطمة حتى ماتت ، فلما ماتت تزوج عدة نساء بعدها . هذا الحديث إذن لا يجوز أن يتكئ عليه أحد ويقول إن النبى قد وقف لعلى فمنعه أن يتزوج على فاطمة ويجعل الحديث حجة لأى رجل أن يقف أمام زوج أبنته فيمنعه أن يتزوج إن أراد ذلك فهذه المسالة خاصة برسول الله أوليست هناك أمور يختص بها النبى ومنها أنه تزوج أكثر من أربعة نساء فالرسول يزوجه الله أو ليس لما مرض كان يتوعك كما يتوعك الرجلين أو ليست هذه أمور خاصة بالنبى ومن يحتج بهذا الحديث فلا فهم له وليس عنده نظر .
من يحتج بتعدد الزوجات يقولون إن هذا الزواج يؤذى المرأة ولا ننكر هذا ولكن لماذا تتأذى المرأة ؟ إن المرأة تتأذى لغيرتها التى هى من أصل خلقتها ، والمرأة تُعذر فى غيرتها إن لم تتجاوز حد الله وشرعة – لا أن تضع له سكيناً فى المطبخ ونقول إنها تغار . إن الشرع يتجاوز عن الغيرة المعقولة التى لا تتجاوز حدود الله وأوامره ونواهيه وإلا فالغيرة عيب لأنها من الغل وهناك دليلان على أن الغيرة عيب :
الدليل الأول هو حديث أم سلمة لما مات عنها أبو سلمة وخطبها النبى فقالت إنى أمرأة مُصبية ( عنها بنت صبية ) وإنى غيور ( تشير إلى زوجات النبى ) وإن كبيرة فى السن ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : إذا كنت كبيرة فأنا أكبر منك وأما إبنتك فسيغنيها الله عنك وأما غيرتك فسأدعوا الله أن يذهبها عنك. فلو كانت الغيرة خيراً ما دعا الله لأم سلمة أن يذهبها الله عنها فدل ذلك على أنها عيب ولهذا فحجة الغيرة لرفض زواج الرجل من أمرأة ثانية – وذلك إن كان الأمر يستدعى ذلك – حجة ليس لها محل من الأعراب ، ليست فى موضعها وهى بهذا أن أفرطت فى غيرتها فمنعت زوجها فبهذا قد تعددت حدود الله فحرمت ما أحل الله . وكان من بركة حديث النبى صلى الله عليه وسلم أن أم سلمة لم تكن تغار ولهذا فقد أستقرت فى حياتها .
الدليل الثانى أن الغيرة عيب هو فى رواية مسلم من حديث عائشة رضى الله عنها قالت : خرج النبى صلى الله عليه وسلم من عندى يوماً ثم جاء فرأى ما أصنع ( أى كانت تفعل شيئاً يدل على غيرتها ) فقال لها أغرت قالت وما لمثلى الا يغار على مثلك فقال يا عائشة أجاءك شيطانك – ولتتعلم النساء من رد ام المؤمنين – قالت أو مع كل إنسان شيطان قال نعم قالت يا رسول الله أو معك شيطان قال نعم ولكن الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير. فالشاهد فى الحديث أن الغيرة إنما يولدها الشيطان وهذا دل على أنها عيب ، والغيرة نار تسرى فى عروق المرأة لا يُطفئها إلا الإيمان الشديد والإحتساب .
ملخص الحديث أن التعدد حلال ولكن ليس كل رجل يصلح للتعدد كما أنه ليس للمرأة أن تعترض زوجها إذا أراد الزواج من إمرأة أخرى لأنه حق للزوج فإن كان لا يصلح للتعدد وفعل فليذوق وبال أمره ، والله الموفق






المقال "تعدد الزوجات من دروس الشيخ ابو اسحاق" نشر بواسطة: بتاريخ:



اسم العضو:
سؤال عشوائي يجب الاجابة عليه

الرسالة:


رابط دائم

مواضيع مشابهة:
هل انت مع او ضد تعدد الزوجات ؟؟
إمرأة مسيحية تسأل الشيخ الجليل أحمد ديدات عن تعدد الزوجات في الإسلام ، اسمعوا الرد العجيب
فوائد تعدد الزوجات ،، يا بخته!!
تعدد الزوجات

Powered by vBulletin Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة © fmisr.com منتديات نجوم مصرية